من المفارقات العجيبة أن إسرائيل أصغر دولة في الحوض الشرقي للمتوسط، ولكنها تهزم كل جيوش دول المنطقة مجتمعة في حرب واحدة ! ولكن تنظيمين صغيرين هما حزب الله وحماس هزما إسرائيل بدون ثغرة الدفرسوار ولا حتى استسلام الكيلومتر (101) على طريق سيناءالقاهرة ! والسؤال المطروح هو: هل حزب الله وحماس هما الكبيران أم أن الدول الكبيرة المحيطة بإسرائيل هي الصغيرة؟! وهل يمكن أن نطلق على هذه الدول صفة الدول وهي عبارة عن تجمع سكاني هائل تقوده عصابات حاكمة؟! إسرائيل تحارب حماس وتتفاوض مع مبارك وعباس في شرم الشيخ تماما مثلما تحارب حزب الله في لبنان وتتفاوض مع السنيورة ورفيق الحريري في باريس ونيويورك والرياض! مصر باعت في 1973 قضية فلسطين مقابل سيناء منزوعة السلاح ! وفعل ذلك المقتول السادات ! واليوم تقوم مصر ببيع شعب غزة لإسرائيل مقابل الوصول إلى ضم غزة لمصر منزوعة السلاح.. ومنزوعة الشعب أيضا ! أولمرت يقرر وقف القتال من جانب واحد ومبارك هو الذي يعلن ذلك في القاهرة وقبل ساعات من حدوثه.. ويقولون مصر لا تنسق مع إسرائيل في هذا الشأن؟! حتى الأوروبيون هبوا لنجدة أولمرت كما قال هو نفسه وخر سركوزي ومركل وبيلسكوني ومعهم بان كي مون ! ولكن أولمرت قال لهم: انجدوا مبارك في شرم الشيخ أيضا ! حتى عمرو موسى رأى في اجتماع مبارك مع الأوروبيين في شرم الشيخ من صميم عمل الجامعة العربية وقرر الحضور، في حين لم يحضر قمة الدوحة لأن نجاد حضرها ! وكاد أن لا يحضر في السابق قمة الجزائر لأن الوزير الأول الإسباني حضرها ! مبارك نادى أيضا الرئيس الفلسطيني الذي انتهت صلاحيته ومع ذلك يريد مبارك أن يرهج به سياسيا سكان غزة ! المصيبة أن مبارك يطلب من إيران وسوريا رفع أيديهما عن الفلسطينيين.. ولكن يحشر أنف الأوروبيين في الشأن الفلسطيني الداخلي، أي بوس هذا الذي يجري في شرم الشيخ ؟!...