اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم، أبوجرة سلطاني، الحصار المضروب حاليا على قطاع غزةالفلسطيني، بمثابة بداية لمخطط سياسي قد يؤدي إلى ضرب القضية العربية، وأكد أن سياسة الإبادة الجماعية المنتهجة من قبل إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني عبر الحصار الجائر للقطاع تعتبر "الخطر الداهم لابتلاع المنطقة كلها والذي بدأت شرارته تحرق أرض الإسراء والمعراج". وركز رئيس الحركة، في كلمة ألقاها في المهرجان التضامني "لبيك يا غزة" الذي نظمته حركته بقاعة حرشة حسان، الخميس، وحضره ممثلون عن أحزاب ومنظمات وطنية وفصائل فلسطينية، على قضيتين أساسيتين في برنامج حركته الخاص بدعم القضية الفلسطينية، هما توريث القضية الفلسطينية للأجيال القادمة، وذلك أولا بترسيخ الثقافة والقضية الفلسطينية في تعليم أبنائنا وإشراك الجميع في هذه القضية بشتى الطرق، ثم تحسين الموقف الرسمي الجزائري من خلال إطلاق مشروع كسر الحصار بجمع تبرعات لفائدة الشعب الفلسطيني، داعيا الدول العربية والإسلامية إلى تقديم الدعم للشعب الفلسطيني. وندد سلطاني بتمادي إسرائيل في انتهاكات حقوق الشعب الفلسطيني، وحذّر من المؤامرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني عبر إذكاء نار الفتنة بين الإخوة، داعيا الفرقاء الفلسطينيين إلى التلاحم وتوحيد الجهود لتقوية المقاومة ضد الكيان الصهيوني، ومذكرا في ذات السياق بالعلاقة الموجودة بين كفاح الشعبين الجزائري والفلسطيني. وقد أكدت الأحزاب الوطنية ممثلة في حزب جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، حزب العمال، حركة النهضة وحركة الإصلاح، دعمها الدائم للقضية الفلسطينية، ونددت بالحصار المفروض على غزة، مع الإشادة بهذا التجمهر واعتباره وفاء لمبدأ الدولة الجزائرية التي دأبت على دعم القضية الفلسطينية ونصرة شعبها، وحذّرت من "التمزق الخطير" بين أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك بتوجيه الجهود كلها للنضال الحقيقي من أجل استرجاع الأرض وعودة اللاجئين وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة والكاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. من جهته، اعتبر السيد "أبوأحمد"، ممثل حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، أن الثورة الجزائرية تعد "المدرسة الأولى للمقاومة والنضال والجهاد، مؤكدا أنها قدمت دروسا كثيرة في الصمود والتصدي للاستعمار، يستلهم المقاومون الفلسطينيون العبر منها في مقاومتهم للقوة العسكرية الإسرائيلية، وأن كفاح الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي والتضحيات الجسيمة التي قدمها يبقى دائما نموذجا يحتذى به في كل أنحاء العالم، مضيفا أن الحصار المفروض على غزة "قد عزز من عزيمة الشعب الفلسطيني في مواصلة الكفاح من أجل السيادة، وقد يؤدي مستقبلا إلى انفجار ثورة عارمة". ومن جهته، أوضح ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، صلاح محمد، أن ما يحدث في قطاع غزة هو حرب إبادة جماعية ضد مليون ونصف مليون محاصر من أبناء الشعب الفلسطيني، وأن المبادرات السلمية التي "تتحجج بها بعض الأنظمة قد سبقتها الإدارة الصهيونية بممارستها الجائرة ولم تستطع المؤسسات الفلسطينية ولا الإقليمية حمايتها".