الشمل وتوحيد الصفوف مع جميع من يتقاسم معها نفس الأفكار والمبادئ• وقال جاب الله، خلال ندوة صحفية عقدها بمقر الحركة بالعاصمة، في شرحه لأسباب اتخاذ قرار عدم المشاركة في الرئاسيات، "إن التردي المستمر للوضع الاقتصادي والاجتماعي والسلوكي، والإغلاق غير المسبوق للمجال السياسي، والاحتكار الفاضح للإعلام الثقيل، والخنق الشديد للحريات العامة، ممارسات أصبحت تسيطر على الوضع العام في وطن يتمتع بكثير من الإمكانيات، إضافة إلى التعديل الأخير للدستور"، هي كلها عوامل جعلت مجلس الشورى الوطني لحركة الإصلاح، المنعقد الخميس بزرالدة، يتخذ قرار عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة• ودافع جاب الله عن موقف حركته، الذي لم يعتبره موقفا سلبيا في التعاطي مع الأحداث كما يراه البعض، وقال "إنه موقف إيجابي يأمل متخذوه أن يقود إلى نتائج عظيمة القيمة، باعتبار القرار رسالة سياسية قوية تحمل معنى عدم الرضا عن الممارسات الحاصلة في الإدارة والتسيير"• وأضاف "إن حركة الإصلاح تريد أن ترى تغييرا شاملا وواسعا من خلال جعل القضاء مستقلا والحريات الفردية والجماعية محمية، وأن تخضع الإدارة، التي زادت من ممارسة الاحتكار والتحيز لأصحاب القرار، إلى سلطة القانون، مع فتح الحوار بين السلطة والمعارضة وجعل الإعلام وسيلة تعبير للجميع"، موضحا أن "حركة الإصلاح لم تجد وسيلة ديمقراطية تعبر بها عن رفضها للممارسات السيئة السابق ذكرها سوى اتخاذ قرار عدم المشاركة في الرئاسيات"• وعاب عبد الله جاب الله، في ندوته الصحفية، أداء النخب المتواجدة في دوائر السلطة، وقال إنها "برهنت للجميع أنها والديمقراطية خطان متوازيان لا يلتقيان، لأنها متشبعة بالفكر الأحادي"، مضيفا "التحالف الرئاسي لا يؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي على السلطة، ولا يرى إلا مصالحه، لذا فمن الأفضل أن يشكلوا فيما بينهم حزبا واحدا"• وفي رده على سؤال حول رؤية حركته للمشاركة الشعبية المنتظرة خلال الرئاسيات، قال جاب الله "إن عدم أخذ درس الانتخابات التشريعية الأخيرة الذي قدمه الشعب لهذه النخب محمل الدراسة الجادة، فإن هذا السلوك سوف يتكرر، إذ أنه يعبر عن مدى الوعي الذي أصبح يتمتع به المواطن الجزائري من خلال رفضه للسياسات وأسلوب التعاطي مع مستقبله"• وأوضح جاب الله في السياق ذاته "نتمنى أن السلطة تتفقه من مثل هذه الدروس في المستقبل القريب، أي بعد الرئاسيات، لأن الإصرار واللامبالاة في التعاطي مع هذه الأمور يوسع الهوة بينها وبين الشعب والأحزاب، وهذا من غير مصلحة البلاد"• وأشار عبد الله جاب الله إلى الاتصالات التي جرت بينه وبين السلطة، والتي "اعتبرها غير مباشرة وغير جادة، وكانت تدور حول الرئاسيات، حيث أبدت السلطة رغبتها في ترشحي"• وعن المسعى الذي اتخذته حركة الإصلاح لجمع الشمل وتوحيد صفوف التيار الإسلامي، رد قائلا "إنه أصبح من أولوياتنا ومسعى مشترك بيننا وبين حركة النهضة في الوقت الحالي، وسوف يتواصل مع التيار الوطني النزيه في المستقبل، ونهدف من خلاله إلى إنشاء قوة سياسية قادرة على التغيير والتأثير في الساحة السياسية"• وعن احتمال التحالف تحت اسم جديد قال "يبقى المهم الالتفاف حول المشروع ومبادئه"•