أشار الأمين العام المساعد للشؤون السياسية للأمم المتحدة لين باسكوا امس الخميس أمام مجلس الأمن إلى أن الحل السياسي الوحيد للأزمة الليبية يكمن في إعلان وقف إطلاق النار مرفوق باتفاقات انتقالية في حين دعا ممثل جنوب إفريقيا إلى ضرورة تخلي المجتمع الدولي عن المطالبة بتنحي العقيد القذافي عن الحكم. و في عرضه حول الوضع في ليبيا أوضح باسكوا أن الوضع لم يتطور كثيرا على المستوى العسكري و هذا بعد خمسة أشهر من بداية القتال بين المعارضة الليبية المدعمة بحلف الشمال الأطلسي و قوات الحكومة الليبية. و على المستوى السياسي أكد باسكوا أن المجلس الوطني الإنتقالي كان قد أشار الإثنين الماضي للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد الله الخطيب أن "الإستجابة للتطلعات الشرعية للشعب الليبي يجب أن تكون الهدف الوحيد للمفاوضات بين الطرفين المتنازعين بحيث لا يمكن الشروع في محادثات جادة إلا بعد تنحي العقيد معمر القذافي عن السلطة". و أضاف المسؤول أن رئيس الوزراء الليبي بغدادي المحمودي "كان قد جدد للمبعوث الخاص موقف حكومته المتمثل في ضرورة أن يشمل المسار السياسي القائد الليبي معمر القذافي". و لاحظ المسؤول ان الطرفين كانت تحذوهما منذ بداية الأزمة إرادة في الدخول في مفاوضات لكنهما يواصلان في التمسك بشروطهما. و أعتبر باسكوا أنه من الضروري أن يتحدث المجتمع الدولي بصوت واحد و أن يدعم مبادرات المبعوث الخاص للسيد بان كي مون بغية التوصل إلى حل سياسي للأزمة. و بعد أن تطرق إلى الإجتماعات المنعقدة في الاسابيع الفارطة منها اجتماع مجموعة الخبراء على المستوى الرفيع للإتحاد الإفريقي حول ليبيا التي انعقدت في 18 جويلية و التي رفض المجلس الوطني الإنتقالي المشاركة فيها أكد باسكوا أن بان كي مون "يبقى ملتزما كليا في البحث عن حل للأزمة". و ذكر أن المسؤول الأول للأمم المتحدة كان قد تحادث خلال شهر جويلية مع رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما "حول سبل تعزيز التعاون بين الأممالمتحدة و الدول الإفريقية". و لدى تطرقه إلى الوضع الانساني قال باسكوا ان عدد الاشخاص الذي فروا من ليبيا منذ بداية النزاع تجاوز ال 630 الف شخص. ومن جهة أخرى اشار إلى ان الحكومة الليبية تتاسف لنتائج ندرة الادوية و ندرة الوقود التي تضر بنقل السلع و الاشخاص و كذا توفير الكهرباء و الماء بما فيها في المستشفيات. و بالنسبة لهذا المسؤول الاميم السامي فان "قروب شهر رمضان يجعل الاحتياجات الانسانية لكافة الليبيين امرا ملحا و عاجلا". وفيما يخص تطبيق لائحتي مجلس الامن المتعلقتين بليبيا رقم 1970 و 1973 قال باسكو ان مجموعة خبراء الامين العام ستقدم في 10 اوت المقبل تقريرا انتقاليا للجان العقوبات المعنية. و بعد ان ذكر بان المجموعة كلفت بجمع و بحث المعلومات التي تنقلها الدول الاعضاء و اجهزة الاممالمتحدة و المنظمات الاقليمية حول تطبيق الاجراءات الواردة في هاتين اللائحتين قال باسكو انع منذ المصادقة على هاتين اللائحتين تلقى الامين العام الاممي 43 تقريرا. و بعد الكلمة التي القاها الامين العام المساعد أكد ممثل جنوب إفريقيا في مجلس الامن السييد باسو سانغكو ان : العمليات العكسرية التي يشنها حلف الناتو في ليبيا و التي تسببت في هدم منشات حيوية قد تؤدي إلى زعزعة استقرار لبييا اكثر فاكثر". و بعد ان طالب سانغكو بالالتزام التام باللائحتين رقم 1970 و 1973 لمجلس الامن دعا إلى تكثيف الجهود من اجل ايجاد حل سياسي للازمة الليبية. و فيما يخص هذه النقطة اشار إلى ان الاتحاد الإفريقي اقترح اتفاق إطار على الطرفين ينص اساسا على اقامة حوار وطني و الوقف الفوري للقتال و ابرام اتفاقات انتقالية تقوم على وضع جدول اعمال يضع ليبيا في طريق الانتقال الديمقراطي. و اذ دعا المجموعة الدولية إلى تفادي " تفضيل طرف على طرف اخر" قال سانغكو ان " مطالبة العقيد القذافي بالتنحي عن السلطة لن يقرب في شيء طرفي النزاع و المجموعة الدولية من حل سياسي للازمة".