اهتز مستشفى أول نوفمبر على فضيحة مدوية، وذلك بعد استلام أحد الأولياء لجثة رضيعه في علبة كرتون، وهو الأمر الذي أثار الرأي العام والخاص لمثل هكذا تصرفات مهينة للمرضى والوفيات على مستوى مستشفى جامعي بسبب غياب روح المسؤولية والإهمال والتسيب في أوساط مسئولي المستشفى. استلم أحد الأولياء على مستشفى أول نوفمبر الجامعي بولاية وهران جثة رضيعه المتوفي في علبة كرتون، وهو ما أثار تذمره وسخطه ليقوم بتصوير الأمر وعرضه على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الرأي العام والتي تفاعل معها المتصفحون والمواطنون، لتثير غضبا واسعا في أوساطهم بتعبيرهم عن السخط والتذمر لما وصل إليه قطاع الصحة في الجزائر وخاصة فيما يتعلق بمصالح التوليد وأمراض النساء والذي يشهد تذبذبا وتدنيا في مستوى الأداء بغياب روح المسؤولية في أوساط الأطقم المشرفة، إذ طالما شهدت مصالح التوليد وطب النساء حوادث مأساوية يروح ضحيتها إما الأمهات أو المواليد الجديد أو الاثنين معا، لتأخذ بذلك هذه المصلحة منحى ومنعرجا خطيرا بتذبذب الخدمات وتدنيها إلى أدنى المستويات، والتي تأتي على حصد الأرواح نتيجة الإهمال واللامبالاة التي تبدر من الطاقم الطبي المشرف على قاعات الولادة، بحيث طالما كانت مصالح التوليد مسرحا لوفيات المواليد الجدد والحوامل، لتأتي حادثة استلام جثة رضيع من طرف ذويه بعلبة كرتون لتكون نقطة سوداء أخرى تسجلها مصالح التوليد بالمستشفيات بعد استلام المواطن حكيم خناشي لمولوده المتوفي في علبة والذي اعتبره إهانة للطفل إذ لم تكلف إدارة المشفى بتسليم الجثة للوالد في ظروف محترمة ما أثار سخطه وجعله يتحرك ويثور في وجه الموظفين والذين طردوه خارجا رفقة الكرتون التي تحمل طفله. وقد أثارت الحادثة جدلا واسعا في أوساط المواطنين والذين عبروا عن جام غضبهم باعتبار مثل هكذا تصرف لا يمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد للإنسانية وروح المسئولية تجاه الجثث، بحيث تساؤل العديد من المواطنين حول الحادثة وحول مدى عجز المستشفيات عن توفير ظروف مثلى لتسليم الجثث لأهلهم، أو هو إهمال ولا مبالاة وتقصير من الطاقم العامل بمصالح التوليد والذي يشهد تدنيا يوما عن آخر. مسؤول بمستشفى وهران: الكرتون الذي وضع فيه الرضيع مخصص لتسليم جثث الأجنة وفي خضم هذا الواقع الذي فرض نفسه وأثار الكثير من الجدل والتساؤلات، كشف كمال أعراب، المسؤول على تسليم الجثث بمستشفى أول نوفمبر الجامعي بوهران، أن علبة الكرتون التي سلمت فيها جثة الرضيع خاصة بتسليم جثث الأجنة، وأضاف في تصريح لوسائل إعلام: لم يكن من المفروض أن يكبروا ويثيروا ضجة لأن وضعه كان جد خطير لذلك تم وضعه في الكرتون ، وأضاف: هذه العلب الكارتونية مخصصة للأجنة، وقال لم نكن ننوي تسليم الجنين لوالده في الكرتون ، وتابع قائلا: ولما كان الوالد في حالة من الغضب قام بتصوير الجنين في كرتون، وكل المصالح الاستشفائية تكلف بجلب الموتى من أجل حفظ الجثث ، وأضاف أيضا أن وضع جثة الجنين في كرتون ونقله من مصلحة التوليد إلى مصلحة حفظ الجثث في علبة أمر عادي، وبرر أنه تم وضع الجنين في الكرتون يعود إلى أن الجنين ميت ونحن تسلمناه في كرتون ولسنا نحن من وضعناه في كرتون، وقال: نحن لم نعتد على تسليم جثة الجنين في كرتون وإنما والد الجنين هو من كان غاضبا ومتسرعا ولم يدعنا نعمل عملنا . غاشي: هذه جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون ومن جهته، أوضح غاشي الوناس، الأمين العام للنقابة الوطنية للشبه الطبيين، في اتصال ل السياسي ، بأن ما حدث فضيحة حقيقية لا يجب أن تذهب سدى، بحيث ما فعله المشرفون على المستشفى بمثابة جريمة وفضيحة أخلاقية من العيار الثقيل ولا تمت بصلة لأخلاقيات المهنة وهذا أمر غير مقبول، ونحن كنقابة نرفضه جملة وتفصيلا ونطالب بمعاقبة المسؤولين لأن الأمر يتعلق بإنسان قبل كل شيء. ومن جهته، أضاف المتحدث بأنه من غير المعقول تسليم جثة رضيع في علبة كرتون وحتى إن كان ميتا فيجب حفظ كرامته كإنسان واحترام ذويه.