يشكل موضوع مكافحة الأوبئة والأمراض المتنقلة عبر المياه والتسممات الغذائية محور ملتقى جهوي تكويني بتلمسان بمبادرة من المديرية العامة للوقاية وترقية الصحة لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. ويجمع هذا اللقاء الذي يدوم خمسة أيام أطباء وتقنيين ومختصين في الوقاية من الأوبئة والأمراض المتنقلة عبر المياه وتقنيي المخابر من 16 ولاية. وأبرزت الدكتورة جوداد، المكلفة ببرنامج على مستوى مديرية الصحة والبيئة بالوزارة المذكورة، أن هذا التكوين التقني يصب أساسا في مجالات المراقبة الباكتيرية والكيمياوية للأطعمة ومياه الشرب والاستحمام وطرق اقتطاع العينات الموجهة للتحاليل المخبرية من أجل دعم مهارات مستخدمي الصحة. ومن جهتها، أشارت الدكتورة سامية عمراني، مديرة الوقاية بذات الوزارة، أن الجزائر خطت خطوات عملاقة في محاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه والأمراض الخطيرة التي كانت تهدد الصحة العمومية خصوصا في فصل الصيف، مؤكدة أن هذا يستدعي مواصلة الجهد بكل يقظة والتركيز خصوصا في مجال محاربة التسممات الغذائية التي لا تزال تهدد الصحة بسبب عدم احترام قواعد الصحة وتسلسل التبريد للمواد القابلة للتلف. أما مدير الصحة والسكان لتلمسان، توفيق خليل، فقد ذكر بأن الولاية عرفت خلال السنوات الأخيرة انخفاضا محسوسا في عدد المصابين بالأمراض المتنقلة عبر المياه بفضل التدابير المتخذة من طرف الجهات المعنية مقابل ارتفاع عدد حالات التسممات الغذائية، وأبرز أن حمى التيفوئيد مثلا انخفضت من 62 حالة سنة 2008 إلى 5 حالات في العام الماضي مع اختفاء تماما تلك البؤر الوبائية التي كانت تهدد في الماضي الصحة العمومية، بحيث أن الإصابة بهذا المرض انحصرت في حالات منعزلة فقط. وبالنسبة للتسممات الغذائية التي عرفت في الصيف الماضي ارتفاعا كبيرا بالولاية، حسب نفس المسئول، فإن المديرية قامت خلال السنة الجارية بجملة من الإجراءات الوقائية والتحسيسية لمحاربة الظاهرة مثل مراقبة أكثر من 11 ألف مطعم خاص وأكثر من 2.800 مطعم عمومي مع مراقبة مستمرة لمنابع المياه الصالحة للشرب والحنفيات العمومية.