فالزائر لهذه المواقع الفوضوية يلاحظ مدى المعاناة التي يتخبط فيها هولاء، فظروف عيشهم قاسية.. بيوت مبنية من الطوب والحجارة وحتى الزنك والقصدير عبر مساحات ضيقة تنعدم فيها قنوات صرف المياه، إلى جانب أكوام القمامات والأوساخ المنتشرة في كل مكان، حيث تأتي السيول بعد سقوط الأمطار على جرفها إلى داخل مساكنهم• "الفجر" انتقلت إلى عين المكان فوجدت سكنات لا تستجيب لأدنى شروط العيش المحترمة. فالبنسبة للغاز، فقاروة غاز البوتان منفذهم، أما عن الكهرباء فإنك تلاحظ بمجرد اقترابك من الحي شبكة من الكوابل والأسلاك المنتشرة بشكل فوضوي والموصولة ببعض المنازل مما يشكل خطر كبيرا على حياة السكان، حيث يقيم بعهضم في هذه البيوت التي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء منذ أكثر من 30 سنة. فبمجرد دخولنا الحي القصديري لمسنا ظروفا قاسية وحالة مزرية يعيشها السكان، طرقات مهترئة وأوساخ متراكمة ومجموعة من الشباب تعيش حالات نفسية حرجة جراء البطالة والتهميش• وللإشارة فإن حظيرة الولاية للسكن نجد فيها أثر من 30 ألف بيت قصديري، ترتب هذا العدد الهائل عن النزوح الريفي جراء الظروف التي مرت بها الولاية خلال التسعينيات، حيث أن السلطات المحلية أصرت على القضاء على البيوت الهشة التي كثيرا ما شوهت المنظر الجمالي للمدن، وذلك عن طريق إعادة ترحيل وإسكان موطني بعض المحتشدات القصديرية والأحواش القديمة مثل ما هو الشأن لحي قويزي سعيد بعاصمة الولاية ومحتشدات عين العلوي، في حين مازالت بعض الأحياء تنتظر التفاتة من طرف المسؤولين.. نخص بالذكر حي مزرعة عنترات حي السلامات، والأمر يتطلب منح عناية لهذا الملف من قبل المعنيين وذلك بالإسراع في التكفل بانشغالات السكان اليومية وعلى رأسها إعادة إسكانها في مساكن تتوفر على شروط الحياة الكريمة وإخراجهم من دائرة العزلة.