تشهد عاصمة الهضاب التي تحصي أزيد من 60 بلدية والتي تعتبر ثالث أكبر ولاية من حيث تعداد السكان حالة غليان مند أسابيع تترجمها كثرة الاحتجاجات وقطع الطرق من قبل مواطنين ناقمين على المعيشة والسلطات المحلية على السواء، وهو ما يبرز أن هناك عدم انسجام ملحوظ بين مختلف الأجهزة التنفيذية هناك وبين المنتخبين والمسؤول الأول ونعني به الوالي على وجه الخصوص، وإلا بماذا نفسر ثورة غضب السطايفية التي باتت تشتعل هنا وهناك وتطال تقريبا أغلب البلديات سيما النائية منها في وقت عرفت فيه الولاية خلال السنوات القليلة الماضية إنتعاشا اقتصاديا وتجاريا مميزا وبروز تنمية لاقت استحسان الجميع خاصة من خلال تسجيل مشاريع هامة وبروز مصانع كبرى ما جعل سطيف يشار إليها باليد كما يقال؟ الكثير من المتتبعين أشادوا بانجازات الوالي الحالي نوارالدين بدوي الذي بقي على رأس الولاية لخمس سنوات ونيف، ويشهد له بالحركية والنشاط وربما ما حققت سطيف في فترة إشرافه عليها تجاوز بكثير ما أنجزه سابقوه لكن بالمقابل نجد أن سكان أغلب البلديات ينتفضون ضد حقرة السلطات المحلية والتهميش وغياب أدنى شروط الحياة الكريمة وهو ما يبين بما لا يدع مجالا للشك شيئان إما أن سلطات سطيف تركز كثيرا على عاصمة الولاية وبعض المدن الكبرى كالعلمة وعين الكبيرة مثلا وبلديات واقعة على الطريق الوطني وتهمل البلديات النائية كتيزي نبشار الواقعة على مسلك خراطة و بوعنداس وذراع قبيلة وبعض مشاتي عين ولمان وعين آزال، وإما أن المنتخبين المحليين لا يسايرون حركية الوالي ولم يقدموا ما وعدوا به السكان فتبرز المشاكل والمعاناة وتكون النهاية الحتمية الخروج إلى الشارع بقطع الطرق وإشعال العجلات المطاطية وأحيانا التخريب... احتجاجات لها مسبباتها وغضب له مبرراته عند المنتفضين ويرونه الوسيلة الافضل لإسماع صراخاتهم ونقل انشغالاتهم سعيا لتحقيق مطالب يمكن نعتها بالبسيطة تكمن في توفير الماء والنقل للتلاميذ وإيصال الغاز ..خاصة وأنه من عادة مسؤولينا أن لا ينزلوا إلى الشارع للالتقاء مع المواطنين إلا بظهور احتجاجات حينها يتحرك "المير " وبعدة رئيس الدائرة وان اقتضت الأمور الوالي وتلك تصرفات تعطي الانطباع السيئ عن مسؤولينا.