طالبت تسع عائلات قاطنة بمدرسة "وريدة مداد" ببلدية عين البنيان بالعاصمة السلطات العمومية بالتدخل لمعالجة وضعياتهم الاجتماعية الحادة والاستعجالية والتكفل بهم بعد صدور قرار يقضي بإخلاء سكناتها الوظيفية، ومن ثمة مغادرة المكان قبل يوم الأربعاء الداخل، باعتباره آخر أجل. وأفاد المعنيون في تصريح ل "الفجر" بأن القرار "الجائر والتعسفي" في حقهم - على حد تعبيرهم - صادر عن مصالح البلدية، بعد التقرير الأخير لهيئة المراقبة التقنية للبناء "سي.تي.سي"، التي قامت بتصنيف هذه الابتدائية في الخانة الحمراء، كونها مهددة بالانهيار في أي لحظة، دون معالجة تداعيات تطبيق مثل هذا الإجراء، وفي مثل هذه الظروف المناخية الصعبة. وأكد محدثونا أنه لا يحق للمسؤولين المحليين إصدار مثل هذه القرارات الحساسة، خصوصا وأنها تمس شريحة المعلمين الذين واصلوا تأدية رسالتهم النبيلة، رغم الظروف المزرية التي تتخبط فيها هذه المؤسسة التربوية، فضلا عن أنهم قضوا معظم حياتهم بها، فالبعض منهم - يقول محدثونا - أحيلوا على التقاعد بسبب حالتهم الصحية المتدهورة ، كما أن هناك من توفوا على خشبة المصطبة بسبب إصابتهم بانهيارات عصبية، ومنهم من مايزال يمارس مهنته إلى حد الساعة. والآن، يتساءل معلمو مدرسة "وريدة مداد" عن مصيرهم المجهول، الذي يكتنفه الغموض والكثير من التساؤلات التي تطرح نفسها، خصوصا بعدما تبين وجود تلاعبات وتجاوزات كانت وراء عملية طردهم من سكناتهم الوظيفية، وذلك رغم استفادة سكان الأقبية المتواجدة على مستواها من سكنات لائقة بعد الكوارث الطبيعية المتعاقبة عليها، كفيضانات2001 وزلزال 2003.. لذا يطالب معلمو مدرسة "وريدة مداد" بتدخل الوصاية للنظر في شأنهم وأخذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها ترحيلهم إلى وحدات سكنية، وذلك في أقرب الآجال، خصوصا وأن محاولات الاتصال برئيس المجلس الشعبي البلدي لم تأت بأية نتيجة، حسب تصريحاتهم.