لم تشهد بلادنا هجوما كاسحا لأباطرة المخدرات والمهلوسات مثل ما يحدث منذ أشهر قليلة بمختلف ولايات القطر والكميات الكبيرة المحجوزة لدى المصالح المختصة خلال الثلاثي الاخير من السنة المنصرمة ومطلع العام الجاري خير دليل على ذلك. الجزائر التي كانت تعتبر من أقل البلدان تضررا خلال السبعينات والثمانينات وحتى بداية التسعينات تحولت مع مطلع الألفية الجديدة الى بلد مستهلك تحجز فيه أطنان الكيف المعالج ومئات الآلاف من الأقراص المهلوسة وحتى الكوكايين الذي حجزت كميات منه رسميا بالطارف وعنابة السنة الماضية. الخطر يكبر من يوم لآخر ويهدد ليس فحسب مستهلكيه من الشبان اليائسين والمنحرفين وغيرهم على اعتبار أن مصالح الدرك والأمن أوقفت أشخاصا ميسور ين وأبناء شخصيات يستهلكون المخدرات تماما كما أوقفت أباطرة ورؤوسا كبرى تبرز أن هناك اليوم مافيا حقيقية تدير وتسير شبكات المخدرات بالجزائر وإن استمر الحال على ما هو عليه سيما مع اكتشاف أيضا حقولا للقنب الهندي في بجاية وغرداية أن نجد في بلادنا مناطق تشبه بوقوطا وغابات المكسيك ومن ثمة يصير ليس من السهل محاصرة الظاهرة التي يبدو أنها صارت إرهابا جديدا يهدد الجزائريين تماما مثل الإرهاب الهمجي الذي عانينا من ويلاته لسنوات وإرهاب الطرقات الذي يحصد يوميا أرواح الجزائريين كذلك. الكارثة هو أن تتحول أيضا بعض حدائقنا وساحاتنا العمومية في قلب المدن الى مرتع للمتاجرة بالمخدرات والمهلوسات واستهلاكها وتوقيف أشخاصا حولوا منازلهم في قلب المدن كذلك الى ما يشبه المتجر الخاص ببيع أصناف مخدرات كما حدث الخميس المنصرم بقسنطينة أين تمكن رجال فصيلة الأبحاث للدرك الوطني من حجز 3960 قرصا مهلوسا من مختلف الأنواع داخل منزل يقع وسط المدينة وهو اليوم ذاته الذي حجزت فيه الشرطة بتبسة أكثر من 10 كلغ مخدرات كانت مهربة نحو تونس ..المؤكد اليوم هو أن الخطر صار كبيرا وهناك أكثر من زنجبيل في بلادنا وهو ما يستدعي مكافحة حقيقية بلارحمة للظاهرة ومن يقف خلفها.