في وقت تقلصت فيه حظوظ تجسيد هذه الفكرة بشكل كبير، بعد إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ترشحه لعهدة خامسة.وفقا للمعطيات الأولية التي انبثقت عن الاجتماعات الثنائية التي عقدها جاب الله مع عدد قيادات أحزاب وشخصيات في المعارضة، فإن اتخاذ موقف موحد إزاء هذا الاستحقاق لن يكون بالأمر الهين، لعدة أسباب أبرزها، وجود قناعة لدى البعض بضرورة المشاركة أو المقاطعة كما هو الشأن بالنسبة لحركة مجتمع السلم والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، فرئيس الأرسيدي محسن بلعباس، حسم مبكرا في ما يتعلق بدخول المعارضة بمرشح توافقي كما دعا إليه جاب الله، ووجه رسالة إلى شركائه في المعارضة خاصة الإسلاميين المتحمسين للمشاركة قال فيها " لا أعتقد أنها خطوة نابعة عن قناعة، لأنه إذا كان جاب الله لا يؤمن بوجود انتخابات، فكيف يدعو لمرشح توافقي؟". وردّ بلعباس على منطق من يقول بأن المشاركة ستضمن الحضور الإعلامي والسياسي، بالقول إنه في 2014 لم تُعط أي فرصة للمعارضة في التلفزيون العمومي إلا مرة واحدة دون أن يسمح لهم بعرض أفكارهم ".وبغض النظر عن هذا الانتقاد، فالتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وجه نداء سياسي على شكل مبادرة، لتجاوز "الانسداد التاريخي "، ودعا ل " فتح نقاش مع المناضلين السياسيين والنقابيين والجمعويين والمواطنين الراغبين في المشاركة في إنشاء فضاءات تشاور بهدف تحسيس المواطنين وتعبئتهم من أجل بناء ميزان قوى يسمح بانطلاقة جديدة ".أما حزب طلائع الحريات، فرغم " الانقسام " القائم داخله حول المشاركة من عدمها، فرئيسه علي بن فليس، لمح إلى رغبته في دخول السباق"، وقال " لا ندعي امتلاك عصا سحرية ولا أننا نتوجه إلى شعبنا بوصفة عجيبة هو وحده من يملكها. إن بلدنا لا يحتاج إلى العصا السحرية ولا للوصفة العجيبة للخروج من المأزق "، موضحا أن " الأمر يتطلب فقط إعادة تنظيم جذري وجاد للشأن الوطني، هنا مكمن التحدي وهنا موطن الرهان ". وتمسكت حركة مجتمع السلم، في اجتماع لمكتبها التنفيذي، بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية، ولكنها لم تفصل في موقفها النهائي، إذ كانت قد رشحت رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، لكنها رحبت مبدئيا بفكرة عبد الله جاب الله حول مرشح مشترك للمعارضة في الاستحقاق الرئاسي القادم.ويبدو حزب جيل جديد الذي يقوده، سفيان جيلالي، أقرب إلى خيار المقاطعة، وقال جيلالي في تصريح ل " الجزائر الجديدة " إنه "بإعلان عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه لعهدة خامسة أصبح السباق مغلق ونتائج الانتخابات محسومة سلفا لصالحه".ويعتبر ترشح عبد العزيز بوتفليقة عائقا أمام تجسيد فكرة "المرشح التوافقي"، لأن أغلب ممثلي المعارضة يعارضون "العهدة الخامسة"، كما يطرح سؤال حول مدى إمكانية مترشح للمعارضة على منافسة بوتفليقة في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به من أحزاب الموالاة ومنظمات وجمعيات وما يعرف بلجان المساندة وكذلك رجال الأعمال، وفي ظل تمسك عدة أحزاب معارضة بموقفها حول "عدم نزاهة العملية الانتخابية" . وكان جاب الله قد التقى في إطار مقترحه، كل من على بن فليس، الرزاق مقري، محسن بلعباس، الطاهر بن بعيبش، نور الدين بحبوح، كريم طابو، أحمد بن بيتور، الحقوقي مصطفى بوشاشي، أٍزقي فراد، عبد العزيز رحابي، عبد العزيز غرمول، محمد السعيد والكاتب الصحفي سعد بوعقبة وغيرهم. فؤاد ق