أفادت نتائج دراسات نشرت نهاية هذا الأسبوع بأن أقرب مشاهدات تفصيلية لسطح الكوكب القزم "بلوتو" حتى الآن كشفت عن سلسلة غير متوقعة من الجبال والتدفقات الجليدية والسهول المنبسطة والتضاريس الأخرى. جاءت هذا الاكتشاف الذي لا مثيل له على كوكب "بلوتو" -الذي يدور حول الشمس لكنه أصغر حجما من الكواكب الأخرى- من خلال صور فائقة الدقة التقطها المسبار الآلي (نيو هورايزونز) التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" ب" كيب كنافيرال"بولاية فلوريداالأمريكية عندما قامت المركبة الفضائية التي تقوم برحلات بين الكواكب بأول زيارة ل"بلوتو" وأقماره الخمسة في جويلية 2015. وتوضح معلومات أخرى تمثل عالما معقدا من الأنشطة الجيولوجية النشطة التي تبعد عن كوكب الأرض مسافة ثلاثة مليارات ميل علاوة على محيط تحت سطح أرض الكوكب وبراكين يبدو أنه تنبثق عنها كميات من الجليد. ولا تزال أسباب هذا التنوع لغزا بالنسبة إلى الكوكب الذي تبلغ درجة الحرارة على سطحه 229 درجة مئوية تحت الصفر. ويتوقع العلماء حدوث عدة عمليات على بلوتو منها تبخر الجليد المتطاير مثل غازات النيتروجين وأول أكسيد الكربون والميثان في الحالة الغازية في الغلاف الجوي البارد الكثيف لكوكب "بلوتو". وعلى الرغم من أن "بلوتو" أصغر من القمر التابع لكوكب الأرض إلا أن من المرجح أن تكون لديه طاقة داخلية كامنة كافية بسبب نشأته قبل 4.5 مليار سنة تحافظ على أبرز سماته وهي عبارة عن حوض منبسط مساحته ألف كيلومتر على شكل قلب يسمى (سبوتنيك بلانوم). وأظهرت النتائج أن (تشارون) أكبر أقمار "بلوتو" لديه حياة نشطة على سطحه لكنه يفتقد الحرارة الإشعاعية التي تحدث طبيعيا داخل صخوره التي تجمدت منذ نحو ملياري عام. ويرى العلماء أن بلوتو و تشارون وأقماره الأربعة الأخرى الأصغر جاءت إلى الوجود بسبب حدوث تصادم بين "بلوتو" وجرم آخر في حجمه ، و يرى العلماء أن الأقمار الصناعية الطبيعية ل"بلوتو" تكونت بفعل الحطام الناتج عقب واقعة التصادم الفضائي تلك. و أكتشف علماء ما يبدو أنها "براكين تنبثق منها كتل جليدية" على سطح "بلوتو"ما يثير أسئلة بشأن ما إذا كان هذا الكوكب النائي الصغير نشطا من الناحية الجيولوجية. هذا وكانت باكورة النتائج التي تمخضت عنها رحلة المسبار متوجا رحلته التي استغرقت 9 سنوات ونصف ، اكتشاف منخفضات وصخور ووديان وجبال شاهقة على بلوتو بعد أن أصبح على مسافة 12550 كيلومترا من الكوكب النائي وأقماره الخمسة. وفيما كان "بلوتو" يعتبر مجرد كوكب قزم متجمد إلا أنه ظهرت بوادر أنشطة جيولوجية على سطحه بما في ذلك تحركات محتملة سابقة وحالية للكتلة البنائية للقشرة الخارجية أو ما يسمى بالحركات التكتونية. وبعد إطلاق المسبار بستة أشهر وفيما كان في طريقه للكوكب حرم الإتحاد الدولي الفلكي "بلوتو" من لقب كوكب ومن كونه الكوكب التاسع من كواكب المجموعة الشمسية وبات كوكبا قزما بعد أن أكتشف أكثر من ألفين من أمثاله منذ اكتشافه ضمن ما يقدر بمئات الآلاف من الأجرام الفلكية.