الذين يستغلون النقص الفادح في توفير الحد الأدنى من الأمن للمسافرين، الذين اختاروا الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية كملاذهم الأخير بعد نفورهم من وسائل النقل الأخرى هربا من شدة الازدحام التي تشهدها يوميا وعلى مدار الساعة الطرق المؤدية من بومرداس إلى العاصمة، سواء تعلق الأمر بالطريق الوطني رقم 5 أو الطريق الثانوي عبر الرويبة والرغاية وحتى الطريق الساحلي الجديد لم يسلم بدوره من الاكتظاظ. وبشأن الاعتداءات التي يتعرض لها المسافرون، فقد أكد البعض منهم ممن التقتهم "الفجر" صدفة وطلبوا منا التطرق إلى الموضوع، أن الأمر أصبح لا يطاق خاصة وأن المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لم تتحرك لاتخاذ التدابير الوقائية لحماية زبائنها. وفي هذا السياق قال "عبد الله. ح" وهو موظف في الشركة المكلفة بإنجاز ميترو الجزائر، أن الوضع أصبح يبعث على القلق وأن هذه الاعتداءات المتتالية قد تجبره على ترك القطار والعودة إلى جحيم الطرقات. وطالب مسؤولي المؤسسة إلى توظيف أحسن لأعوانها المكلفين بالأمن في القطارات، كمنحهم سلطة اتخاذ تدابير ردعية ضد كل من يتجرأ على الإخلال بالنظام العام. من جهته قال "موسى .م" وهو تاجر بسوق بومعطي ويتخذ من القطار وسيلته الوحيدة للالتحاق بمنزله ببني عمران أن الاعتداءات تكاد تصبح سنّة في القطارات، خاصة التي تسير في الأوقات المتأخرة حيث قال أن مجموعة من الشباب دأبوا على الصعود في محطة الرغاية وبعدها يقومون باصطياد فريستهم، وغالبا ما تكون الفتيات ضحاياهم لأنهن لا يستطعن الدفاع على أنفسهن ويجبرن على تقديم كل ما لديهن من نقود وذهب وهواتف نقالة. ومباشرة بعد انتهاء مخططهم الذي يدوم قرابة الخمس دقائق ينزلون بمحطة بودواو ليستقلوا بعدها قطارا آخر يصل في نفس الوقت من الثنية باتجاه العاصمة. وهنا نشير إلى أن محطة بودواو حاليا أصبحت مركزا أمنيا مشتركا بين الجيش الشعبي الوطني ومصالح الشرطة القضائية إلا أن المجرمين لديهم الشجاعة الكافية للنزول في تلك المحطة دون أن يخافوا من توقيفهم. ودائما وفي إطار الاعتداءات التي يتعرض إليها المسافرين مستعملي خط بومرداس الجزائر فقد أكد لنا أحد الناقلين ممن شاركوا في الإضراب الذي نظمه مؤخرا الناقلون أن موقف "سيتي دالاس" ببودواو أصبح جحيما حقيقيا لهم، بعد رواج مهنة الاعتداءات والسرقة بوجود عصابة من اللصوص، وهم شباب تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين سنة، تقوم بتوقيف الحافلات إجباريا لدفع مستحقات الطريق والموقف القريب من إحدى اكبر الأحياء القصديرية بالمنطقة. وأضاف محدثنا أن العصابة هي نفسها التي تقوم بالاعتداءات على قطار بودواو الرغاية وهي نفس العصابة التي تسببت في بتر رجل شاب يعمل كقابض مع احد الناقلين بعد تعرضه لاعتداء همجي من طرفهم باستعمال السيوف الحادة. يحدث كل هذا والأمور ما تزال على حالها ولم يتم توقيفهم بالرغم من أن الجميع في حي سيتي دالاس القصديري يعرف أفراد العصابة.