عشرة حرافة حاولوا الانتحار بمركز "لامبيدوزا" وتونسيون يضربون عن الطعام تعرف الساحة السياسية الإيطالية هذه الأيام جدلا واسعا بعد تقديم حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف، المعروف بعدائه للمهاجرين والحليف مع حزب رئيس مجلس الوزراء سلفيو برلسكوني "شعب الحريات"، لمشروع قانون يجبر الأطباء والعيادات الطبية على التبليغ والوشاية بمرضاهم الذين يشكون بأنهم لا يملكون وثائق الإقامة أو العمل، الذي صادق عليه مجلس الشيوخ في انتظار إحالته على النواب، حيث دافع برلسكوني بشدة عن مشروع القانون أثناء عرضه على المجلس• ولقى مشروع القانون الذي أشارت إليه "الفجر" في عدد أمس، معارضة شديدة من طرف الفاتيكان، الذي عبر عن رفضه المطلق لمشروع القانون، حيث نقلت جريدة "أوسرفاتوري رومانو" التي تعتبر الناطق الرسمي باسم الفاتيكان "بأن كاثوليك إيطاليا لا يمكنهم اغتصاب الحقوق الأساسية للمهاجرين" وكذلك الجمعية الخيرية "كاريتاس" ومؤتمر أسقفي إيطاليا، الذي اعتبر تقديم المساعدة وحتى للمهاجرين السريين يعد من الأمور التي تقاس عليها درجة تحضر البلدان• كما دعا أسقف مدينة ميلانو، تيتامانزى، الأطباء إلى احترام أخلاقات المهنة، في إشارة إلى السر المهني المطبق عالميا• وبينما لقى مشروع القانون معارضة ورفضا من طرف الأحزاب اليسارية، خاصة الحزب الديمقراطي بقيادة فالثر فيلتروني، شددت جمعيات طب الأطفال من خطورة ولادة الأطفال في السر ولا يتم التصريح بهم أو تلقيحهم وذلك تلميحا إلى لجوء المهاجرين غير الشرعيين إلى تجنب العلاج في المصالح الرسمية• وكانت محافظة بوليا، في أقصى الجنوب، قد أبدت أول أمس رفضها لمشروع القانون، واصفة إياه بغير الأخلاقي• كما أظهرت حكومة برلسكوني عداءها للمهاجرين،خاصة العرب و المسلمين، من خلال تصريحات وزيرها للخارجية فرانكو فراتيني عندما صرح أول أمس أن هناك خلايا إرهابية إسلاموية نائمة في أوربا على صلة بالقاعدة ومستعدة لتنفيذ هجمات اليوم أو غدا• من جهة أخرى، عرف مركز حجز وتجميع المهاجرين السريين بجزيرة "لامبيدوزا " ليلة الجمعة إلى السبت محاولة انتحار عشرة مهاجرين، بعد أن حاولوا شنق أنفسهم باستعمال ملابسهم، في حين تم نقل أحدهم إلى مستشفى باليرمو لخطورة حالته، بعد أن أقدم على ابتلاع براغي وشفرات حادة أصيب بجراح بليغة على مستوى القصبة الهوائية• وفي سياق متصل، باشر عشرات من المهاجرين التونسيين المحتجزين بنفس المركز إضرابا عن الطعام بعد صدور قرار ترحيلهم إلى تونس بحر هذا الأسبوع، بعد تفعيل اتفاقية الترحيل الموقعة بين البلدين مؤخرا والتي أفضت إلى قرار ترحيل 120 تونسي الأسبوع الماضي•