عيَّن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نائب وزير الدفاع، باتريك شاناهان، قائما بأعمال الوزير، بداية من مطلع جانفي المقبل. وبذلك، أجبر ترامب وزير دفاعه المستقيل، الجنرال جيمس ماتيس، على مغادرة منصبه قبل الموعد المتوقع بشهرين. وكان ماتيس، البالغ من العمر 68 عاما، لمح إلى خلافاته السياسية مع ترامب، حينما أعلن استقالته من منصبه الجمعة الماضي. وعرض ماتيس أن يبقى في منصبه حتى نهاية فيفري المقبل، لكنه سيغادر الآن بحلول مطلع جانفي المقبل، وذلك بعدما استاء ترامب من التغطية الإعلامية لاستقالته، حسبما أفادت تقارير. وسيحل نائب وزير الدفاع باتريك شاناهان، البالغ من العمر 56 عاما، محل ماتيس. وأشاد ترامب بإنجازات شاناهان، ووصفه بأنه موهوب. والتحق شاناهان، وهو مسؤول تنفيذي سابق في شركة بوينغ لصناعة الطائرات، بوزارة الدفاع في جويلية من عام 2017، بتزكية من ترامب. ويعرف شاناهان بأنه مؤيد قوي لخطة الرئيس، بتأسيس فرع سادس للقوات المسلحة، تحت اسم قوة الفضاء . وينحدر شاناهان من ولاية واشنطن، ودرس الهندسة الميكانيكية وإدارة الأعمال في معهد ماساتشوستس للتقنية، والتحق بشركة بوينغ كمهندس عام 1986. واستقال الجنرال ماتيس، عقب إعلان الرئيس ترامب قراره سحب القوات الأمريكية من سوريا. وكان ماتيس قد حذر في وقت سابق من أن الانسحاب من سوريا سيكون خطأ إستراتيجيا، لكنه لم يشر إلى ذلك في خطاب استقالته بشكل مباشر. وقال في خطابه إن الرئيس ترامب له الحق في تعيين وزير دفاع تتفق آراؤه بدرجة أفضل مع آرائك . لكن عقب الإعلان عن تعيين شاناهان الأحد، سعى ترامب إلى تهدئة المخاوف الواسعة بشأن الانسحاب، الذي قال عنه في بادئ الأمر أنه سيكون سريعا. وكتب ترامب، على موقع تويتر ، إنه تحدث مع نظيره التركي رجب طيب أرودغان بشأن تدخلنا في سوريا، والانسحاب البطئ شديد التنسيق للقوات الأمريكية من المنطقة . وقال مكتب أردوغان إن الرئيسين اتفقا على ضمان التنسيق بين جيشي بلديهما، وكذلك التنسيق الدبلوماسي، وعلى مستوى مسؤولين آخرين لتجنب الفراغ، الذي قد ينتج عقب الانسحاب، والمرحلة الانتقالية في سوريا. وتعاونت الولاياتالمتحدة في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مع مليشيا وحدات الشعب الكردي، وأمدتها بالسلاح ووفرت لها التدريب، ولكن تركيا كانت دائما تعرض على هذا التعاون الأمريكي لأنها تعتبر المليشيا الكردية في سوريا فرعا لحزب العمال الكردستاني، الذي يقود تمردا ضد الحكم في أنقرة منذ عقود، وتصنفه تركياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابيا. وتخشى أنقرة أن تنشئ المليشيا الكردية في سوريا كيانا على حدودها يصبح قاعدة خلفية لمتمردي حزب العمال الكردستاني. وتتوقع المليشيا وحدات حماية الشعب الكردي حملة عسكرية تركية عليها بعد انسحاب القوات الأمريكية.