تضاءلت احتمالات اتفاق أقطاب المعارضة في الجزائر على ترشيح شخصية توافقية للانتخابات الرئاسية المقبلة،حيث طغت مؤشرات رفض مبادرة عبد الله جاب الله قبل أسبوعين من إنتهاء الأجال القانونية لغلق إيداع الترشيحات من قبل المجلس الدستوري. و توحي كل المؤشرات قبيل لقاء أقطاب المعارضة الاربعاء المقبل بمقر حزب العدالة و التنمية أن الاتفاق على مرشح واحد يمثل هذا التيار مستبعد جدا خصوصا في ظل المواقف التي أبدتها أحزاب و شخصيات محسوبة على المعارضة السياسية مؤخرا و التي تراوحت بين مقاطعة الاستحقاق المقبل و المشاركة بمرشح خاص بالحزب. لقاء الفرصة الأخيرة كما وصفه مراقبون سيشهد حضورا متوقعا لشخصيات منها من قام بسحب استمارات الترشح للرئاسيات، على غرار عبد الرزاق مقري،رئيس حركة مجتمع السلم، علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات وعبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني. كما قد يشهد الاجتماع بحسب مصادر متطابقة حضور اللواء المتقاعد علي غديري، الذي سبق له وأن التقى بجاب الله قبل أيام. لكن المشكل المطروح على مستوى قوى المعارضة هو أن مبادرة جاب الله تسير بشكل متباطئ مع تشرذم أراء قادة أحزاب المعارضة وعدم وجود أنباء إيجابية بشأنها، في وقت لم تستطع أسماء فاعلة في هذا الطيف السياسي تبني موقفا واضحا من الانتخابات الرئاسية قبل شهرين من هذا الموعد على غرار لويزة حنون أو علي بن فليس. و تواصلت أمس الصفعات الموجهة لمبادرة جاب الله،بعدما أعلن رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق، أحمد بن بيتور، عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 18 افريل المقبل بسبب ما اعتبره عدم جدية الانتخابات . وقال بن بيتور في بيان نشره امس: دراستي للوضع العام للبلاد وبناءً عل التحاليل المستندة إلى أدوات علمية صارمة ودقيقة تؤكد خلاصة لا يرقى إليها الشك في أن تنظيم هذه الانتخابات كسابقاتها، لا يوحي بأي مؤشر للتغيير الجاد الذي يريده الشعب الجزائري . وقدم بن بيتور في بيانه امتنانه لكل الشخصيات الوطنية والجمعيات والتنظيمات السياسية والإطارات من جميع أنحاء الوطن وفي الخارج، الذين طلبوا مني وألحوا بحماس وقناعة كبيرين للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ببرنامجي المعلن عنه . وكان عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم ربما الأكثر تفاؤلا بهذه المبادرة، رغم أنه دخل فعلا في السباق الانتخابي حيث قال إن حزبه اتفق مع جاب الله على اقتراح مشروع حول نوعية وأسس النقاش حول المترشح التوافقي للانتخابات الرئاسية. لكن مقري دخل فعلا في حملة استباقية من أجل الترشح باسم حمس حيث شرع في زيارات ميدانية كما بدأ يشرح البرنامج الانتخابي الذي دخل به معترك الرئاسي، بشكل يوحي بحسب مراقبين بأن دراسة مبادرة جاب الله لا تحظى بأهمية كبيرة في مخطط مقري حول رئاسيات 18 أفريل. ومن جهته يؤكد الارسيدي أنه لا يعترف بمبادرة جاب الله، ونقل "TSA" أن مجموعة من قيادات الحزب رفضت الجمعة مشاركة التجمع في هذه العملية. ونفس السيناريو مع حزب العمال و طلائع الحريات، فالأول الذي لم يقرر الى حد الساعة المشاركة في الانتخابات، وقالت أمينته العامة إنها تركت الفصل لاجتماع اللجنة المركزية نهاية الشهر، و الثاني يبقى موقفه من المشاركة في الانتخابات غير واضح.