أكد المتدخلون خلال أشغال الدورة 24 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي التي انطلقت اليوم الاثنين في أديس أبابا (اثيوبيا)على ضرورة توفير الظروف الامنية في القارة الإفريقية من اجل تحقيق الامن الغذائي والتنمية فيها. وقد جرت هذه الاشغال بحضور وزير الخارجية رمطان لعمامرة الذي يقود الوفد الجزائري في هذا الاجتماع إلى جانب عدد من الوزراء الافارقة و مسؤولين عن منظمات دولية. و في كلمة القتها خلال الجلسة الافتتاحية دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي نكسوزانا داميني زوما إلى وضع سياسات واستراتيجية في إطار الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية لمحاربة الجوع والفقر في إفريقيا. وأكدت زوما على ضرورة تنشيط القطاع الزراعي من خلال سياسات واستراتيجيات خاصة وإيجاد الظروف المواتية لمشاركة القطاع الخاص مع التركيز على إزاحة العقبات التي تعترض الإنتاج. كما دعت المسؤولة الإفريقية إلى ضرورة خلق مشاريع اخرى في المجال الزراعي و التنمية مع تشجيع العمل على مختلف الاصعدة من اجل النهوض بهذا القطاع الذي يتطلب جهود الجميع. و أشادت بكل الجهود التي بذلها الاتحاد الإفريقي من اجل فك النزاعات في بعض دول القارة كمالي ومدغشقر. وفيما يخص الوضع في السودان دعت زوما الجميع إلى المساهمة فى انهاء الحرب التي تدور رحاها و تفادي قدر المستطاع تداعياتها على جهود السلام التنمية في هذا البلد مشيرة إلى ضرورة الاستمرار فيها خدمة للامن و الاستقرار في القارة و والعمل على تعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد في القارة السمراء. و من جهته شدد نائب الامين العام للامم المتحدة والامين التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا كارلوس لوبيز على ان الزراعة في إفريقيا لم تستعمل بعد كعامل للتحول مع ان إفريقيا تزخر بقدرات ديمغرافية إلى جانب موارد طبيعية وامكانيات ضرورية من اجل تحقيق تنميتها المستدامة. واقترح في هذا الشأن استراتيجة ترتكز على الصناعة الزراعية تاخذ بعين الاعتبار الخطط و السياسات مع تصور يتضمن الابعاد الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية وحتى الموارد العقارية و المائية و الطاقوية. و في نفس الاتجاه اشار وزير الخارجية الاثيوبي و رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي تيدروس ادهانون غيبرييوس في تدخله إلى ان الاوضاع الانسانية "الكارثية" التي خلفتها الازمات السياسية في دول القارة كجنوب السودان و جمهورية إفريقيا الوسطى تثير مخاوف متزايدة على امن و استقرار دول الجوار. و أضاف الوزير الاثيوبي بانه "اصبح من الضروري العمل بجدية لمساعدة هذين البلدين على استعادة الامن و الاستقرار" مشيدا في هذا الصدد بالجهود التي بذلتها حكومة جنوب السودان و المتمردين من اجل التوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار داعيا طرفي النزاع إلى مواصلة الجهود التي تجرى برعاية الهيئة الحكومية لدول شرق إفريقيا (ايغاد) بدعم من الاتحاد الإفريقي. و سيواصل الوزراء الافارقة غدا البحث في مجموعة التقارير في المجال الاقتصادي و السياسي و الامني تتعلق خاصة بالدورات العادية لمؤتمر الاتحاد الإفريقي المنعقدة خلال عام 2013 للاقتصاد والمالية و اجتماعات المسؤولين عن الموارد الحيوانية في أبيدجان (كوت ديفوار) و تقرير الاجتماع الرفيع المستوى حول تجديد الشراكة من أجل نهج موحد للقضاء على الجوع في إفريقيا بحلول عام 2025 . أما في ما يتعلق بالجانب السياسي فيبحث الوزراء الافارقة ايضا الوضع في الشرق الأوسط و خاصة التطورات في فلسطين.