بعدما تمكنت هذه الشبكات من ترويج ''أرقى'' أنواع المخدرات في الدول المجاورة، منها المغرب وموريتانيا ومالي ودول من الساحل الإفريقي• واستند عبد المالك سايح في معاينته الخطيرة إلى حالات حجز قامت بها مصالح الأمن الأوروبي، منها البحرية الفرنسية السنة المنصرمة في المحيط الأطلسي، لباخرة برازيلية كانت تحتوي على ثلاثة أطنان من الكوكايين موجهة الى الجزائر، بالإضافة إلى حجز الجمارك الإسبانية في 2007 حاوية تحمل طنا من الكوكايين كانت موجهة لتاجر جزائري اعترف خلال التحقيقات أنه استلم قبلها ثلاث حاويات أخرى• وأوضح المتحدث، أمس، خلال نزوله ضيفا على حصة ''في الواجهة'' للقناة الإذاعية الأولى، أن تجار شبكات تجارة الكوكايين الأجنبية والكولومبية على وجه أخص، أصبحت تستعمل الممرات الآمنة التي تستعملها ذات العصابات المختصة في ترويج القنب الهندي• واعتبر نفس المصدر أن كميات الكوكايين المحجوزة في الجزائر والتي ترتفع من سنة إلى أخرى، دليل على ما توصلت إليه التحريات الأمنية، حيث حجزت مصالح الأمن السنة الجارية كيلوغرام من الكوكايين بعدما كانت الكميات المحجوزة لا تتجاوز بضعة غرامات• وقال عبد المالك سايح إن وصول الأطنان من الكوكايين إلى دول مجاورة كالمغرب وموريطانيا ومالي يؤكد أن الخطر ذاته يواجه الجزائر، حيث حجزت الدول المذكورة 15 طنا من هذه المادة، التي تدر تجارتها أموالا طائلة، مقارنة بالأنواع الأخرى من المخدرات، مشيرا إلى أن شبكات تجارة الكوكايين الأجنبية حولت نشاطها إلى إفريقيا بعد أن أحكمت الدول الأوربية وأمريكا اللاتينية غلق حدودها وشددت الرقابة على هذه العصابات• من جهة أخرى، توقع عبد المالك سايح أن ترتفع كمية المخدرات المحجوزة من طرف مصالح الأمن والدرك والجمارك نهاية السنة إلى 80 طنا، أغلبها من القنب الهندي، باعتباره مادة واسعة الاستهلاك• حيث تشير الاحصائيات الأخيرة إلى حجز 5,16 طنا من القنب الهندي خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، وهي الكمية المعادلة لما تم حجزه في ,2007 وتصل إلى حدود 27 طنا في أربعة أشهر، وهو ما يرشح ارتفاع نسبة الحجوزات نهاية السنة الجارية بفعل الإجراءات الأمنية المشددة على عصابات ترويج المخدرات• وفي ذات السياق، قال عبد المالك سايح، إن الجزائر أصبحت تعاني من ارتفاع ترويج أنواع المخدرات، بعدما أحكمت قبضتها على الشبكات التي تسعى لتمريرها إلى أوروبا، والتي غالبا ما تضطر الى تحويل الكميات المنتجة إلى الاستهلاك المحلي• وتعد ولايات العاصمة والبليدة ووهران في مقدمة القائمة من حيث الترويج والاستهلاك، الذي طال حتى التلاميذ المتمدرسين في الطور الإبتدائي، حيث كشف المتحدث عن انتشار مخيف لاستهلاك الأقراص المهلوسة وسط تلاميذ المتوسطات والثانويات، خاصة الفتيات، اللواتي أصبحن يقتنين الأقراص المهلوسة من طرف زملائهم في الأقسام، حسبما كشفته إحدى التلميذات في قضية توجد على مستوى التحقيق بالعاصمة، وتليها في القائمة كل من عنابة وتيزي وزو والشلف، وذلك في انتظار الاعلان عن نتائج التحقيق حول استهلاك المخدرات في الجزائر بعد بضعة أشهر• ودعا المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها السلطات إلى ضرورة تشديد الاجراءات الأمنية على الشريط الحدودي بين الجزائر والمغرب، التي تعد المصدر الرئيسي للمخدرات المروجة في الجزائر، في وقت تسجل صعوبات في فرض الرقابة على امتداد 541 كلم• كما تشير إحصائيات مكتب مكافحة الجريمة للأمم المتحدة إلى أن المغرب يحتل الصدراة في إنتاج القنب الهندي• من جهة أخرى، أكد عبد المالك سايح على ضرورة تصحيح الرؤى لدى المدمنين على المخدرات على أنهم مرضى يحتاجون إلى العلاج وليس مجرمين سيواجهون العقاب رغم أنه لم ينف تورط أغلب المستهلكين للمخدرات في عمليات الترويج، حيث غالبا ما يضطرون لبيع هذه المادة من أجل تأمين مصاريف شرائها للاستهلاك الشخصي•