الرئاسة الصحراوية : لا تراجع ولا استسلام حتى تحقيق الدولة المستقلة استرجع الشعب الصحراوي الذكرى ال 43 للاجتياح العسكري المغربي لأراضيه، بالتزامن مع صدور قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بتمديد عهدة بعثة الأممالمتحدة المكلفة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لستة أشهر الى غاية 31 أفريل 2019، مجددا تأكيده على التزامه بمساعدة طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو، في الوصول الى حل يؤدي الى تقرير مصير الشعب الصحراوي، بينما يترقب الصحراويون والمجتمع الدولي عامة استئناف مفاوضات التسوية بين الطرفين قبل نهاية العام الجاري، بدعوة من الأممالمتحدة. وأكدت رئاسة الجمهورية العربية الصحراوية، أن الصحراويين، لن يتراجعوا ولن يستسلموا أمام المحتل المغربي وهم كلهم عزم وتصميم على مواصلة النضال، من أجل تحقيق الاستقلال، وحيت في الوقت ذاته الكفاح المتواصل للشعب الصحراوي بمختلف شرائحه، من أجل انتزاع حقه في تقرير المصير، وموقف الجزائر الثابث الداعم للقضية الصحراوية. وجاء في رسالة لرئاسة الجمهورية الصحراوية بمناسبة ذكرى مرور 43 عاما على الاجتياح العسكري المغربي لأراضيه يوم 31 أكتوبر 1975، في مثل هذا اليوم، لابد من التوقف وقفة ترحم وإجلال على أرواح كل شهداء القضية الوطنية، من أمثال مفجر الثورة وقائدها الولي مصطفى السيد والرئيس الشهيد محمد عبد العزيز. كما لا يمكن أن تمر المناسبة، دون تقديم التحية والتقدير إلى جماهير انتفاضة الاستقلال وإلى بطلاتها وأبطالها وهم يخوضون المعركة في مقدمة الصفوف، ومعهم الشعب الصحراوي قاطبة، في كل مواقع تواجده . ووجهت الرئاسة الصحراوية، تحية تقدير إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي المرابط في الميدان متشبثا باستكمال مهمة التحرير ومتحديا سياسات دولة الاحتلال المغربي القائمة على العدوان والتوسع وتدفق المخدرات وما لكل ذلك، من دور حاسم في دعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية . كما حيا الشعب الصحراوي - حسب البيان - معتقلي اقديم إيزيك والصف الطلابي والمعتقلين الإعلاميين والمعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، مؤكدا بأنه بعد ثلاثة وأربعين عاماً من مواجهة الاحتلال المغربي وممارساته الوحشية الرهيبة، إنما يزداد وحدة وإجماعا، تحت قيادة ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهبي وإصراراً على انتزاع حقوقه المقدسة في استكمال سيادة دولته على كامل ترابها الوطني . وأشادت الرئاسة الصحراوية في بيانها، باسم الشعب الصحراوي، بمواقف الجزائر، بقيادة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الداعمة للقضية الصحراوية ولحق الشعوب المستعمرة في الحرية والاستقلال، وفق ما تنص عليه قرارات الشرعية الدولية. وشدّدت الرئاسة الصحراوية في بيانها، على أن النصر حتمي و قريب، ولا تراجع ولا استسلام، وأن المعركة مستمرة ومزيداً من الوحدة والالتحام والدولة الصحراوية المستقلة، هي الحلي وقوة وتصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة . تمديد عهدة المينورسو وصادق أعضاء مجلس الأمن الدولي، على تمديد عهدة بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لستة أشهر، إضافية إلى غاية أفريل 2019، مجددا تأكيده على التزامه بمساعدة طرفي النزاع في الوصول إلى حل يؤدي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي. وقد صادق المجلس الأممي باثني عشر (12) صوتا مؤيدا وامتناع ثلاث دول (بوليفيا وروسيا واثيوبيا) على القرار رقم 2440 (2018) الذي يمدد ولاية المينورسو لمدة ستة أشهر إلى غاية أفريل 2019، مع دعوة لطرفي النزاع إلى استئناف المفاوضات برعاية الأمين العام الأممي، من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره. ويأتي هذا التصويت، عقب يومين من المفاوضات المكثفة حول نص اللائحة الذي قدمتها الولاياتالمتحدة، علما أنه تم تأجيل التصويت على اللائحة، الذي كان مقررا في البداية يوم الاثنين الماضي، إلى يوم الأربعاء لتمكين الأعضاء الخمسة عشر لمجلس الأمن من التشاور حول المشروع. وإلى غاية الاثنين الماضي، لم يتم مناقشة النص إلا على مستوى مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية (الولاياتالمتحدة وروسيا والمملكة المتحدة واسبانيا وفرنسا). وبينما طلب الأمين العام للأمم المتحدة، تمديدها بسنة دفعت الإدارة الأمريكية للحصول على تجديد لستة أشهر، من أجل