يحيي الشعب الجزائري نهار اليوم السبت وعلى غرار الأمة الإسلامية في المعمورة كلها يوما من أعظم الايام عند الله في شهر من أعظم الشهور عنده عز وجل و هو عاشوراء الذي يمثل اليوم العاشر من شهر الله المحرم . هذا اليوم الذي انتصر فيه الحق على الباطل حيث أنجى الله تعالى موسى - عليه السلام- وقومه وأغرق فرعون وقومه، هو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ورأى اليهود يصومون هذا اليوم فرحاً بنجاة موسى قال:"أنا أحق بموسى منكم" فصامه وأمر بصيامه ، واصبح بذلك صيام هذا اليوم المبارك – ويوم قبله – سنة يسير على هديها الكثير من الافراد والعائلات في الجزائر والعالم الاسلامي. ولعل من أجل دلائل فضل صيام يوم عاشوراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بصيامه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم - يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم - يوم عاشوراء - وهذا الشهر يعني شهر رمضان. وصيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام الذي قبله حيث إن رجلاً سأل النبي عن صيام يوم عاشوراء فقال–صلى الله عليه وسلم-:"صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"،وقال –صلى الله عليه وسلم-:"لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر"،وهو اليوم العاشر من محرم وكانت اليهود تصومه عندما أنجى الله نبيه موسى من مكر فرعون وقومه وكان نبي الله موسى -عليه السلام- يصومه لفضله، وكان أهل الكتاب يصومونه وكانت تصومه قريش أيضا في الجاهلية، فلما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة وجد اليهود يصومونه ويعظمونه حتى كانوا يجعلون أطفالهم يصومونه فسألهم عن ذلك فقالوا: إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأغرق وأهلك فرعون وقومه فصامه شكرا لله وأمر بصيام هذا اليوم وحث عليه وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق وأولى بموسى منكم"فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه. وقد أخرج أحمد من وجه آخر عن ابن عباس زيادة في سبب صيام اليهود له، وحاصلها أن السفينة استوت على الجودي فيه، فصامه نوح وموسى شكرا. وعن معاوية قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر"،وهذا دليل على نسخ الوجوب وبقاء الاستحباب. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد عزم في آخر عمره على أن لا يصوم يوم عاشوراء مفرداً، بل يضم إليه يوماً آخر مخالفة لأهل الكتاب في صومه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال -صلى الله عليه وسلم: "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع"،مع العاشر مخالفة لأهل الكتاب. وعن الربيع بنت معوذ قالت:أرسل رسول الله غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة وقال:"من كان أصبح منكم صائما فليتم صومه ومن كان أصبح منكم مفطراً فليتم بقية يومه"،فكنا بعد ذلك نصوم ونصوم صبياننا الصغار منهم ونذهب إلى المسجد فنصنع لهم لعبة، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة نلهيهم بها حتى يتموا صومهم. و لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي أمر صوم يوم عاشوراء بيد الصحابة كما ورد في حديث ابن عمر قال: صام النبي عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك ذلك- أي ترك أمرهم بذلك،وبقي على الاستحباب.