أكد ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا، أبي بشرايا البشير، امس، أن النقاط المطروحة في مفاوضات جنيف التي دعت إليها الأممالمتحدة بين جبهة البوليساريو والمغرب، في ديسمبر المقبل، هو ما أكد عليه قرار مجلس الأمن الدولي الاخير المرتكز على تمكين شعب الصحراء الغربية من حقه في تقرير المصير، باعتباره الهدف النهائي والأساس في أي تسوية في الصحراء الغربية. وذكر البشير خلال استضافته على قناة العربي اللندنية، أن مجلس الأمن الدولي أكد في قراره الاخير 2414 على أن تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير هو الهدف النهائي والاساس في أي تسوية في الصحراء الغربية، مجددا موقف جبهة البوليساريو المتمسك في المفاوضات بضرورة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا، من خلال تمكين شعبها من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وفند الدبلوماسي الصحراوي ان تكون المفاوضات مع الطرف المغربي المقررة مطلع ديسمبر المقبل في جنيف، ترتكز على أساس ما يسميه المغرب بالحكم الذاتي، لحل النزاع في الصحراء الغربية، والذي، كما قال، تم إسقاطه من قبل مجلس الامن الدولي من خلال قراره الاخير (2414). وأوضح بشرايا في السياق، أن هذا القرار (2414) كان واضحا، من خلال ارتكازه على نقطتين اساسيتين، الاولى تقليص عهدة بعثة المينورسو من سنة الى ستة أشهر، ووضع خارطة الطريق من اجل إيجاد تسوية للنزاع في الصحراء الغربية على اساس إطلاق مفاوضات بين طرفي النزاع اللذين تم تحديدهما بعناية فائقة، ألا وهما جبهة البوليساريو والمغرب، وان هذه المفاوضات يجب المشاركة فيها بدون شروط مسبقة وهو ما يعني إسقاط الشرط الذي يضعه المغرب وهو الحكم الذاتي الذي ولد في الاساس ميتا. واعتبر ممثل البوليساريو، أن قرارات مجلس الامن قد تكون المحرك التي أجبرت المغرب اليوم للرضوخ لنداء الامين العام للامم المتحدة ومبعوثه الشخصي الى الصحراء الغربية لقبول المشاركة في المفاوضات. أما عن توجيه دعوة مباشرة الى الجزائر وموريتانيا بمناسبة هذه المفاوضات كدولتين ملاحظتين، أكد بشرايا أن هذه ليست المرة الاولى التي يشارك فيها البلدان الجاران في المفاوضات باعتبارهما ملاحظين في النزاع، مضيفا انه قد رافقا عملية التسوية منذ المساعي الاولية في نيويورك سنة 1986 الى غاية آخر جلسات المفاوضات المنعقدة في منهاست في 2012. وأبرز أن حضور الجزائر وموريتانيا، في المفاوضات ضروري باعتبارهما معنيان بمجموعة من القضايا التقنية في تسوية النزاع في الصحراء الغربية منها ما يتعلق بعودة اللاجئين وتمركز القوات في المنطقة كما أنهما بلدان جاران واكثر من سيستفيد من تسوية النزاع في الصحراء الغربية على اساس احترام الشرعية الدولية. واختتم الدبلوماسي قائلا: إن المغرب اليوم يوجد على حافة الانهيار بسبب الفاتورة الثقيلة التي يدفعها النظام المغربي يوميا من اجل شراء ذمم اللوبيات في الولايات المتحدة ومواقف الدول ، مشددا على انه حان الوقت لتتحرك النخب المغربية وتنصت لصوت العقل وتعترف بأن تسوية النزاع يتم على اساس إعطاء يوم واحد من الديمقراطية للشعب الصحراوي من اجل تقرير مصيره، لا سيما وان الشعبين الصحراوي والمغربي، هما ضحيتان لصراع اختلقه المغرب من خلال اجتياحه لأراضي الصحراء الغربية. ويعتزم المبعوث الأممي، هورست كوهلر، الإسراع في إعادة بعث المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب من خلال استغلال فرصة انعقاد محادثات جنيف الاولى في شهر ديسمبر قصد التطرق إلى الخطوات المقبلة للمسار الأممي، وأوضح المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الدعوات التي أرسلها لطرفي النزاع أن الهدف المرجو من هذه المحادثات هو مناقشة الخطوات المقبلة التي من شأنها إعادة بعث المسار السياسي، كما جاء في نفس المصدر. ويتعلق الأمر كذلك بتقييم التطورات المسجلة منذ وقف مسار منهاست في 2012.