نقص الأسرة يضاعف من معاناة الحوامل تعاني مصلحة التوليد بمستشفى بني مسوس بالعاصمة من أوضاع كارثية، بحيث تشتكي المريضات والمقبلات على الولادة من الظروف المفروضة عليهم بهذه المصلحة. تواجه المريضات القاصدات لمصلحة الولادة بمستشفى بني مسوس الجامعي ظروفا مزرية، تتمثل في حالة كبيرة من الإهمال أين تواجه المقبلات على الولادة ومن وضعن مواليدهن حديثا ظروفا استثنائية، بدءا من غياب النظافة بهذه المصلحة الحساسة والتي يفترض أن تكون نظيفة ومعقمة بدرجات عالية، أين تغرق هذه المصلحة بصفة عامة في فوضى عارمة وخصوصا إذ ما تعلق الأمر بالمراحيض والتي تبلغ درجات متفاوتة من العفونة والناتجة عن عدم خضوعها للنظافة بشكل ضروري ومستمر، أين تنتشر بها الأوساخ وتتجمع بها القذارة من أكياس القمامات والخردة، ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة والتي تمتد إلى الأروقة المؤدية لغرف المريضات واللواتي طالما أرقتهن الروائح المقرفة المنبعثة من المراحيض المتعفنة. وتمتد المعاناة لدى قصد المريضات لهذه المراحيض يجدن صعوبات بالغة في دخولها بسبب وضعهن من جهة، وبسبب ما تحمله هذه الأخيرة من قذارة وميكروبات وجراثيم وغيرها من الأمور المؤرقة، والتي قد تؤثر على صحة المريضات. غياب النظافة هاجس المرضى وتمتد القذارة إلى غرف المريضات والتي لم تسلم من انتقال الأوساخ وتطويقها لها، بحيث أن الأوساخ والقذارة والعفن عنوان ظاهر بغرف المريضات، أين تنعدم أدنى شروط النظافة التي تضمن سلامة المريضات وتحفظ كرامتهن كمريضات في فترة نقاهة واستشفاء، أين تنتشر القذارة بالأفرشة والأغطية والأسرة والجدران والنوافذ، إضافة إلى الأرضيات والتي تكاد لا تخضع للنظافة مطلقا، إذ تظهر مظاهر الأوساخ والقذارة المنتشرة هنا وهناك وفي كل أركان الغرف، فارضة بذلك أجواء خانقة على المريضات بحيث يستنشقن كل ما هو قذارة وعفن، مما يضيف من زيادة المعاناة. نقص الأسرة يضاعف من معاناتهن ومن الأوضاع المزرية التي تتخبط فيها المريضات بمصلحة الولادة بمستشفى بني مسوس، هي مشكل الأسرة المخصصة للنوم والاستشفاء، أين تنام المريضات في ظروف أقل ما توصف به مزرية، كما تنام من اثنين إلى ثلاثة مريضات بسرير واحد في صورة معذبة، ما يضاعف من معاناتهن وخاصة بالنسبة لمن ولدن حديثا، حيث يتوجب توفير الراحة التامة لهن، إذ يجدن صعوبة في الحصول على بعض الراحة لضيق السرير، إضافة إلى وضعهن الصحي الحرج الذي يتطلب عناية فائقة وراحة تامة للشفاء سريعا، إذ تجد كثيرات صعوبة في التأقلم وقضاء فترة الولادة بهذه المصلحة والتي لا تخدم صحة المقبلات على الولادة أو من ولدن حديثا، بحيث تضاعف من معاناتهن بدل أن تمنحهم الراحة والاستشفاء الذي يحتاجون إليه في فترة الإقامة بهذه المصلحة الحساسة، لتصبح هذه المصلحة من أسوأ المصلحات بالمستشفى من ناحية الظروف التي تواجه المريضات ومن ناحية الخدمات المتدنية التي تدفع ثمنها المريضات أيضا.