تعرف محطات نقل المسافرين منذ يومين حركة دؤوبة، حيث يشد آلاف المواطنين القاطنين بالمناطق البعيدة الرحال للالتحاق بعائلاتهم لقضاء عطلة قصيرة بمناسبة عيد الفطرالمبارك، لكن الملاحظ هذه السنة أن وسائل النقل المتوفرة غطت العجز الحاصل في الأعوام الماضية، فضلا عن نقص عدد المسافرين على اعتبار أن الطلبة الذين يشكلون جزءا معتبرا منهم لايزالون في عطلة، إضافة إلى كون عدد هائل من العمال خرجوا أيضا في عطل صيفية خلال شهر رمضان. فعلى غير العادة لم تشهد محطة الخروبة البرية بحسين داي الزحمة المعهودة حيث لاحظنا من خلال زيارتنا للمرفق أن العديد من الشبابيك وأماكن الانتظار ظلت فارغة، فيما اصطف عدد من المسافرين لشبابيك أخرى قد اقتطاع التذاكر. وقد إستحسن المسافرون هذه الوضعية التي حدثت لأول مرة مؤكدين أن الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر رمضان في الماضي كانت تشهد تدفقا هائلا للمواطنين المسافرين نحو مختلف الوجهات، إضافة الى ذلك فالناقلون بدو غير مرتاحين من العدد القليل للمسافرين لأن ذلك يكبدهم خسائر ويؤخر بعض الرحلات. الخروبة: 600 حافلة يوميا لنقل المسافرين من جهته أوضح نائب مدير الاستغلال بمحطة الخروبة السيد عاشور زايدي ل »المساء« أن هذا العيد كان استثنائيا لأن وفرة وسائل النقل وقلة المسافرين قضى على حجم كبير من التدفق، مشيرا أن هناك 600 رحلة يوميا تمكن من نقل 24000 مسافرا، وهو العدد الذي لا نتوقع بلوغه هذا العام لأن معظم الوافدين من الطلبة »يقول محدثنا وفي مقارنة بالأعوام الماضية أشار السيد زايدي بأن المحطة اعتادت على استقبال عدد هائل من المسافرين ابتداء من 24 رمضان اذ يسافر يوميا من 18 ألف مسافر، يرتفع هذا العدد يوميا حتى يصل في آخر يوم من رمضان إلى 30 ألف مسافر. مما كان يجعل الناقلين الذين ليس لهم الحق في الخطوط طلب ترخيص بالعمل بالمناسبة، وفي هذ الاطار وجدنا بمحطة الخروبة ممثل مديرية النقل لولاية الجزائر من أجل منح التراخيص لمن يريد العمل بالمناسبة. وما أشار إليه بعض المسافرين نحو الشرق هو وضعية الحافلات التي تقلهم، واصفين وضعيتها بالكارثية مؤكدين ان بعض الناقلين يستغلون حافلات غير صالحة ولا تتوفر على راحة المسافر. وفي هذا الاطار ذكر ممثل محطة الخروبة أنه من حق المواطن تقديم شكاوى للجهات المعنية لإلزام الناقلين بتجديد حظيرتهم. 12000سيارة أجرة أما بمحطة سيارات الأجرة لما بين الولايات الكائنة بالقرب من ساحة بور سعيد فإن الأجواء تكاد تكون نفسها، فالمسافرون القلائل الذين وجدناهم قد أخذوا أماكنهم ببعض السيارات كانوا ينتظرون امتلاء السيارات، وذكر العديد من السائقين أن النقص الكبير في عدد المسافرين في هذه المناسبة صار واضحا، وقد أقلق حتى المسافرين الذين ينتظرون طويلا قبل انطلاق الرحلة. وأوضح رئيس اتحاد سائقي سيارات الأجرة السيد عزيوز بوكرول »المساء« أن الوفرة هذه المرة غلبت الزحمة المعتادة وقد يتسبب ذلك في متاعب للسائقين وارغام بعضهم على العودة دون مسافرين، مستبعدا أن يحدث عجز مثلما سجل في الأعوام الماضية، خاصة وأنه يتوفر بالجزائر العاصمة وحدها 12000 سيارة تضمن خطوط ما بين الولايات، اضافة الى السائقين الآتين من الولايات الأخرى عبر 38 خطا، ونفى محدثنا أن يرفع السائقون من ثمن الرحلات، مشيرا أن باب نقابة الاعتماد مفتوحة لاستقبال أي شكاوى في هذا الشأن، وأنه من ضبط مخالفا للقانون فإنه سيعاقب من طرف مديرية النقل، لكن محدثنا استبعد حدوث هذه المخالفات كون عدد السيارات أكثر من حجم المسافرين. السكك الحديدية تدعم الخطوط وتخفض الأسعار من جهتها قامت ادارة شركة نقل المسافرين بالسكك الحديدية باجراءات جديدة تحسبا لنهاية شهر رمضان وبداية شوال، اذ دعمت مختلف خطوطها بعربات اضافية لنقل فائض المسافرين المنتظرين، لكن ذلك لم يتأت هذه السنة، فزيارتنا الى محطتي القطار بآغا ونهائي الجزائر مكنتنا من ملاحظة العدد البسيط من المسافرين دون تسجيل زحمة، لكن ذلك لم يمنع شركة النقل بالسكك الحديدية من اعتماد تحفيزات للمسافرين عبر خطوطها بتخفيض سعر الرحلات ب15 ، وقد راسلت ادارة الشركة مستخدمي المحطات بمناسبة عيد الفطر المبارك تأمر فيها باستغلال العتاد اللازم في هذه المناسبة، وتوفير استقبال حسن للزبائن ودعم العاملين بالشبابيك وغيرها، وضمان النظافة والأمن والكاملين على متن القطارات وفي المحطات. وحسب بيان شركة الشكك الحديدية فإن خط الجزائروهران تدعم بعربتين اضافيتين بالنسبة للقطار المنطلق على الساعة ال6 والنصف صباحا ومثله بالنسبة لقطار منتصف النهار ونصف وغيرها من الخطوط، مما يعطي انطباعا بأن العجز لا يسجل هذا العام.