كشفت مصادر عليمة ل"الفجر" أن مجمل الكميات المحجوزة من أصناف المخدرات، من قبل مختلف المصالح، جمارك وشرطة ودرك وشرطة حدود، بلغت سنة 2008 مستوى قياسيا، مقارنة بالسنوات الماضية، حيث فاقت الكميات المحجوزة 25 طنا، مقابل حوالي 16 طنا السنة المنصرمة، والنسبة الكبرى التي تجاوزت 90 بالمائة من الحشيش المعالج. وتبقى الحدود الغربية وكذا الجنوبية أكبر مناطق النفوذ والعبور باتجاه الجزائر بالنسبة للمخدرات، وعلى رأسها الحشيش المعالج. ويتضح من خلال الإحصائيات المتوفرة، أن كميات المخدرات المحجوزة ارتفعت بصورة كبيرة، وقاربت ضعف ما تم حجزه السنة المنصرمة، مما يبين فعالية المصالح المختصة من جهة، وتضاعف نشاط شبكات تهريب المخدرات منجهة أخرى. والأخطر من ذلك أن الهيئات الدولية، على غرار المرصد الدولي لمكافحة المخدرات، نبهت إلى أن عددا من الدول منها الجزائر، تجاوزت مرحلة كونها بلد عبور إلى بلد استهلاك وإنتاج، مع تنامي نشاط بارونات المخدرات. كما يلاحظ بداية دخول ما يعرف ب"المخدرات الصلبة" وإن كان ذلك بكميات قليلة لغلائها، أو ما يعرف بالمخدرات البيضاء والمركبة، مثل الكوكايين، و هو مؤشر خطير ينبئ بغواقب وخيمة على المجتمع. وتمكنت مصالح الأمن المختلفة من حجز كميات كبيرة أيضا من المهلوسات، فاقت هذه السنة سقف 1.2 مليون قرص، مما يكشف أيضا ارتفاع استهلاك مثل هذه الحبوب، خاصة في أوساط الشباب والقصر. ومما يظهر تنامي مثل هذه الظواهر سواء في مجال الإتجار بها أو استهلاكها وتطور شبكات تجارة المخدرات والمهلوسات، عدد الموقوفين من قبل مصالح الأمن خلال سنة 2008، إذ بلغ العدد الاجمالي لهم نحو 30 ألف شخص منهم أكثر من 6 آلاف تاجر و24 ألف مستهلك، حوالي 85 بالمائة منهم تتراوح أعمارهم ما بين 16 سنة و35 سنة. وقد سبق للمصالح المختصة أن قدرت، خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2008، عدد الموقوفين بحوالي 23 ألفا منهم 5 آلاف تاجر و17 ألف مستهلك، نسبة 80 بالمائة منهم لا يتجاوز سنهم 35 سنة، مقابل حجز كميات بلغت 18 طنا من المخدرات. وإذا كانت المخدرات، لا سيما الحشيش، تأتي غالبا من الجهة الغربيةوالجنوبية بالدرجة الثانية، فإن المهلوسات تأتي من كافة الجهات الحدودية، لسهولة إيجاد مخابئ لها، وصعوبة تحديدها. وقد تفنن المهربون في تقنيات تمرير مثل هذه السموم التي توجه للسوق الداخلي بالدرجة الأولى، ولكن أيضا تحول إلى الدول الأوروبية، عبر عدة معابر، خاصة جنوب أوروبا؛ إيطاليا، فرنسا، إسبانيا والبرتغال. أما تجارة المخدرات الصلبة، فلا تزال في غالبيتها موجهة إلى الخارج لغلائها، وتصل غالبا من أمريكا اللاتينية مرورا بدول الساحل الإفريقي، لتعبر الجزائر، ثم إلى أوروبا من خلال الموانئ بالخصوص. وقد تجاوزت كمية الكوكايين المحجوزة من قبل المصالح المختصة 1.2 كليوغرام، وهي كمية متواضعة مقارنة بسنة 2007 التي سجلت حجزا ما كميته 22 كيلوغراما. وتبقى الشبكات الغربية الأكثر نشاطا في الجزائر، لارتباطها بالشبكات الأوروبية المختصة ولكن الأخطر في الأمر هو تحول الجزائر إلى منطقة إنتاج لا سيما للحشيش، كما تم الكشف عنه خلال سنة 2008 من خلال حجز كميات من الحشيش المنتج محليا، وهو مؤشر خطير على تنامي دور شبكات المخدرات داخل الجزائر واستخدام الجزائر كنقطة انطلاق لنشاط كبير للشبكات باتجاه أوروبا خصوصا.