دعا المشاركون في أشغال لقاء دراسي تحسيسي بعين ولمان (جنوبسطيف) إلى ضرورة تكاتف جهود جميع الفاعلين للوقاية من الأمراض المتنقلة عن طريق المياه والحيوان، وكذا حوادث التسمم الغذائي الذي غالبا ما تكثر في فصل الصيف، كما ألّح هؤلاء على الدور الذي يلعبه العمل التحسيسي الجواري الذي يجب أن يمس كل شرائح المجتمع لتفادي مثل هذه المخاطر خاصة بالمناطق النائية والمعزولة. ركز الأطباء المختصون في مداخلاتهم على ضرورة «المراقبة الفعالة والصارمة» لمختلف القنوات الرئيسية للمياه الصالحة للشرب، خاصة تلك التي يعتمد سكانها على «مياه الآبار والصهاريج غير المرخصة» وكذا «المستثمرات الفلاحية التي يتم سقيها انطلاقا من مياه ملوثة» محذرين من الإصابة بحمى التيفوئيد. وأشار المتدخلون أن استهلاك مياه الآبار التي تنعدم بها مواصفات الاستهلاك على اعتبار أن غالبيتها ليس بها مادة الكلور يتسبب في التلوث البكتيري للمياه، مما يؤدي إلى انتقال الأمراض انطلاقا من شبكات المياه الصالحة للشرب. وحمّل مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لبلدية عين ولمان خلال مداخلته رؤساء المجالس الشعبية البلدية، المسؤولية كاملة في انتشار هذه الأمراض بسبب عدم المراقبة الدورية للآبار والصهاريج، داعيا إلى ضرورة تضافر الجهود معتبرا أن الوقاية هي الصحة. من جهتها، بيّنت الدكتورة سامية مكراب رئيسة مصلحة قسم الأوبئة بذات المؤسسة في مداخلتها الخطر الذي يشكله الربط العشوائي لقنوات الصرف الصحي وقنوات المياه الصالحة للشرب، داعية إلى ضرورة المراقبة المستمرة للأمراض المصرح بها باعتبارها مشكل صحي قائم. ولدى تطرقها إلى موضوع التسممات الغذائية خاصة تلك التي تحصل جراء استهلاك مواد غذائية منتهية الصلاحية ذكرت نفس المتدخلة، أن بلدية عين ولمان وحدها سجلت خلال فصل الصيف من السنة الماضية 31 حالة تسمم غذائي، فيما سجلت 10 حالات ببلدية الرصفة و4 حالات أخرى ببلدية صالح باي. من جهة أخرى، تطرق الدكتور كمال موساوي إلى خطر الإصابة بداء الكلب، مؤكدا أن عدد حالات الإصابة بهذا الداء يعرف تزايدا كبيرا في السنوات الأخيرة، خاصة بالجهة الجنوبية للولاية بحيث تم خلال السنة الفارطة تسجيل 520 عضة كلب. وقدّم موساوي شروحا حول كيفيات الوقاية من داء الكلب الذي لا تظهر أعراضه إلا بعد مرور سنتين على الأقل وهذا بعد انتقاله من الحيوان إلى الإنسان، حيث يمس الجهاز العصبي للإنسان مما يتسبب في حدوث تشنجات لديه تؤدي حتما إلى الموت. وباشرت العديد من الجمعيات بالمناسبة برنامجا وقائيا وتحسيسيا من المنتظر أن يمس الأماكن العمومية يتم خلاله توزيع قصاصات ومطويات تعرف بخطر الأمراض المتنقلة عبر المياه والحيوان، وكذا بالتسممات الغذائية وضرورة استعمال مادة الجافيل للتطهير وتدعو إلى الوقاية كأحسن حل لتفادي الأمراض خاصة خلال فصل الصيف.