سيدي الوالي: لنا الشرف، نحن معلمو مدرسة وريدة مداد الكائنة ببلدية عين البنيان بالعاصمة، أن نتقدم إلى سيادتكم المحترمة لنطلب منكم التدخل العاجل لإيجاد حل لقضيتنا التي لا يمكن تأجيلها كونها مستعجلة وطارئة. إن قضيتنا متمثلة في صدور قرار بتاريخ 28/12/2008 من طرف مصالح بلدية عين البنيان يقضي بإخلاء سكناتنا الوظيفية، ومن ثم مغادرتنا المكان، وذلك قبيل يوم الأربعاء الداخل، كون ذات المصالح المذكورة قامت بمنحنا مدة 08 أيام للمغادرة، وذلك دون أي عملية تعويض أو استفادة. ويجدر بالذكر أن هذا القرار يمس 09 عائلات جلها من أسرة التربية العاملة بمدرسة وريدة مداد، والتي لا تزال تنشط في سلك التعليم على مستواها لحد الساعة. ونحيطكم علما سيدي الوالي أن هذا القرار الجائر والتعسفي في حقنا قد أتى استنادا لمحتوى تقرير الخبرة المنجزة من طرف مكتب المراقبة التقنية للبناء "سي.تي.سي" المؤرخ في 24/12/2008 تحت رقم : 122 المتضمن معاينة بناية مدرسة وريدة مداد بعين البنيان وملحقتها، وكذا محضر الإجماع المؤرخ في 25/12/2008 بمقر الدائرة الإدارية للشراقة، والمتضمن بدوره دراسة حالة بناية هذه المدرسة، حيث تم ثبوت أن وضعية المبنى خطيرة وتشكل خطرا على سكانها، وموازاة مع هذا التقرير وجه إلينا إعذار من قبل مصالح الأمن الحضري الرابع لعين البنيان، وذلك بناء على طلب رئيس المجلس الشعبي البلدي قصد اتخاذ كافة التدابير والاحتياطات اللازمة في مدة أقصاها 08 أيام لإخلاء البناية المعنية. سيدي الوالي: أو ترون أنه من العدل للمسؤولين المحليين الذين قمنا بتزكيتهم أثناء حملتهم الانتخابية التي منحناهم الثقة الكاملة لإدارة شؤوننا أثناءها أن يصدروا هكذا قرارات ظالمة ومجحفة ومن دون إشعار سابق؟.. خصوصا وأننا من شريحة المعلمين، فقد أدينا رسالتنا النبيلة بكل صدق وأمانة رغم جل الصعاب والظروف المزرية التي نتخبط فيها، كما قمنا بتكريس كل مجهوداتنا لخدمة أبناء هذا الوطن، وذلك لا لشيء سوى لتعليمهم وكسر غلال الجهل عنهم، إذ أن البعض منا قد أحيل على التقاعد بسبب حالته الصحية المتدهورة، كما أن هناك من توفوا على مصطبة قاعة التدريس نظرا لإصابتهم بانهيارات عصبية، ومنا من يزال يمارس مهنته الشريفة إلى يومنا هذا. وعليه نتساءل حاليا عن مصيرنا المجهول الذي يكتنفه الكثير من الغموض، والذي يثير العديد من علامات الاستفهام والتعجب، لا سيما بعد عمليات الترحيل المتتالية التي مست سكان أقبية هذه المؤسسة التربوية، حيث أنهم سيدي الوالي قد استفادوا من سكنات لائقة فور التحاقهم بها، رغم أن العديد منهم ليسوا من أبناء البلدية، فنحن نشم رائحة مؤامرة تقف وراء طردنا من سكناتنا التي لا نملك غيرها، خصوصا ما تعلق بالطريقة التي تلقينا بها هذا القرار، وهو ما جعلنا نمتثل أمامكم ونطالب سيادتكم الموقرة بالتدخل وأخذ قضيتنا بعين الاعتبار، كون مصيرنا الأول والأخير في هذه الحالة سيكون الشارع لا محالة. وفي الختام تقبلوا منا سيدي الوالي أسمى معاني الاحترام والتقدير.. ودمتم ذخرا لهذا الوطن العزيز.