قالت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، إن "المافيا" التي تحاول، حسبها، زعزعة استقرار حزبها، "تدّعي أنها مسنودة من مسؤولي مؤسسات سيادية في الدولة". وطالبت إثر ذلك، مدير دائرة الاستعلام والأمن، بشير طرطاڤ، ووزير الصحة، عبد المالك بوضياف، بتقديم توضيحات بعد أن تم تداول اسميهما في هذه القضية. عادت حنون، في ندوة صحفية بالعاصمة، أمس، إلى ما أسمتها "محاولات المافيا زعزعة استقرار حزبها، بعد الإعلان عن حركة تصحيحية مفبركة يقودها أحد النواب المفصولين"، متهمة أسماء معينة بالوقوف وراء العملية، بالتنسيق مع قناة تلفزيونية خاصة، يتقدمهم نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، بهاء طليبة، ووزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، بالإضافة إلى النائب الذي وصفته ب"المرتزق" سليم لعباطشة ك"أداة" في العملية، ومسؤولين في المركزية النقابية لا علاقة لعبد المجيد سيدي السعيد بهم، كما قالت. وظهرت بجانب الأمينة العامة، النائب نادية بودارن، التي أعلنت تبرؤها من "تصحيحية لعباطشة"، بعد أن قام، كما قالت، بإدراج اسمها في القائمة دون أن تعلم بذلك. وتشبه حالة بودارن، وفق مسؤولي حزب العمال، باقي الأسماء التي وردت على أنها تريد الإطاحة بالأمينة العامة للحزب. ولم تكتف حنون بهذا القدر، بل ذكرت أن هذه الأسماء تدعي في عمليتها "المافيوية" أنها تستند إلى مسؤولي مؤسسات سيادية في الدولة. "سمعناهم يقولون إنهم مسنودون من جهات عليا، وسألهم مناضلونا ممن؟ فكانوا يلمحون إلى محيط الرئيس بوتفليقة، ونحن نشك في هذا الادعاء، وقالوا أيضا إنهم مسنودون من بشير طرطاڤ وهذا اتهام خطير، وكذلك من عبد المالك بوضياف، بينما لم نتأكد إن كان علي حداد رئيس منتدى المؤسسات وراءهم أيضا". وعقبت حنون على كلامها قائلة: "نحن لا نوجه اتهاما لأي كان دون دليل، لكننا نريد لفت انتباه السلطات الرسمية إلى ما يوجه لهم من ادعاءات، ونطالبهم بأن يقدموا توضيحات ويعلنوا تبرؤهم ممن يتحدث باسمهم". وأضافت: "في حال لم يقدموا التوضيحات اللازمة، سيكون من حقنا أن نشك في صحة ما يجري، وحينها ستكون عملية تحويل الدولة إلى مافيا قد بلغت مداها". ومما تتوجس منه حنون، أن وحدة تابعة للمخابرات تقوم على مستوى الولايات بالتحري حول مناضلي حزب العمال. وقالت في هذا الصدد: "هناك تحريات تجري حول مناضلي حزب العمال، نحن اعتبرنا الأمر عاديا حتى وإن بدا لنا التوقيت غريبا.. كما أن عملية من هذا النوع لم يسبق لها أن جرت في السابق". ثم استطردت تقول: "هذا ما وصلنا إليه في وقت الدولة المدنية التي يزعمونها". ووضعت حنون كل ما يجري حاليا في خانة "الانحرافات السياسية الخطيرة جدا" التي تشهدها الجزائر، في وقت تتكالب قوى خارجية عليها، خاصة فرنسا التي تريد فتح ملف تيڤنتورين. وأدرجت ضمن ذلك ما قالت إنه "هجمة شرسة" تنال من رموز الثورة التحريرية، مثل زهرة ظريف بيطاط وياسف سعدي، بالاستناد إلى وثائق صادرة من مواقع "الجنرالات الفرنسيين المجرمين". وشبهت حنون من يبث هذه الأخبار ب"المكتب الخامس زمن الاستعمار الذي كان يقود الحرب البسيكولوجية على الجزائريين". وقالت إن "الهدف منها هو إحباط معنويات الشعب الجزائري ونزع كل أسلحته المعنوية التي كان يستمد منها القوة عندما يتعرض إلى المحن، هذه جريمة في حق الجزائر". واستغربت حنون "صمت" الرئيس بوتفليقة إزاء ضرب مصداقية مجاهدين كبار في الثورة التحريرية، وقالت إن الدولة التي لا تدافع عن مجاهديها "مغيبة".