أعلن، أول أمس، الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، عن عدم مشاركة الحركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في التاسع من أفريل المقبل، مجددا بذلك تمسكه بموقف المجلس الشوري للحركة بعد فشل مساعي الإسلاميين للوصول إلى مرشح إجماع، رغم تزامن الإعلان الجديد مع إعلان جهيد يونسي عن حركة الإصلاح الوطني عن ترشحه للرئاسيات، ما يعني أن النهضة لا تدعم مرشح الإصلاح، في وقت كشف عن قرب الإعلان الرسمي عن عودة عبد الله جاب الله إلى حركة النهضة "التاريخية"• وقال أمين عام النهضة، في كلمة ألقاها خلال انطلاق أشغال ندوة إطارات الحركة لمنطقة العاصمة أن تنظيمه السياسي "قرر عدم المشاركة في الاستحقاقات الرئاسية المقبلة"• وأرجع الموقف المتجدد إلى "الأجواء السياسية غير المشجعة وفقدان الساحة السياسية للتنافس الحزبي والبرامجي، إلى جانب غلق المجال الإعلامي وتراجع الحريات العامة وغياب الحوار وتهميش دور الطبقة السياسية في القضايا المصيرية التي تهم الأمة"• وعاد فاتح ربيعي إلى مخاوف العزوف لدى المواطن محاولا تشريح الوضع وتحديد الأسباب، وأوضح أن "الوقت قد حان للتفكير في فتح حوار جدي بعد الرئاسيات بمشاركة كل الطبقة السياسية للخروج بتصور واضح وآليات محددة كفيلة باستعادة ثقة الناخب والشعب الجزائري في العملية السياسية للحفاظ على المكاسب وترقية التعددية السياسية والإعلامية والنقابية"• وأبرز ربيعي أن تنظيم هذه الندوة يندرج في إطار "عملية البناء الداخلي للحركة وترتيب الأمور، ولم الشمل مع الأطراف المنفصلة، من خلال مباشرة مسعى الصلح ضمن مرجعية الوسطية والاعتدال"، حيث يرتقب الإعلان قريبا عن عودة الرئيس السابق للحركة عبد الله جاب الله إلى الصفوف رفقة أنصاره• وقال الأمين العام للحركة في هذا الإطار "إننا حاليا بصدد الإعداد لما يسمى جمع شمل النهضة التاريخية"، مما يستدعي، كما أوضح، "السعي بجدية لإنجاح هذه الخطوة"• وكشف في هذا السياق عن أنه تم عقد لقاءات مماثلة في عدة ولايات من الوطن لحد الآن، مشيرا إلى أن آخر جمعية عامة ولائية لإعادة هيكلة القاعدة ستنظم في أواخر فيفري• وأعلن بالمناسبة أنه سيتم تنظيم ندوة وطنية لإطارات الحركة في منتصف مارس المقبل ل"تهيئة الأجواء لخطوات أخرى ترمي إلى جمع شمل كل مناضلي الحركة"•