تتميز الشابة يعلاوي آمال، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة الناجحة في شهادة البكالوريا والتي كرمت من طرف والي ولاية البليدة، بإرادة من حديد تختفي وراء الابتسامة التي لا تفارق محياها. وباحت آمال بكل ما تخبئه في مكنونتها وروت لنا قصة كفاحها ونجاحها، كما أطلقت عليها، كانت تتحدث بوجهها البشوش وأفكارها المتزاحمة حيث أعربت عن رغبتها في سرد كامل مشوارها الدراسي الى غاية افتكاكها شهادة البكالوريا وهي اللحظة التي لن تنساها ابدا، تضيف يعلاوي آمال البالغة من العمر 19 سنة، اجتازت امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2018 ونجحت بمعدل 13.75 وهي مكفوفة تجيد القراءة والكتابة بالبراي فقط، حصلت على تكريم خاص من طرف والي ولاية البليدة مصطفى العياضي يوم الأحد نظير المجهودات التي بذلتها. ولم تمنع الإعاقة البصرية التلميذة يعلاوي آمال من المثابرة والاجتهاد طيلة السنة الدراسية لتحقيق حلمها المتمثل في الحصول على شهادة البكالوريا، وقالت المتحدثة أن الدراسة لم تكن سهلة بالنسبة لها الا أنها تمكنت من مواصلتها بفضل مساعدة ودعم والديها وأساتذتها وزملائها الذين لم يدخروا جهدا، حسبها، لتقديم يد المساعدة لها، مضيفة أنه عند إيجاد الدعم نبحث عن النجاح ليس من أجلنا فقط بل لإسعاد من يدعموننا أيضا. وذكرت التلميذة آمال: كان زملائي يملون علي الدروس وأنا أعيد كتابتها بالبراي وفي فترة الامتحانات كنت امتحن في الإدارة من خلال إملاء الأجوبة على الأساتذة، الذين كان يكتبونها على ورق الامتحانات وهو أمر صعب بالنسبة لي إلا أن هذا لم ينقص من إرادتي شيء بل زادني عزما وإصرارا على النجاح ، واسترسلت قائلة: درست الطور الابتدائي والمتوسط في مدرسة المكفوفين بالعاشور (الجزائر العاصمة) وعند حصولي على شهادة التعليم الأساسي انتقلت إلى ثانوية عادية بالبليدة (ثانوية رابح بيطاط بولاد يعيش) ولم اتأقلم مع هذا الانتقال بسرعة لان النظام الدراسي مختلف ولم يكن لدي أصدقاء، غير أنني وجدت من احتضنني من زملائي وأساتذتي ولم يحسسوني قط بإعاقتي البصرية بل على عكس ذلك وجدت دعما كبيرا منهم ومساعدة منقطعة النظير ، تضيف آمال. وعادت بنا آمال، التي لم تفارق الابتسامة وجهها طيلة حديثنا معها، إلى يوم إعلان نتائج البكالوريا، قائلة: لن أنسى أبدا ذلك اليوم الذي تمكنت فيه أن أفرح وأسعد والداي لاسيما وأن الفرحة كانت مزدوجة بنجاح أخي أيضا في شهادة البكالوريا، حتى الأقارب والجيران فرحوا جدا بنجاحي أكثر من فرحة نجاحهم بأبنائهم، وهو ما أثر في كثيرا وزادني ثقة في نفسي ، كما قالت وأشارت إلى أن هذا يدفعها لمواصلة مشوارها الدراسي وتحقيق حلمها بدراسة الصحافة لتصبح صحفية كبيرة ومعروفة من خلال التعمق في مهنة المتاعب وأساعد والدي وأتمكن من رد ولو القليل من تعبهم معي خاصة وإنني أكبر إخوتي والفتاة الوحيدة من بين ثلاثة ذكور في عائلتي. وكانت آمال من بين التلاميذ الذين كرمتهم السلطات المحلية في جميع الأطوار، حيث شمل الحفل المقام على شرفهم 30 تلميذا من المتحصلين على شهادة البكالوريا و39 من المتحصلين على شهادة التعليم الأساسي و49 تلميذا من المتحصلين على شهادة التعليم الابتدائي.