أحزاب التحالف ضيّعت الشارع وأخذت الحكم!.. هذه الحقيقة أصبحت ماثلة للعيان في الآونة الأخيرة من خلال ظهور التجمعات التي تدعو إليها الأحزاب الحاكمة داخل القاعات للتضامن مع شعب فلسطين في غزة! ومن خلال الأعداد الهائلة التي خرجت إلى الشارع بمسيرات عفوية.. بعضها تم خارج الأطر القانونية والنظامية للبلد! الأحزاب التي لا تستطيع أن تجند الشعب في قضية هو أصلا يعتبر مجندا لها.. هي أحزاب فقدت مبررات وجودها المادي! الجزائر في هذه الظروف أصبحت جزائرين! جزائر السلطة والأحزاب الحاكمة وحاسي مسعود.. وجزائر الشعب الرافض للسلطة والأحزاب الحاكمة ويمارس العصيان السياسي وحتى "الحرفة"! ما يحدث في الجزائر من هزال سياسي في تنظيم الشعب هو الحصاد المر والطبيعي لسياسة السلطة في غلق المجال السياسي وحرمان الشعب من تنظيم نفسه في تشكيلات سياسية قادرة على تنظيم الشعب وتربيته على الممارسة السياسية السلمية.. فلم يبق أمام الشعب سوى أن ينتظم في طوابير النضال الانتهازي في أحزاب التحالف أو يمارس العصيان السياسي في الانتخابات! أو ينتظر المسيرات الخارجة عن القانون كي يمارس حقه في الخروج عن القانون! إنها مهزلة سياسية حين نعرف أن التجربة الديمقراطية السياسية التي انطلقت قبل 20 سنة في هذا البلد قد انتهت إلى هذه النتيجة المضحكة.. وكأن البلد لم يعد فيه غير هؤلاء الذين تسابقوا لتسجيل أنفسهم في قوائم الترشح للرئاسة! وما زالت البلاد في مرحلة سيادة بوسرصوط وبوعضروط والمقشرش وبوعلة.. وسيشهد على ذلك المراقبون الدوليون للانتخابات الرئاسية؟!