تنطلق صباح اليوم بمدينة سيرت الليبية أشغال القمة الثالثة عشر للإتحاد الإفريقي، التي يشارك فيها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رفقة وفد هام، وستتواصل لغاية يوم الجمعة، ويوجد أمامها جملة من القضايا والملفات الشائكة، أحيلت على القمة من قبل المجلس التنفيذي للإتحاد، وعلى هامش القمة عقدت أمس قمتان مصغرتان ل"نيباد" و"ماييب"، شارك فيهما رئيس الجمهورية. مبعوثنا إلى سيرت/ليبيا: هارون. م.س يعكف بداية من نهار اليوم وإلى غاية يوم الجمعة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية على دراسة ومناقشة جملة من القضايا والهموم التي تعيشها شعوب ودول القارة الإفريقية، وينتظر أن تعيش قاعة قمة الرؤساء ورؤساء الحكومات نقاشا واسعا، ومداخلات معمقة حول القضايا المطروحة في جدول الأعمال، وفي مقدمتها الموضوع الرئيسي والمحوري للقمة "الاستثمار الزراعي من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والأمن الغذائي" وموضوع إدماج "نيباد" ضمن إطار الإتحاد الإفريقي، ومسألة التقييم المنجزة على مستوى "آلية التقييم من قبل النظراء" الخاصة بموضوع رشادة الحكم في إفريقيا، وعدد آخر من القضايا السياسية والأمنية، نذكر منها الوضع في الصومال، غينيا، دارفور، قرار المحكمة الدولية للجنايات في حق الرئيس السوداني عمر البشير، مدغشقر، وما إلى ذلك من قضايا أخرى. ونشير إلى أن قصر المؤتمرات واغا دوغو بالعاصمة الليبية قد احتضن أمس قمتين مصغرتين هامتين الأولى خاصة ب "نيباد"، والثانية خاصة ب "آلية التنظيم من قبل النظراء"، وقد شارك في كليهما رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رفقة الوفد المرافق له، ودارت أشغال القمتين في جلستين مغلقتين الأولى تمت في الفترة الصباحية والثانية في الفترة المسائية. قمة "النيباد" تميزت بمداخلات هامة تفضل بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، العقيد معمر القذافي الرئيس الليبي ورئيس الإتحاد الإفريقي، ميلاس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي ورئيس اللجنة التنفيذية ل "نيباد "، وجون كينغ رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي. ويبدو من الآن أن القادة الأفارقة كلهم متفقون على إدماج "نيباد" ضمن إطار الإتحاد الإفريقي، والجزائر من ضمن هذه الدول، وقد أوضح رئيس الجمهورية أن إنشاء هيكل "النيباد" وإدماجه في الإتحاد الإفريقي سيتيحان إرساء تكامل فعلي بين مهام ونشاطات مجمل هياكل الإتحاد، خدمة للهدف المشترك، المتمثل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإفريقيا وفي اندماجها. من جانب آخر نشير إلى أن "آلية التقييم من قبل النظراء" قد ناقشت هي الأخرى واقع الرشادة في الحكم القائم في زامبيا، واستمع الجميع للتقرير المعد بهذا الخصوص. ومن دون شك أن تركيز القمة مثلما هو مقرر سوف يكون حول واقع القطاع الزراعي في إفريقيا، والاستثمار الجاري فيه، وعلاقته المباشرة بالنمو الاقتصادي، ومن ورائه الأمن الغذائي، وقد حذرت عدة دول من الواقع المزري الذي تحياه بعض الشعوب والدول الإفريقية، وهي ترى أن نقص الاستثمارات وسوء السياسات الزراعية من جانب الحكومات الإفريقية والمانحين الدوليين أدى إلى تفاقم الفقر المزمن، والجوع لعشرات الملايين من الأفارقة، وقالت بعض التقارير المختصة أن 60 بالمائة من سكان إفريقيا في المناطق الريفية يعانون من الفقر، في الوقت الذي يعاني فيه سكان المدن من أزمات غذاء وسوء التغذية المتنامية، وهذه الأزمة الغذائية التي تعيشها إفريقيا هي في الأصل يتأثر بها شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص بإفريقيا. وفي هذا السياق ترى المنظمة المختصة "أوكسفام"، أن استثمار 10 بالمائة من ميزانية كل دولة لصالح الزراعة، المقررة في قمة مابوتو، لم تحقق الالتزام به حتى الآن سوى سبع دول إفريقية فقط، ولم تبلغ بقية الدول الإفريقية الأخرى سوى نسبة 5.4 بالمائة فقط، ولم تقم الجهات الدولية المانحة أيضا بالوفاء بالتزاماتها نحو فقراء المزارعين الأفارقة، ولم يصلهم من مجموع 12 مليار المقررة فقراء المزارعين الأفارقة، ولم يصلهم من مجموع 12 مليار دولار المقررة إلا مليار دولار واحد فقط.