زارت بعض المدارس ورصدت الأسعار بورصة الدروس الخصوصية تلتهب مر على الدخول المدرسي قرابة 20 يوما إلا أن الأولياء متخوفون كثيرا من الدخول المدرسي لهذا الموسم الذي بدأ بفضائح إصلاحات الجيل الثاني التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية مع انعدام الأساتذة في بعض المؤسسات التعليمية عبر مختلف ولايات الوطن كل هذه العوامل وغيرها جعلت الكثير من الأولياء يتخوفون على مستقبل أبنائهم الدراسي ما دفع بهم إلى البحث ومنذ الأيام الأولى عن مدارس وأساتذة خصوصيين لتدارك أي تأخر في الدروس.
عتيقة مغوفل أصدرت وزارة التربية مرسوما السنة الفارطة ينص على حظر الدروس الخصوصية إلا أن المرسوم الوزاري لم يطبق بشكل فعلي لعدة أسباب زيادة على أن كثيرا من الأولياء يصرون على أن يدعموا أبناءهم بالدروس الخصوصية بغية تحصيل علمي جيد في ظل المشاكل التي تعرفها المدرسة الجزائرية خلال السنوات الأخيرة وتحولت الدروس الخصوصية إلى فرضية رغم التهاب الأسعار ببعض المدارس ولدى بعض الأساتذة الذين تحولوا إلى تجار لكسب المال على حساب الأولياء والتلاميذ بحيث وصل سعر المادة الواحدة شهريا إلى 5000 دينار جزائري وهومبلغ مرتفع بالمقارنة مع محدودية دخل أغلب الأسر. رحلة بحث عن معلّم خصوصي! بما أن المدرسة الجزائرية هذه الأيام تعيش في غليان كبير بسبب الكثير من المشاكل التي تعتريها يبحث أولياء الأمور ومنذ اليوم الأول من الدخول المدرسي عن أحسن الأساتذة والمدارس الخاصة التي تقدم دروسا خصوصيا لأبنائهم وذلك حتى يتمكنوا من فهم كل البرامج التي تقدم لهم في مواعيدها المحددة ومن بين الأولياء الذين يبحثون عن أساتذة خاصين لأبنائه السيد سعيد الذي يبلغ من العمر 55 سنة موظف وأب لثلاثة أطفال متمدرسون في الطور الثانوي والإكمالي ابنته الكبرى ستجتاز هذه السنة امتحان شهادة البكالوريا وهو الأمر الذي يجعله يتخوف كثيرا على مستقبلها الدراسي خصوصا وأن السنة الدراسية بدأت بمشاكل إصلاحات الجيل الثاني التي اقترحتها وزارة التربية وهو ما جعله يفكر أن السنة الدراسية ستتخللها الكثير من الاضطرابات لذلك بدأ يبحث لها عن أساتذة ومدارس خاصة تقدم الدروس التدعيمية للتلاميذ ومنذ الأسبوع الأول من الموسم الدراسي الجديد وقد وجد إحدى المدارس بشارع حسيبة بن بوعلي وقد اتفق مع مجموعة من الأساتذة فيها أن يقدموا لابنته دروسا تدعيميه في المواد الأساسية مثل الرياضيات الفيزياء والعلوم الطبيعية وذلك حتى تستوعب ابنته جميع الدروس في هذه المواد وإن كان هناك أي إضراب مستقبلا فإنها ستأخذ دروسها في مواعيدها المحددة وستستطيع أن تنهي المقرر مع الأستاذ الخصوصي عوض الأستاذ المدرس لها في القسم وتكون مستعدة يوم اجتياز امتحان شهادة البكالوريا المصيري في حياة كل تلميذ جزائري.
أسعار ملتهبة ولكن وعلى ما يبدو فإن السيد سعيد ليس الوحيد الذي يبحث عن أساتذة خصوصيين لابنته ومنذ الأيام الأولى من الدخول المدرسي بل غيره كثير من أولياء الأمور ومن بينهم السيدة فتيحة هذه الأخيرة متزوجة وأم لثلاثة أطفال اثنان منهما متمدرسان بدأت تبحث لهما عن أساتذة يقدمون لهم الدروس الخصوصية ومنذ نهاية شهر أوت وقبل بدء الموسم الدراسي الجديد وحسبما أخبرتنا به فإن لديها ابنا هذه السنة سيجتاز شهادة التعليم المتوسط لذلك قررت أن تقدم له كل الدعم حتى يستطيع النجاح في نهاية السنة الدراسية بمعدل جيد ويدخل الثانوية في الشعبة التي يريدها وقد تمكنت حسبها من إيجاد ثلاثة أساتذة في الحي الذي تسكن فيه والذين سيقومون دروسا في الرياضيات والفيزياء واللغة الإنجليزية لابنها الذي سيجتاز امتحان شهادة التعليم المتوسط هذه السنة عدنا وسألناها مرة أخرى عن المبلغ الذي ستدفعه شهريا مقابل هذه الدروس فأخبرتنا أنها ستقوم بدفع 5500 دينار جزائري إلا أن المبلغ لا يهمها المهم بالنسبة لها أن يتمكن ابنها من فهم كل دروسه وينجح بمعدل جيد نهاية السنة الدراسية. لكن هناك من الأولياء عبر مدارس أخرى اشتكوا من الأسعار التي أطلقتها منذ أوائل العام الدراسي وانتهاز الفرصة بإقبال الأولياء عليها لتحقيق الربح من خلال إلهاب أسعار المواد التي لحقت ببعض المدارس إلى 7000 دينار. عهد الإصلاحات يجر تلاميذ الابتدائي إلى المعلّم الخصوصي! أن تقدم دروسا خصوصية لتلاميذ الطور المتوسط والثانوي أمر مفهوم على اعتبار أنهم تلاميذ سيجتازون امتحانات مصيرية نهاية السنة ولكن تقديم دروس خصوصية لتلاميذ في الطور الابتدائي أمر غير منطقي وغير مقبول أبدا ولكن هناك بعد الأولياء من يفكر بهذه الطريقة ومن بين هؤلاء السيدة عقيلة أم لطفلين أحدهما يدرس في الطور الابتدائي سنة ثالثة قررت هذه الأخيرة أن تبحث له عن أستاذة تقدم له دروسا خصوصية لتدعيمه منذ بداية السنة الدراسية وحجتها في ذلك أنها أم عاملة ولا وقت لديها لتدريس ابنها في البيت فهي تعود من عملها في حدود الخامسة والنصف مساء وتكون مرهقة للغاية فحسبها بالكاد تستطيع تحضير العشاء والقيام ببعض الأعمال المنزلية لذلك فقد قررت أن تبحث عن أستاذة تدرس لها ابنها وتساعده في حل التمارين بدلا عنها.