شرع العديد من الأولياء في حجز أماكن لأبنائهم المتمدرسين وتسجيلهم في الدروس الخصوصية، وذلك خوفا من هاجس الرسوب وضمان حصولهم على نتائج إيجابية خلال السنة الدراسية، وهو ما اطلعت عليه السياسي مع بدء العد التنازلي لبداية الموسم الدراسي 2018-2019. لم يبقى الكثير على الدخول المدرسي، وانطلقت معه التحضيرات من شراء مستلزمات وأدوات مدرسية وملابس جديدة وغيرها من تحضيرات، في حين هناك عائلات أخرى تستعد للدخول المدرسي بالبحث عن أحسن الأساتذة لأبنائهم من اجل الدروس الخصوصية لضمان نجاح أبنائهم وبمعدلات جيدة، حيث يستعد التلاميذ إلى دخول مدرسي جديد، أين تزينت الشوارع بمآزر والأدوات المدرسية بكل الأنواع والأشكال، في حين هم يفكرون في الملابس والأدوات، يفكر الأولياء في نجاح أبنائهم خاصة أصحاب الأقسام النهائية والتي تعتبر نقطة تحول في حياة التلميذ وأوليائهم، فنجد الأولياء يبحثون عن أهم كتب الدعم في مكاتب وأرقام هواتف الأساتذة من اجل بحث عن أفضل أستاذ لتقديم دروس الدعم لأبنائهم، وبالتالي يضمنون النجاح أبنائهم بمعدلات مرتفعة ومشرفة بالنسبة لهم من اجل أن يختاروا أفضل التخصصات. ومن جهته، تعرف واجهة المحلات والشوارع وحتى المكتبات انتشار لافتات تحمل أرقام هواتف لأساتذة من اجل الدروس الخصوصية، وتجد العديد من الأولياء يقفون لأخذ أرقام الهواتف للاستفسار، وبهذا سبقت الدروس الخصوصية هذه السنة الدخول المدرسي. وفي إطار تحدثنا مع بعض الأولياء الذي صادفناهم عند هذه اللافتات الذين أكدوا لنا أنهم يبحثون عن أفضل الأساتذة خاصة لمن لهم أبناء سيجتازون امتحانات البكالوريا، وهذا ما أكدته نصيرة أم لثلاث أطفال لتطلعنا أن ابنتها الكبرى ستجتاز امتحان شهادة الباكالوريا، أين قالت: لدي أكثر من أسبوع ابحث عن أفضل الأساتذة من اجل تدريس ابنتي ولحد الساعة لم أجد واحدا ، وتضيف المتحدثة: أخذت أرقام الكثيرين واتصلت بالعديد منهم لكن لا احد لحد الساعة أعجبني، لان الجميع يبحث عن المال وليس عن التدريس . ونفس الحال للكثيرين الذين طلبت منهم أموالا طائلا من اجل تدريس أبنائهم، لتبقى رحلة البحث عن أستاذ يقدم دروس خصوصية بمهنية ولا يبحث عن الدخل المادي متواصلة لغاية الدخول المدرسي، فضلا عن بعض الأوراق المنشورة عند مداخل المساحات الخضراء والمحلات تحمل عناوين المدارس المخصصة للدروس الإضافية، وكل التفاصيل المتعلقة بها من الشعب والمواد الأساسية التي تقدم فيها الدعم ومعلومات أخرى مرتبطة بالسعر، لكن كل هذا لم يقدم أي شيء للأولياء الذين يطمحون في دروس خصوصية عادلة تصب في مصلحة التلميذ. بن زينة: على وزارة التربية التدخل للحد من الظاهرة وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على الأولياء والتلاميذ بانتشار الدروس الخصوصية وما يقابله من إقبال مسبق قبل حلول الموسم الدراسي بصفة رسمية، أوضح علي بن زينة، رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، في اتصال ل السياسي ، بأنه ما دام المستوى الدراسي ضعيف وقطاع التربية ضعيف ولا يوجد مردودية في التحصيل العلمي، فإن الأولياء يتجهون حتما نحو تسجيل أبنائهم بالدروس الخصوصية وخاصة بالمواد العلمية والشهب الصعبة، وأضاف المتحدث بأن الهيئات التربوية ووزارة التربية على وجه الخصوص تمنع الدروس الخصوصية للأساتذة النظاميين، غير أنه يلاحظ تجاوزات بحيث تغيب الرقابة تماما بغياب تطبيق قوانين صارمة بحذافيرها. وأشار المتحدث في سياق حديثه، بأنه يتوجب على وزارة التربية التدخل وتكثيف الرقابة على هؤلاء الأساتذة الذين يقدمون الدروس الخصوصية في الظلام وحيث تعتبر سوقا سوداء وتمارس بطرق عشوائية في مستودعات لا ترقى لمستوى تطلعات التلاميذ.