صرح الزعيم السابق لحركة الإصلاح الوطني الشيخ عبد الله جاب الله أنه قد شرع رفقة عدد من أتباعه في إطلاق مبادرة من أجل بناء قطب سياسي جديد هدفه إحداث تغيير جدري للواقع السياسي في البلاد، وقال من جهة أخرى أن المبادرة مفتوحة أمام جبهة الإنقاذ المحلة، وأمام شخصيات من تيارات أخرى من خارج التيار الإسلامي، هذا ولا يستبعد أن تشكل هذه المبادرة مستقبلا أرضية لجاب الله لدخول معترك الرئاسيات المقبلة كمرشح حر. كشف الشيخ عبد الله جاب الله في حديث خص به "الحياة" اللندنية عن مساعي باشرها رفقة عدد من الشخصيات التي تدور في فلكه بهدف تشكيل قطب سياسي جديد متعدد التيارات من أجل إحداث تغيير جذري للوضع السياسي القائم في البلاد، وتحدث الزعيم السابق لحركة الإصلاح الوطني عن استشارة تمتد إلى كل المحسوبين على التيار الإسلامي فضلا عن التيار الوطني والديموقراطي، وأوضح من جهة أخرى أن المبادرة سوف تشمل أيضا الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة. وقال الشيخ عبد الله جاب الله في حواره أن الأحزاب السياسية غير معنية بهذه المبادرة التي يسعى إلى تجسيدها رفقة عدد من الإطارات السابقة في حركة الإصلاح الموالية له، وأوضح جاب الله أن الأحزاب السياسية أفرغت من محتواها النضالي وباتت لا تملك برامج للتغيير، وأشار في المقابل إلى أن مساعي تشكيل قطب سياسي جديد تشمل مختلف الشخصيات وجميع تيارات المجتمع المدني، حيث تم تشكيل لجنة مكلفة بمهام الاستشارة، وتحدث أيضا عن تحرك على مستوى القواعد لدعم مساعيه، وبحسب جاب الله، فإن "كوادر وطنية وأخرى على مستوى الولايات تعمل على مستوى مختلف الولايات لكسب تأييد واسع" للمبادرة الجديدة، وتحفظ عن تسمية هذه الكوادر، لكنه اكتفى بالقول إن دوره يقتصر على "لفت انتباه متعاطفين مع التغيير السياسي، وما أعمل عليه شخصياً يتم في إطار ضيق، مع ترك الباقي للإطارات الوطنية". وتأتي مبادرة الشيخ جاب الله على نقيض الحلف الذي تسعى كل من حركة الإصلاح الوطني وحركة النهضة إلى تشكيله، علما أن الاتصالات بين الحركتين متواصل منذ فترة، وكان أمين عام حركة الإصلاح الوطني محمد جهيد يونسي قد صرح في وقت سابق بأن الحركة غير معنية بالمبادرة التي وصفها بأنها "مونولوج السياسي"، وقال إن "الإصلاح تنسق في ثوب القيادة الجديدة مبادرة مستقلة مع حركة النهضة". وبحسب العديد من المراقبين فان رهان جاب الله مبني أساسا على الرئاسيات المقبلة، فبعد فشله في استعادة حركة الإصلاح الوطني، يحاول الزعيم السابق للحركة تشكيل هذا القطب الذي سوف يسهل عليه دخول الرئاسيات المقبلة كمرشح حر، ويرى العديد من المتتبعين أن احتمالات مشاركة جاب الله في الرئاسيات المقبلة جد قائمة لإثبات وجوده السياسي، رغم التصريحات التي أطلقها في وقت سابق حيث اعتبر بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة سوف تكون مغلقة وأن نتائجها معروفة سلفا، وهذا على خلفية تعديل الدستور والترشح المرتقب للرئيس عبد العزيز بوتفليقة للرئاسيات المقررة في أفريل من السنة المقبلة. ويبدو أن فتلح المبادرة أمام جبهة الإنقاذ المحظورة، رغم منع قيادات هذا الحزب المحظور من ممارسة أي نشاط سياسي، ما هي محاولة لاستعطاف الوعاء الانتخابي "للفيس" المحل، والمؤكد أن الشيخ جاب الله يريد هذه المرة استغلال خلو الساحة السياسية من شخصيات ثقيلة قادرة على منافسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، للتقدم باسم التيار الإسلامي والمعارضة لمنافسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خاصة وان التيار الإسلامي يفتقد في الوقت الحالي لزعامات في مستوى جاب الله الذي حل الثالث في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2004.