حالات العنف ضد المهاجرين تتزايد وميلانو تفتح مكتب للوشاية. يكتنف الغموض مصير "الحرافة" الجزائريين المحتجزين بمختلف المراكز الإيطالية بكل من لامبيدوزا، صقلية، سردينيا وغيرها، خاصة بعد شروع روما في ترحيل حرافة من تونس وليبيا وتصاعد العنف ضد المهاجرين، حيث لم يصدر أي تصريح من وزارة الخارجية الجزائرية بالرغم من وجود اتفاقية بين البلدين في هذا الإطار، ولا من وزارة التضامن الوطني، مع أن وزير التضامن الوطني، جمال ولد عباس، التقى السفير الإيطالي في الجزائر الأسبوع الماضي، لكن لم يصدر أي تصريح عنهما في هذا السياق• وصرح رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، مصطفى فاروق قسنطيني، ل"الفجر" أمس، بأنه ما دامت هناك اتفاقية موقعة بين رئيسي البلدين فيما يخص تسليم الحرافة فلا بد من تطبيقها، وذلك على غرار ما يجري تنفيذه بالنسبة للدول المجاورة• ومن غير الممكن الإبقاء على المهاجرين في الحجز وسط ظروف إنسانية صعبة جدا• وقد حل وزير الداخلية الإيطالي، روبرتو ماروني، أمس في طرابلس، لتفعيل اتفاقية ترحيل الحرافة الليبيين المحتجزين في إيطاليا، على غرار تلك الموقعة مع كافة دول المغرب العربي ومن بينها الجزائر، حيث تم أمس ترحيل 120 حراف تونسي انطلاقا من مطار لامبيدوزا، من مجمل اتفاقية تشمل ترحيل 1200 حراف تونسي• من جهة أخرى، دقت العديد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية وكذا الأحزاب اليسارية، بمن فيهم رئيس الجمهورية الإيطالية، جيورجيو نابوليتانو، ناقوس الخطر جراء تزايد العنف والاعتداءات ضد المهاجرين في إيطاليا، وصبت جامّ غضبها على حكومة برلسكوني اليمينية وسياساتها المعادية للمهاجرين• ولعل تنصيب الوزير، روبرتو ماروني، على رأس وزارة الداخلية كان له الأثر الكبير في تزايد الكراهية ضد المهاجرين، خاصة وأنه ينتمي إلى حزب يميني متطرف معروف بمعاداته، حتى لإيطاليي الجنوب أنفسهم، إذ من مبادئ حزب رابطة الشمال، الذي ينتمي إليه، تقسيم إيطاليا إلى دولتين دولة غنية مصنعة في الشمال والجنوب يبقى لفقراء إيطاليا• وتوصل الحزب اليميني المتطرف إلى آخر ابتكاراته عندما قرر فتح مكتب في شارع توراتي الراقي الذي يوجد فيه مقر نادي ميلان لكرة القدم، مهمته استقبال الوشايات كل يوم خميس حول المهاجرين السريين وتدوينها دون ذكر اسم القائم بالوشاية•