قصد ضمان التكفل الانسب بالاطفال المصابين بامراض القلب و في اطار اتفاقية الشراكة الموقعة بين الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي"لاكناس"و مستشفى"كرومويل بوبة"بلندن تم يوم الخميس الماضي بقاعة المحاضرات بالمستشفى البريطاني حفلا تم خلاله تسليم شهادات اعتراف و تقدير لفائدة اول دفعة طبية جزائرية التي انهت تكوينها المغلق بصفة ملاحظين حسب القوانين البريطانية لمدة ثلاثة اشهر بمستشفى"كرومويل بوبة بلندن" برئاسة الدكتور جلولي يوسف المختص في جراحة التشوهات الخلقية للقلب المفتوح لدى الاطفال بمستشفى بوسماعيل. وجرى حفل التسليم بإشراف مديرة المستشفى السيدة "ميتشال لاهي"و البروفيسور "سيتيا" وبحضور السيد مراد بن مختار مستشار الشؤون الاقتصادية بسفارة الجزائر بالمملكة المتحدة اضافة الى السيد الوردي تونسي مسؤول التسويق الدولي بادارة المستشفى. وعلى هامش هذا الحفل ألقى البروفيسور "سيتيا" المختص في جراحة القلب كلمة أكد فيها أن هدف هذا التكوين بالنسبة للطاقم الطبي الجزائري يأتي فى إطار المهمة الموكلة لهم وهو القيام بتكوين اطباء جزائريين في التخصص مع تحسين الظروف الصحية للمرضى. وفي كلمة القاها ممثل السفارة الجزائرية بلندن اعتبر السيد مراد بن مختار ان خطوة التكوين تعتبرقفزة نوعية نحو التميز الذي لم يتحقق الا بالتعاون بين جميع كوادر البلدين..موضحا ان اجراء مثل هذه العمليات الجراحية المعقدة على القلب المفتوح تكلف خزينة الدولة اموالا طائلة بالعملة الصعبة في الخارج..مضيفا ان هذا التكوين سيساعدهم اكثر فاكثر مستقبلا على تمهيد الطريق من اجل تحسين سبل الفحوص و التشخيص و العلاج. واكد اصحاب الاختصاص ل"الجيريا برس اونلاين "على هامش الحفل..ان سبب التشوهات الخلقية القلبية يعود إلى ضعف مراقبة النساء لفترة حملهن، وتراخيهن في إجراء الفحوصات الطبية، سيما خلال الشهور الأولى، علما أن التقدم التقني يمكن من التعرف على الجنين، الذي يحمل تشوهات خلقية ابتداء من الشهر الخامس. من جانبه اكد الدكتور جلولي يوسف رئيس الطاقم الطبي ان ماشد انتباهه و طاقمه عن فترة التكوين التي قضاها بالمستشفى هو عامل التنظيم في مختلف المصالح و بدرجة عالية جدا بدأ من مكتب الاستقبال الى الفريق الشبه الطبي الى الطاقم الطبي وهذا خدمة لراحة المريض..اضافة الى قاعة العمليات المجهزة بكل الوسائل اللازمة مقارنة مع الجزائر التي تعرف نقصا كبير في عدد الاطباء المكونين و المدربين على دقة تشخيص التشوه الخلقي وعلاجه و جراحته..بحيث لا يوجد في الجزائر الا مستشفى بوسماعيل على مستوى الوطن. واستغرب الدكتور جلولي عن مدى وفرة اجهزة المسح بالاشعة فوق الصوتية الموجودة في كل مصلحة و في كل قاعات العمليات مع حسن الدقة في استعمالها مقارنة مع الجزائر..بينما يوجد في الجزائر جهاز واحد في كل مستشفى و الذي يتم نقله من مصلحة الى اخرى..واضاف نفس المتحدث ان التكوين ارتكز على التقنيات التي نفتقدها في الجزائر خاصة في اولوية التكفل بالتشوهات القلبية الخلقية على الاطفال حديثي الولادة ذوي الوزن الخفيف من 2 الى 5 كغ او بما يعرف بالحالات المعقدة. واكد نفس المتحدث ل"الجيريا برس اونلاين" انه سيوظف تجربته التكوينية البريطانية مباشرة في تكوين جراحيين جزائريين في جراحة "القلب المفتوح لاقل من 5 كغ"..لان هذا النوع من العمليات الجراحية تتطلب دقة وإتقانا كبيرين، ولا تحتمل الخطأ، تجنبا لتسجيل وفيات في صفوف الأطفال المرضى. واضاف الدكتور جلولي ان الهدف من هذا التكوين يكمن اساسا في تكوين الاطباء الجراحين الجزائريين في التخصص في عمليات جراحية لقلب مفتوح لاقل من 5 كغ..بحيث ماكانت تجري هذه العمليات سابقا في الجزائر..لان المشكل الكبير التي تعاني منه الجزائر حسب الدكتور هو نقص العنصر البشري المختص في "انعاش الوليد الاقل من 5 كغ". وفي الاخير طالب الدكتور جلولي يوسف من الجهات الرسمية بفتح تخصص في مجال "طب الاطفال في الانعاش" على مستوى المستشفيات الجامعية المختصة في جراحة القلب للاطفال. وفي السياق ذاته عبر الدكتور محمد تواتي طبيب مختص في القلب عن سعادته لهذا التكوين الذي مكنه من الاحتكاك اكثر فاكثر بالعالم الخارجي خاصة في مجال الاستفادة من تقنيات تشخيص المرض و الخدمات الصحية..مضيفا ان الشيئ المهم الذي شد انتباهه من المدرسة البريطانية هي المناقشات الطبية في كل الحالات خاصة المستعصية منها مع كيفية معاملة المريض و مرافقته مع عائلته. كما طالب الدكتور تواتي من الجهات الرسمية ادخال عالم تخصص امراض القلب في المستشفيات الجامعية..بحيث ان الاطباء المختصين في القلب ببريطانيا لهم تخصصات متفرعة بينما في الجزائر يوجد طبيب واحد يشمل كل التخصصات وهذا لا يفيد حاليا..لان عالم الطب اليوم حسب الدكتور تواتي اصبح يسير بتكنولوجيات عالية الدقة..كما طالب ايضا من المستشفيات الجامعية الى تكوين اطباء بمادة اساسية في دراستهم عن كيفية معاملة المريض وعائلته. للاشارة ان الوفد الطبي الجزائري الذي شارك في اول دفعة تكوينية بلندن يتمثل في:الدكتور جلولي يوسف جراح مختص في القلب المفتوح..و الدكتور محمد تواتي طبيب مختص عام في القلب..و السيد هلال محمد تقني سامي في الصحة مختص في الانعاش و السيد ولد اعمر فتحي تقني سامي في الصحة مختص في التخذير.