كشفت مجموعة من المهاجرين السريين المنحدرين من ولاية الطارف، والذين تم ترحيلهم من إيطاليا إلى الجزائر بعد احتجازهم بمراكز جزيرة سردينيا الإيطالية، أن الحرافة يتعرضون لإغراءات شديدة تستهدفهم في عقيدتهم، من خلال عدة أساليب يتقدمها عرض المساعدات الاجتماعية والمالية. وقال أحد الحرافة في شهادة ل "الفجر"، إن رجال الدين المسيحيين يترصدون الشباب الجزائري الذي يفلت من قبضة حرس السواحل الإيطاليين ويعرضون عليهم الدخول في المسيحية مقابل عدم التبليغ عنهم ومساعدتهم في الاستقرار والإقامة عبر مختلف البلدان الأوروبية، بعد تسوية وضعياتهم القانونية. ذات المصدر أكد مقابلته لعدد من الذين رفضوا هذه الإغراءات بمركز الاحتجاز ''كالياري'' والذين وشى بهم رجال دين إلى مصالح الشرطة، بعد أن رفضوا التخلي عن عقيدتهم الإسلامية أو مناقشة الأمر أصلا. وفي شهادته المثيرة، التي اعتبرها صرخة إلى الأولياء والسلطات رفقة اثنين من زملائه، قال ياسين: إن مراكز الاحتجاز التي ساقته إليها الأقدار بعد محاولة للهجرة السرية، انطلقت من بلدية القالة في 11 جويلية الفارط، رفقة 14 شخصا آخر من نفس الولاية، وبعضهم من عنابة، أن هذه المراكز تقوم بدورها، ولكن بطريقة مختلفة.. حيث تقوم بالدعاية للمسيحية والتبشير، إذ لا تضع في متناول المئات من الشباب الحراف المحتجز بها غير إحدى القنوات التبشيرية الناطقة بالعربية. أما عن ظروف الإقامة، أوضحت المجموعة المرحلة، والتي بقيت في مركزي كالياري وباري 54 يوما، أنها كانت جيدة عموما إذ يتم تقديم وجبات غذائية متوازنة ويسمح بممارسة الرياضة. يحدث هذا، في وقت كشف فيه ذات المصدر عن حيل عديدة يلجأ إليها الحرافة الجزائريون بجزيرة لمبيدوزا الإيطالية ووسط مراكز الاحتجاز المتواجدة بها تفاديا لكشف هوياتهم، حيث يلجأون إلى استعمال اللهجة الفلسطينية للتساهل الذي تبديه السلطات الإيطالية مع الفلسطينيين. ويضيف نفس المتحدث أن الشباب الذين يستعدون للحرفة في الآونة الأخيرة، أصبحوا يقومون بتعلم تلك اللهجات قبل الإبحار. ياسين قال إنه يغتنم هذه الفرصة ليوجه نداء عبر جريدة ''الفجر'' إلى الآباء أولياء الحرافة وإلى السلطات، ينبه فيه إلى حقيقة الخطر الذي يهدد الشباب الجزائري في إيطاليا، خاصة من قِبل مجموعات تبشيرية وجدت في الأوضاع والظروف المزرية التي تدفع إلى الحرفة فرصة لاصطياد أكبر عدد منهم وتحويلهم عن دينهم مقابل إغراءات مادية.