أكد السيد ''مجيد قرباني فراز'' مستشار تجاري بسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانيةبالجزائر، على أن المتعاملين الإقتصاديين الإيرانيين لديهم رغبة جدية وواضحة لإقامة علاقات شراكة مع نظرائهم الجزائريين والإستثمار بشكل موسع بالجزائر، وفي مختلف القطاعات. مضيفا في تصريح ل »الشعب الإقتصادي«، بأنه يأمل في أن تنسج الجزائر علاقات إقتصادية جيدة مع الدول الإسلامية كإيران مثلا، بحكم أن السوق الجزائرية تملك أقطابا واعدة في ميدان البناء والبترول، ولها قدرة على تصدير منتوجها إلى دول أخرى، لاسيما جنوب إفريقيا، مشيرا إلى أن المستثمر الإيراني يرغب في الاستثمار في ميادين البناء و البترول. لكنه استطرد قائلا، بأن هدا الإستثمار لا يتأتى إلا بتسريع وتيرة التعاون والشراكة من قبل الطرف الجزائري، وتسهيل التعاملات في المجال المصرفي، لأن المتعامل الإقتصادي الإيراني حسب المتحدث الراغب في إقامة شراكة، يصطدم بثقل الإجراءات البنكية. وعلى صعيد التبادلات التجارية، أكد المستشار التجاري بأنها بلغت خلال الأشهر الأخيرة من السنة الجارية، ما يناهز 40 مليون دولار أمريكي، مع تسجيل 6ملايين دولار حجم صادرات الجزائر إلى إيران، و12 مليون دولار أمريكي حجم صادرات إيران إلى الجزائر. مشيرا إلى أن حجم المبادلات التجارية بين الجزائروإيران ما يزال متواضعا إذ بلغ العام الماضي 25 مليون دولار أمريكي، ويفترض أن يصل إلى 50 مليون دولار أمريكي نهاية عام .2008 وللتذكير، فإن الجزائر كانت قد أبرمت في جوان الماضي إتفاقية بقيمة 220 مليون يورو، قصد بناء مصنع الاسمنت بالجزائر، وأخرى لبناء وحدة لتركيب الحافلات بمنطقة عنابة. وفي هدا الصدد، كشف ''قرباني'' على وجود مفاوضات جارية حاليا مع فرع السيارات بالجزائر والطرف الإيراني، قصد إبرام إتفاقية شراكة وتعاون في مجال صناعة السيارات وذلك عن طريق إنشاء مصانع لتركيب السيارات كمرحلة أولى مع شركاء جزائريين، يتبعه فيما بعد الصناعة المباشرة للسيارات بالجزائر. مضيفا، بأن هذه المسألة تتوقف على مدى قدرة هذا المجمع في دفع وتيرة الإتفاقية. وأوضح محدثنا في هذا الإطار بأن شركات صناعة السيارات بإيران هي شركات متواجدة في البورصة، و دراستها للمشاريع الإستثمارية تكون حسب الحاجة. وفي رده عن سؤال حول المشاركة الإيرانية بالمعرض، أكد ممثل السفارة الإيرانية على مشاركة خمسين مؤسسة إيرانية ومن مختلف القطاعات، لاسيما في مجال النسيج وصناعة الأدوية والسيارات، وأن هناك ما يناهز ست أو سبع شركات صيدلانية، وأخرى في مجال البترول و صناعة الجرارات الزراعية، وآلات الحفر و الحصاد، وكذا الشركة الوطنية للتصفية. وفي الختام، جدّد السيد ''قرباني'' تأكيده على أن المتعاملين الاقتصاديين الإيرانيين على استعداد لتطوير التعاملات الاقتصادية بين الجزائروإيران، وأن معرض المنتوجات الإيرانية هو فرصة للمتعاملين الإقتصاديين لكلتا البلدين للتعارف، واكتشاف القطاعات التي يمكنها الإرتقاء بحجم المبادلات، أضاف المستشار التجاري. وتجدر الإشارة إليه، أن وزير التجارة الجزائري السيد ''الهاشمي جعبوب'' كان قد صرح في وقت سابق، بأن واردات الجزائر من الأدوية كبيرة مما يدفعنا لمحاولة الإستفادة من التجربة الإيرانية، وذلك عبر إقامة شراكة في المجال الذي يعرف تطورا كبيرا في إيران، أضاف وزير التجارة. من جهته، أبدى السعيد بركات وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، إعجابه بالتطور الذي وصلت إليه صناعة الأدوية بإيران، لاسيما صناعة الأدوية الجنسية، مؤكدا في هذا الشأن على أنه ستنظم زيارات متبادلة بين المستثمرين الخواص والعموميين لكلتا البلدين في قطاع الأدوية، بهدف بحث فرص الإستثمار. نفس الأمر، ذهب إليه ممثل شركة »نصر حمزة« المتخصصة في إدارة تنفيد أنواع مشاريع الإعمار والبناء بين أكبر أصحاب الإعمار والخبراء، معربا عن إعجابه بالسوق الوطنية والإستثمار بها. وفي هذا الإطار دائما، استعرض ممثل المؤسسة مهام هذه الأخيرة، مفيدا بأن شركة »نصر حمزة« التي تأسست عام ,1990 تعد إحدى أكبر شركات الإعمار بالجمهورية الإيرانية الإسلامية، نظرا لنشاطها الباهر في تنفيد مشاريع البناء المتكاثف، وبناء السدود وتشييد الطرق وشبكة الري وخطوط انتقال المياه والغاز، وذلك بفضل مجموعة من الأخصائيين العلميين والتقنيين مدعمين بأكثر من 300 جهاز من صنف الآليات الثقيلة وشبه الثقيلة، واستثمار أحدث التكنولوجيات المتطورة عالميا. وأضاف المتحدث في تصريح خص به جريدة »الشعب الإقتصادي«، بأن هذه الشركة قامت بتنفيذ أكثر من عشرين مشروعا، وحاليا تعكف على تنفيد ستة مشاريع وطنية منها، مشروع الهندسة والمشتريات والإنشاءات الرابعة والخامسة بمدينة البرند بإيران، حيث تم إعداد 300 هكتار من المواقع، مؤكدا بأن مؤسسته تحصلت على شهادات دولية للجودة في الإنتاج. ------------------------------------------------------------------------