توفي فجر أمس، الشيخ العلامة أبو بكر الجزائري، المدرّس في الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة والمسجد النبوي الشريف سابقاً عن عمر يناهز 97عاماً، بعد صراع مع المرض. وبحسب صحيفة سبق السعودية، تقرر أن تؤدى عليه صلاة الميت ، بعد ظهر اليوم في المسجد النبوي الشريف، وسيوارى جثمانه الثرى في مقبرة البقيع. وكان الشيخ الجزائري قد تعرض العام الماضي، لالتهاب رئوي حاد، نُقل على أثره إلى مستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز للحرس الوطني بالمدينة لتلقي العلاج. ودشن مغردون وسم وفاة الشيخ ابوبكر الجزائري، نعوا فيه الشيخ، معددين فيه مناقبه ومآثره، وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. بدأ حياته العلمية بحفظ القرآن الكريم وبعض المتون في اللغة والفقه المالكي، ثم انتقل إلى مدينة بسكرة، ودرس على مشايخها جملة من العلوم النقلية والعقلية التي أهّلته للتدريس في إحدى المدارس الأهلية، ثم ارتحل مع أسرته إلى المدينةالمنورة. وفي المسجد النبوي الشريف، إستأنف طريقه العلمي بالجلوس إلى حلقات العلماء والمشايخ؛ حيث حصل بعدها على إجازة من رئاسة القضاء بمكة المكرمة للتدريس في المسجد؛ فأصبحت له حلقة يدرّس فيها تفسير القرآن الكريم، والحديث الشريف، وغير ذلك. وعمل الشيخ الجزائري ، مدرساً في بعض مدارس وزارة المعارف السعودية، وفي دار الحديث بالمدينةالمنورة، وعندما فتحت الجامعة الإسلامية أبوابها كان من أوائل أساتذتها والمدرسين فيها، وبقي فيها حتى أحيل إلى التقاعد، وله جهود دعوية في الكثير من البلاد التي زارها. من الجزائر إلى السعودية ولد أبو بكر جابر بن موسى بن عبد القادر الجزائري الأنصاري، عام 1921بقرية ليوة بولاية بسكرةجنوبالجزائر، وقد نشأ يتيما في بيئة صحراوية متدينة. وبدأ دراسته بحفظ القرآن الكريم وبعض المتون في اللغة والفقه المالكي، ثم انتقل إلى مدينة بسكرة ودرس على مشايخها جملة من العلوم النقلية والعقلية. ولاحقا، انتقل إلى الجزائر العاصمة فدرس علي الطيّب العقبي، واستقر في مدرسة عبد الحميد بن باديس، ثم سافر إلى السعودية، ودرس علي عمر برّي ومحمد الحافظ ومحمد الخيال وعبد العزيز بن صالح. في عام 1961، نال الشهادة العالية من كلية الشريعة بجامعة الرياض، كما حصل على إجازة من رئاسة القضاء للتدريس في المسجد النبوي الشريف. الوظائف والمسؤوليات عمل في الصحافة فأنشأ مجلّة الداعي ، وأسندت إليه إدارة جريدة اللواء، وبعد رحيله إلى السعودية 1953، حيث اشتغل بالتعليم فتولى التدريس بعض المدارس التابعة لوزارة المعارف وفي دار الحديث في المدينةالمنورة، كما عمل أستاذا بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة منذ 1960 إلى غاية تقاعده 1986، وتولى التدريس بالمسجد النبوي الشريف لمدة خمسين عاما. التجربة السياسية والعلمية قبل مغادرته وطنه، انخرط أبو بكر الجزائري، في المجال السياسي وشارك في حزب البيان ، كما شارك في تأسيس حركة شباب الموحّدين ذات التوجه الإسلامي الوحدوي، وقد عرف لاحقا بمعارضته لنظام هواري بومدين. وبعد استقراره في السعودية، ركز على الجانب العلمي دون أن يغفل الحديث في جوانب فكرية وعقدية ترتبط بالسياسة، فقد أعلن معارضته لتكفير الحكام المسلمين والخروج عليهم، ورأى أن ذلك كله لا يتحقق إلا على ضوء الكتاب والسنة والرجوع إليهما. وأيد الجزائري، انخراط الشباب العربي والإسلامي في الجهاد، ضد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. ورغم كونه يعتبر عالما سلفيا من حيث الفكر والمعتقد، فإن الجزائري أفتى بمشروعية النظام الديمقراطي، وقد حث الجزائريين، على التصويت في بعض المناسبات الانتخابية. شهادة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في حقه وقد دفع هذا الموقف بعض السلفيين السعوديين، إلى القول إنه لا ينتمي إلى علماء السنة من منطلق أن الحكم لله وليس عبر النظام الديمقراطي، لكن أكابر علماء السعودية يعتبرون الجزائري واحدا من أبرز شيوخ السلفية ولا يرون في تقبّله للانتخابات سببا للانتقاص منه. وإلى جانب الوسط السلفي حظي الجزائري بتقدير الأوساط العلمية في البلدان العربية والإسلامية، واعتبره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين واحدا من أبرز العلماء الربانيين والمفكرين، الذي عرف عنه الورع والتقوى والعلم . وقد عرف أبو بكر الجزائري على نطاق واسع بحكم ممارسته للتدريس بالحرم النبوي الشريف لخمسين عاما، مما أكسب دروسه وكتبه زخما كبيرا، ويعد كتابه منهاج المسلم من أكثر مصنفاته قبولا وانتشارا في البلدان العربية. كما اكتسب مكانة مهمة في الوسط الأكاديمي الشرعي، من خلال عمله أستاذا بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة لأزيد من عشرين عاما. وقد رفض أبو بكر الجزائري، مجاملة القطاع المالي فحذر من الربا في كتابه إلى اللاعبين بالنار . وفي الجانب الطائفي رد أبو بكر الجزائري على علماء الشيعة ، وشنّع عليهم بخصوص استئثار آل البيت بمعارف نبوية وإلهية، وألف كتابا بالخصوص عنونه نصيحتي إلى كل شيعي . مؤلفات العالم الرباني ومن مؤلفاته: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، حقوق المرأة في الإسلام، الدستور الإسلامي، الجهاد الأفغاني فرصة ذهبيّة للأمّة الإسلاميّة، إلى اللاعبين بالنار، أسس الدعوة وأدب الدعاة، من المسؤول عن ضياع الإسلام، كما ألف رسائل الجزائري وهي 23رسالة، تبحث في الإسلام والدعوة. ويبقى أشهر كتبه، منهاج المسلم ، وهو كتاب عقائد وآداب وأخلاق وعبادات ومعاملات.