ابقاء الضغط على طرفي النزاع المغرب والصحراء الغربية ليعودا الى طاولة المفاوضات. ورغم حجم ضغطها وكثرة مناوراتها لم تفلح فرنسا في تغيير الموقف الأمريكي. كما أن الولاياتالمتحدة المنزعجة من توقف مسار السلام مقتنعة أن عهدة مدتها ستة أشهر، هي الوسيلة الوحيدة لوضع حد للوضع القائم في الصحراء الغربية. دعوة لمجلس الأمن للضغط وعقب مصادقة مجلس الأمن، على قراره رقم 2440 (2018)، طالبت جبهة البوليساريو، مجلس الأمن للرمي بكامل ثقله من أجل التقدم في مسار المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية، المغرب وجبهة البوليساريو، بهدف تمكين الشعب الصحراوي من الممارسة الحرة والكاملة لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وأكد سيدي محمد عمار، ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة، أن المغرب ظل يحتل بصورة غير شرعية إقليم الصحراء الغربية الخاضع لعملية تصفية استعمار، وذلك منذ 31 أكتوبر عام 1975 الذي يصادف تاريخ تبني هذا القرار اليوم ، مشددا على ضرورة أن يصون مجلس الأمن بنحو لا لبس فيه الوضع القانوني للإقليم ويحافظ على سلامته الإقليمية وأن جبهة البوليساريو، لن تقبل بأقل من الاحترام الكامل لحق شعبنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال . كما دعت الجبهة، مجلس الأمن، لضمان عمل بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية بما يتماشى مع المعايير الأساسية والمبادئ العامة السارية على عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وأن تكلف البعثة بمراقبة وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، حيث تستمر هناك انتهاكات كثيرة وموثقة لحقوق الإنسان. هذا فضلا عن دعوة ملحة تضمنتها رسالة البوليساريو، الى مجلس الأمن الدولي وتتعلق بضرورة مطالبة المغرب ب الامتناع عن القيام بكل أعماله الرامية إلى زعزعة الاستقرار في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية وأن يكف عن نهب الموارد الطبيعية الصحراوية . تأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ومن جهتها، الجزائر، باعتبارها دولة جارة وعضو ملاحظ في النزاع في الصحراء الغربية، قالت أن لائحة مجلس الأمن الدولي، كرست من جديد ممارسة الشعب الصحراوي لحقه الثابت في تقرير المصير كسبيل وحيد لوضع حد نهائي للنزاع القائم منذ أكثر من أربعين سنة بين شعب الصحراء الغربية والمملكة المغربية . وسجلت الجزائر، بأن مجلس الأمن يدعو مجددا طرفي النزاع ، اللذين حددهما بشكل واضح، وهما المملكة المغربية و جبهة البوليساريو، إلى استئناف مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة و بحسن نية، تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة بغية التوصل إلى حل سياسي عادل ومستدام يقبله الطرفان ويضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي . وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية، أن الجزائر التي قدمت دوما، بصفتها بلد مجاور، دعمها الكامل لجهود الأمين العام و مبعوثه الشخصي قصد التوصل إلى حل سياسي عادل و مستدام يقبله الطرفين ويضمن للشعب الصحراوي حق تقرير المصير، قد قبلت دعوة المبعوث الشخصي للمشاركة، بصفة بلد مجاور، في المائدة المستديرة المقررة يومي 5 و 6 ديسمبر المقبل بجنيف ، وكلها ثقة من أن المفاوضات المباشرة والصريحة والنزيهة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، هي وحدها الكفيلة بالتوصل إلى حل نهائي لمسألة الصحراء الغربية طبقا للشرعية الدولية ومبادئ وممارسات الأممالمتحدة في مجال تصفية الاستعمار . وفي إطار جولة المفاوضات المقبلة بين طرفي النزاع، وصفت الولاياتالمتحدةالأمريكية، على لسان نائب سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى منظمة الأممالمتحدة، جوناثان كوهين، إجتماع جنيف المقبل ب الفريد وأنه يشكل بداية مسار مفاوضات مباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب. وأكد الدبلوماسي الأمريكي عقب التصويت على اللائحة، 2440 أن اجتماع ديسمبر، ليس حدثا فريد، بل ينبغي أن يكون بداية مسار مفاوضات مباشرة ويشكل المرحلة الأولى الحاسمة لهذه العملية و ينبغي على طرفي النزاع خلالها أن تظل ملتزمة بالمفاوضات الى غاية نهايتها. وأعرب نائب السفير الأمريكي، عن ارتياحه كون طرفي النزاع، أي جبهة البوليساريو والمغرب، والبلدان الملاحظان، الجزائر وموريتانيا، قد قبلوا دعوة المبعوث الشخصي للمشاركة في هذه المفاوضات.