ذكرت قيادة الجيش الوطني الشعبي ، أن العملية التي نفذتها وحدات خاصة في تيقنتورين "ناجحة بكل المقاييس العملياتية منها السياسية و الدبلوماسية و الإعلامية"، و قالت فيما يشبه الرد على إيحاءات بأن الجيش لم يهتم بحياة الرهائن أن التدخل بهذا "الشكل الدقيق" يؤكد "الحرص على أرواح الرهائن و رفض التفاوض مع الإرهابيين"، و وصفت حالة تيقنتورين بأنها شأن داخلي جرى التصرف معه بعيدا عن التدخل الأجنبي. أفادت وزارة الدفاع الوطني، أن الجزائر تصرفت مع الهجوم الإرهابي على مركب الغاز في تيقنتروين منتصف الشهر الماضي ب"كل مسؤولية و احترافية"، و قدمت تدخل الجيش على أنه "الخيار الوحيد في هذه الظروف و دون تفاوض حتى لا يتحول المجرمون و القتلة إلى مفاوضين". و تحدثت الوزارة من خلال مجلة الجيش لسان حال المؤسسة العسكرية في عدد شهر جانفي عن "إنشاء خلية أزمة وطنية منذ الساعات الأولى للإعتداء الإرهابي"، و أن العملية تمت بإشراف مباشر من قائد الناحية العسكرية الرابعة (ورقلة) و متابعة رئيس الجمهورية وزير الدفاع القائد الأعلى للقوات المسلحة. و قدمت الوزارة ثلاثة عوامل كانت وراء صناعة شكل تصرف الجيش هي "تطور الأحداث بسرعة" و تمسك الجزائر بمبدأ "لا تفاوض مع الإرهابين" و "إصرار المجرمين على الفرار خارج الوطن مع الرهائن و تفجير مركب الغاز بعد تلغيمه"، و نعتت الوزارة هذا السيناريو بأنه "تهديد خطير لسيادة الجزائر و استهداف لموقع استراتيجي يعد عصب الاقتصاد الوطني"، و أكدت أن بين الإرهابيين كنديون، و هو توضيح فيما يبدو للسلطات الكندية التي "تشكك" في الرواية، بالإضافة إلى إرهابيين من جنسيات جزائرية و تونسية و مصرية و مالية و موريتانية و نيجرية. و أضافت قيادة الجيش أن تدخل الوحدات العسكرية "كان أكثر من ضرورة بل كان حتميا لإنقاذ الأرواح و حماية الاقتصاد الوطني و هو تصرف من صميم السيادة الوطنية"، و تحدثت عن "تحضير جيد" لتدخل أفراد الجيش "بعد دراسة كافة الاحتمالات التي يمكن أن تؤول إليها الأحداث بما فيها سيناريو محاولة الفرار و أخذ الرهائن"، و أنه "تم تنفيذ العملية بشكل سريع جدا لم يكن يتوقعه الملاحظون و المختصون"، و لولا التدخل "الحاسم" بوصف وزارة الدفاع لأصبحت "الجزائر كلها رهينة لدى الإرهابيين و المجرمين و ترضخ لمساوماتهم". و حملت مجلة الجيش ما يشبه الرد على "أسف" غربي إزاء اتخاذ الجزائر لقرارها بالتدخل منفردة، و قالت "إن الجزائر التي لم ترضخ أبدا طيلة تاريخها مع الإرهاب لتهديدات و مطالب و إملاءات المجرمين، بل كانت دائما تتصرف وفق ما تمليه السيادة الوطنية و المصلحة العليا للدورة بعيدا عن الضغوط الخارجية و التدخل الأجنبي"، و اعتبرت أن اعتداء تيقنتورين من "الحالات التي تعتبر شأنا داخليا غير قابل للنقاش مع أي طرف". و شددت وزارة الدفاع أن "الجزائر التي كانت دائما في قلب الأحداث بشمال إفريقيا و منطقة الساحل، عندما يتعلق الأمر بالإرهاب، تلعب دورا محوريا في هذا المجال الحساس و الخطير و تبقى دوما أقوى من هذه الأعمال التي تستهدف وحدتها و سيادتها و اقتصادها"، و أبدت قيادة الجيش رأيا مخالفا لما يقترب من الإجماع من أن الجزائر فشلت في تسيير الجانب الإعلامي للعملية، و قالت بدل ذلك أنها كانت " ناجحة بكل المقاييس العملياتية منها السياسية و الدبلوماسية و الإعلامية". و نتائج العملية تقول المجلة، القضاء على 29 إرهابيا و اعتقال ثلاثة و مقتل 37 رهينة من ثماني جنسيات بينهم جزائري واحد، كما قدمت حصيلة الأسلحة المسترجعة بينها أحزمة ناسفة و بنادق رشاشة و مدافع هاون و صورايخ و بدلات عسكرية أجنبية و تدمير ست سيارات رباعية الدفع.