الأمن يطيح بعناصر خلية لتزوير وثائق السيارات تمكنت مصالح الأمن بولاية الوادي، نهاية الأسبوع الماضي، من الإطاحة بثلاثة عناصر من خلية تزوير وثائق السيارات التي كانت "الفجر" السباقة إلى كشف خيوطها الأسبوع الماضي. وتجري ذات الأجهزة حاليا تحقيقات مكثفة حول احتمال تورط عدد كبير من الشباب من بلديات الرباح، النخلة، البياضة، وفمار، في هذه الشبكة. وتأتي هذه العملية النوعية لمصالح الأمن بالموازاة مع سلسلة المداهمات الليلية التي باشرتها الجهات الأمنية بالولاية لتجفيف منابع خلايا الإسناد لتنظيم "القاعدة" على مستوى الجنوب الشرقي، خصوصا بعد النشاط الكبير الذي عرفته خلايا هذا التنظيم هذه السنة بولاية الوادي. أوضحت مصادر"الفجر" أن الخلية المذكورة المتكونة من ثلاثة شبان ينحدرون من بلديات فمار، الوادي، والبياضة، جنوب الولاية، تتراوح أعمارهم بين 23 و30 سنة أوقوفوا جميعهم بمنازلهم بتهمة تكوين خلية لتزوير عدد من الوثائق الرسمية، منها وثائق السيارات. وتأتي هذه التوقيفات، مثلما أوضحت مصادرنا، تبعا للتحقيقات الموسعة التي باشرتها المصالح الأمنية بولاية الوادي منذ بداية الشهر الجاري للإطاحة بأكبر خلية لتزوير وثائق السيارات تابعة لشبكة الدعم والإسناد، لما يعرف بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" النشطين على مستوى الجنوب الشرقي بالصحراء الجزائرية. وفي هذا السياق أوضحت مصادر "الفجر" أن السلطات الأمنية بولاية الوادي قامت بسلسلة مداهمات ليلية لعدد من منازل المشتبه في تورطهم في عدد من القضايا المتعلقة بالتهريب والتزوير والإرهاب، أفضت إلى الإطاحة برؤوس خلية تزوير وثائق السيارات. وأبرزت مصادرنا أن الخيوط الأولى لهذه القضية تعود إلى يوم الثلاثاء الماضي حين تم القبض على شاب من بلدية فمار، 15 كلم شمال الولاية، يبلغ من العمر 23 سنة، ضبط بحوزته عدد من المعدات المستعملة في تزوير الوثائق، منها جهاز إعلام آلي وجهاز سكانير وآلة ناسخة وطابعة، وكذا عدد من الوثائق المزورة، كالبطاقات الرمادية وجوازات السفر وبطاقات التعريف الوطنية وبعض شهادات العمل، التي غالبا ما يستعملها الشباب في طلبات العمل بالمنطقة البترولية حاسي مسعود ولدى شركات المستخرجة للغاز منطقة بحاسي الرمل بالأغواط . وتشير المراجع إلى احتمال تورط عدد من الشباب من ولايات الأغواط وورفلة في هذه الخلية، خصوصا أن نشاطها تمثل في تزوير الوثائق ذات الصلة بالنشاط الصناعي بهذه المناطق. وعقب التحقيق مع الشاب الموقوف من بلدية فمار من طرف مصالح الأمن بالوادي، أبلغ عن باقي أفراد خليته المتكونة من عنصرين آخرين، ينحدر الأول منهم من حي القواطين ببلدية الوادي والثاني من حي فاتح نوفمبر ببلدية البياضة. في حين أوقفت مصالح الدرك شقيق الشاب الثاني المنحدر من البياضة بعدما وجدته نائما معه في نفس الغرفة دون أن يكون له صلة بهذه الخلية، مثلما أضافت ذات المصادر، ويوجد هؤلاء الثلاثة لدى فصيلة الأبحاث للمجموعة الولائية للدرك الوطني، التي باشرت تحقيقا موسعا معهم قصد الإطاحة بكامل أفراد الشبكة، خصوصا أن بعض الأوساط المحلية تشير إلى أن هذه الخلية تعد واحدة من ضمن شبكة يمتد نشاطها إلى ولايات ورفلة، تبسة، وسوق أهراس، نتيجة وجود بعض الوثائق بحوزة الموقوف الرئيسي المنحدر من بلدية فمار. وفي الوقت الذي لم تشر مصادرنا إلى ربط بين هذه العملية والتحركات الأمنية المكثفة فيما يخص ملاحقة خلايا الإسناد والدعم لتنظيم "القاعدة"، فإن كل المؤشرات تشير إلى احتمال الكشف عن خلايا موازية لهذا التنظيم الإرهابي خلال الأيام الماضية، خصوصا أن هذه التحركات تأتي تزامنا مع التحريات التي تقوم بها مصالح الأمن مع الشقيقين "ق. س" و" ق. م"حول بعض خلايا الإسناد بالمنطقة، وهو ما دفع بالأجهزة الأمنية لضبط خطة أمنية مشتركة ومحكمة لسد المنافذ عن هذا التنظيم، خصوصا مع قرب الاحتفال برأس السنة الميلادية الذي قد يستغله هؤلاء لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية.