عبد الناصر قال.. "لولا الثورة الجزائرية لما وجد العرب ما يسجل تاريخهم" لمين بشيشي "مظاهرات 11 ديسمبر كانت آخر مسمار في النعش الفرنسي" دعا أول أمس المجاهد محمد العربي دماغ العتروس من قاعة الأطلس التي احتضنت نشاط تكريمه بمناسبة الذكرى الخمسين لمظاهرات 11 ديسمبر إلى إعادة كتابة التاريخ الحقيقي، استنادا إلى شهادة من عايش الثورة التحريرية لأن أغلب ما كتب -حسبه- مليء بالتزييف والتلفيقات وختم بالتساؤل عن واقع اللغة العربية في الجزائر وعن مدى احترامها عند المؤسسات والأشخاص. * اللقاء كان فرصة لأصدقاء المجاهد والوزير السابق للإدلاء بشهاداتهم في الرجل الذي عرف بالتواضع وفصاحة اللسان. محمد كشود والأمين بشيشي وعبد المجيد شيخي وسيد علي عبد الحميد ومحمد بن تومي كلها شخصيات لبت الدعوة وأبت إلا أن تقول في دماغ العتروس كلمة حق. * جاءت الشهادات في مجملها لتؤكد على أن دماغ العتروس كان مثالا في الوطنية وسفيرا للغة العربية أينما حل وارتحل. وأنه شغوف بالمطالعة ومهووس بالكتاب وشجاع لا يخاف لومة لائم في قول الحقيقة. حتى إنه وفي اجتماع مع مناضلي حزب الشعب في تبسة خلال الثورة وبعد تفطنه لوجود شخصية فرنسية. تحدث عنها واصفا إياها بالجاسوسة، مما اضطر الرجل إلى المغادرة. * ومن أهم ما تطرق إليه رفقاؤه ما تعرض له دماغ العتروس من التيار الفرونكوفوني في الجزائر أيام كان وزيرا للثقافة وأصروا على أن حادثة صفعه لصحفية سابقة في الإذاعة مجرد مؤامرة ودسيسة. * دماغ العتروس ظل وفيا لوالده الروحي المجاهد الراحل مسعود بوقادوم وكان يتذكره أينما شارك في الملتقيات الوطنية أو الجهوية. من جهته قدم الأستاذ لمين بشيشي شهادة مؤثرة في رفيقه أيام تواجدهما في القاهرة أهمها إدمانه شراء الكتب. وعرّج على تلك الفترة التاريخية المهمة، قائلا: "عندما كنت ملحقا إعلاميا في البعثة الدبلوماسية في القاهرة اغتنم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر فرصة عيد الجلاء في ديسمبر 1960 وأكد أنه لولا الثورة الجزائرية لما وجد العالم العربي ما يسجل له التاريخ الحديث".