وزارة الصحة تؤكد فرضية الإصابات الجديدة بفعل تنقل المواطنين عاد شبح وباء الكوليرا ليضرب عدة مناطق من الوطن، ساعات قليلة فقط بعد اعلان وزارة الصحة القضاء عليه نهائيا في آخر بؤرة له وهي البليدة وخروج جميع المرضى من مستشفى بوفاريك، حيث تم تسجيل حالات جديدة في ولايتي الجزائر العاصمة ووهران. وتم أمس تأكيد حالة جديدة للكوليرا في عين طاية، شرق الجزائر العاصمة، في حين توجد حالتين مشتبه فيهما، بحسب ما نقله موقع TSA عن مصادر طبية وصفتها بالموثوقة. وتم التأكد من الحالة بسرعة، بعد الفحوصات المباشرة على مستوى مستشفى عين طاية، في حين توفيت زوجة المريض منذ أيام مصابة الكوليرا، حيث كانت تعاني من أعراض شبيهة بالكوليرا دون أن يتم تأكيدها. كما تم تأكيد أول حالة لإصابة بالكوليرا في وهران، من طرف المستشفى الجامعي بوهران، حيث تمكن مخبر المستشفى من تحديد البكتيريا المصاب بها المريض والذي يتواجد بالمستشفى منذ نحو أسبوع ويتعلق الامر ببكتيريا الكوليرا، وكان المريض يعاني من إسهال شديد متبوع بقيئ. وقبل دخول المصاب الى المستشفى الجامعي، تم عرضه على أخصائيين نفسانيين في المركز النفسي بسيدي الشحمي، حيث بدأت حالته الصحية تتطور بشكل إيجابي، كما تم تسجيل حالتين يشتبه في إصابتهما بالكوليرا في نفس المستشفى الجامعي. وزارة الصحة تؤكد الفرضية بدورها، سجلت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات امس انخفاضا محسوسا في عدد الحالات المشتبه بها لوباء الكوليرا، مؤكدة أن فرضية حالات أخرى مشتبه فيها تظل ممكنة بفعل حركة تنقل المواطنين عبر الوطن. وأوضحت الوزارة في بيان لها، أن نتائج المتابعة اليومية للوضعية الوبائية لداء الكوليرا، امس، تتلخص في انخفاض محسوس لعدد الحالات المشتبه فيها وبأنه تم اتخاذ كل الإجراءات الضرورية بالتنسيق مع القطاعات المعنية الأخرى لضمان تطهير وتنظيف شامل للمواد من أجل تجنب إصابات أخرى. هل تسرّعت وزارة الصحة؟ وتتناقض هذه الحالة المؤكدة الجديدة للكوليرا مع الإعلانات التي أصدرتها وزارة الصحة والتي تشير رسمياً إلى القضاء على الوباء وخروج جميع المرضى من مستشفى بوفاريك. وذكرت وكالة الانباء الجزائرية، مؤخرا، أن آخر المرضى المصابين بداء الكوليرا غادروا، الخميس، مستشفى بوفاريك (ولاية البليدة)، بعد أن تماثلوا نهائيا للشفاء. وقال مصدر من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إن المصحة التي كان يرقد بها المصابون بهذا الوباء قد تم غلقها نهائيا. واكتشفت السلطات أن مصدر الوباء يعود إلى وادي بني عزة بولاية البليدة، مشيرة إلى أنها اتخذت كافة الإجراءات الضرورية، بالتنسيق مع القطاعات المعنية الأخرى، لضمان تطهير وتنظيف شامل للوادي من أجل تجنب إصابات أخرى. وذكرت وزارة الصحة أن نظام اليقظة والتأهب الذي أقرته يبقى ساري المفعول، داعية الى احترام قواعد النظافة الجماعية والفردية. وكانت الوزارة أكدت في بيان، الأسبوع الماضي، أنه لغاية 30 أوت تم تسجيل 74 إصابة مؤكدة بداء الكوليرا، أدت إلى وفاة شخصين. مخاوف المواطنين متواصلة وأدى التضارب في تصريحات المسؤولين بقطاع الصحة والوزراء في الحكومة إلى استفحال المخاوف لدى المواطنين الذين أعلنوا مقاطعتهم للفواكه والخضر ومياه الحنفيات لحماية صحتهم من مرض الكوليرا، وفق اعتقادهم. ففي بادئ الأمر، أعلنت وزارة الصحة أن التحليلات التي أجراها معهد باستور أثبتت أن سبب الكوليرا يعود إلى منبع مياه سيدي الكبير بولاية تيبازة، وهو الأمر الذي رفضه سكان المنطقة الذين تحدوا الحكومة بالشرب من مياه المنبع دون أن يصيبهم أي أذى، متهمين وزارة الصحة بالكذب. ساعات بعدها، خرج مدير الصحة لولاية تيبازة، توفيق عمراني، لينفي بشكل قاطع أن يكون منبع سيدي لكبير مصدرا لوباء الكوليرا، مؤكدا أن التحاليل أثبتت عدم وجود علاقة بين البكتيريا الموجودة لدى المصابين وتلك التي هي في المنبع. وتفاقم الغموض حول مصدر داء الكوليرا، مع تصريحات أطلقها وزير الصحة مختار حسبلاوي، بالقضاء على مرض الكوليرا في غضون 72 ساعة، لتصدر مصالحه في اليوم الموالي بيانا صحفيا تكذب وزيرها، في سابقة هي الأولى من نوعها. ليعود بعدها معهد باستور للتشكيك في إمكانية تلوث بعض الخضر والفواكه بالفيروس، لكنه تراجع في غضون 24 ساعة. وطمأن زبير حراث، مدير معهد باستور، المواطنين بسلامة المنتوجات الفلاحية، مؤكدا القضاء على وباء الكوليرا خلال الأيام المقبلة في ظل تناقص عدد الإصابات إلى 74 حالة مؤكدة وتماثل 66 مصابا للشفاء التام. وجاءت تصريحات مدير معهد باستور مع رفع فلاحين لشكاوى عقب تكدس منتوجاتهم بسبب الإشاعات التي ترددت عن تلوث تلك المنتوجات بالفيروس، على غرار الفواكه والخضر، قبل أن يتحرك وزير الفلاحة عبد القادر بوعزڤي، ليرد على تلك الإشاعات بتأكيده أن المنتجات الفلاحية صالحة للاستهلاك ولا تشكل أي خطر على صحة المواطنين.