تحولت الأمطار لدى الجزائريين من نعمة إلى نقمة بعد أن أصبحت ترتبط بالعديد من المظاهر على غرار مشاكل الطرقات واختناق حركة المرور، ناهيك عن الانهيارات، التي ألحقت خلال الأسابيع القليلة الماضية خسائر بشرية ومادية هامة بسبب وضعية بعض البنايات، وانزلا قات التربة، لتتحول بذلك الجزائر لمجمع متناثر من البرك يتخللها سيول من المياه لم تجد بالوعات جاهزة لامتصاصها، في وقت تلجأ فيه عشرات العائلات العاصمية للمبيت في العراء خوفا من كارثة سقوط الأسقف على رؤوسهم· تقاذف المسؤولية بين وزارة الأشغال العمومية والسلطات المحلية المواطنون والمجتمع المدني يطالبون بفتح لجان تحقيق ماذا يحدث لو تتساقط أمطار طوفانية لمدة 03 دقيقة فقط في الجزائر؟ وقد استوجب تساقط الأمطار في الأيام السابقة إجلاء عدد هام من العائلات بعد أن غمرت المياه منازلهم، إلى أنهم عادوا في أغلبهم ليعود السيناريو ليتكرر كلما تهاطلت الأمطار، وفي صورة غير مفهومة بين الإمكانيات المسخرة من طرف الدولة لإيجاد حلول نهائية لهذه المشاكل، كالقضاء على البنايات الهشة، ومنح دعم لميزانيات البلديات لتهيئة الطرقات بشكل راق ، إلا أنه وعلى ما يبدو لا بد من إرفاق كل هذا بآليات مراقبة دورية لمشاريع أصبحت تنتهي صلاحياتها بتهاطل كميات من الأمطار· أكد مواطنون وجمعيات من المجتمع المدني أنها تتفهم حجم الكارثة لو تساقطت أمطار طوفانية على غرار ما يحدث في دول العالم، إلا أنها لم تجد أي جواب لأسباب حدوث مثل تلك الخسائر لمجرد تساقط قطرات من الأمطار، مشيرين إلى أنه ليست المرة الأولى التي تحدث مثل هذه الكوارث في القوت الذي توفر فيه الدولة إمكانيات ضخمة، مطالبين بوقف هذه المهزلة، ووضع حد للتلاعب بحياة المواطن البسيط، عن طريق فتح لجنة تحقيق وطنية تغوص في أسباب التي أدت إلى هذه الكارثة، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك· هل تحولت الأمطار من نعمة إلى نقمة في الجزائر؟ أصبحت مظاهر تآكل الزفت بعد أقل من شهرين من وضعه، لا يحدث المفاجئة وبجولة صغيرة خلال تهاطل الأمطار في الأيام القليلة السابقة في شوارع العاصمة يتضح حجم الخسارة التي تتكبدها الدولة سنويا في إعادة تهيئة الكثير من طرقات الولاية دون أن تستمر، حيث قدرت الخسائر في هذا المجال خلال السنوات الفارطة بمئات الملايير، وهو ما يعني تأثير السلبي مباشر على الاقتصاد الوطني، وإن كانت مختلف المجهودات المقدمة من طرف الوزارة تسعى لتدارك هذه الوضعية، فإن الكثير من السلطات المحلية لا تبحث سوى على تهيئة ظرفية مرتبطة بتذمر المواطنين، أو مرور المسؤولين، لتنتهي بعد ذلك فإن من بين أهم تأثيرات هذه المشاكل في الطرقات، حركة الازدحام التي عادة ما ترتبط في العاصمة مع هطول الأمطار، وهو ما تشكله من اختناق مروري يمتد على ساعات من زمن، ناهيك عن تأثير ذلك بشكل مباشر على وضعية السيارات وتقليص عمرها الافتراضي، والأهم من هذا وذاك المساهمة في حوادث المرور، فالكثير من السائقين الذين تقربت منهم السياسي عبروا عن استيائهم من وضعية الطرقات في العديد من شوارع العاصمة مؤكدين ضرورة معرفة الطريق بشكل مسبق لتجنب وضعيته المزرية والحفر والتشققات، و''الدودانات'' الناجمة عن إعادة الأشغال· حفر دائم وأشغال لا تكتمل من بين الأسباب التي نلاحظها يوميا والتي ساهمت بشكل كبير في عدم دوام وضعية الكثير من الطرقات الأشغال بمختلف أنواعها، فلا يمكن أن نحصي بلدية واحدة في العاصمة لا تعاني من الحفر العشوائي بسبب الأشغال، ومن بين أهمها أشغال الكهرباء والغاز والماء والتي تتطلب إعادة حفر الطريق لمد المنازل، والغريب في الأمر أنه في بعض بلديات العاصمة يتم الاهتمام بتعبيد الطريق دون إتمام أشغال مد كل المنازل بالغاز والماء بسبب تأخرات في الدفع أو بسبب عدم وجود سكان بها وغيرها، مما عني إعادة حفر الطريق المعبدة، وحسب إحصائيات لولاية الجزائر فإنها منحت خلال سنة 8002 5441 رخصة لحفر الطريق بالعاصمة، بسبب احد الأشغال السالفة الذكر بالإضافة إلى أشغال قنوات الصرف، والهاتف، وبمعدل للسنوات الفارطة فإن ولاية الجزائر تخصص سنويا أكثر من 001 مليار سنتيم للطرق، جزء هام من هذا الغلاف يذهب للصيانة· وبمجرد انتهاء الأشغال لن تكون نهاية كالبداية بل ستظهر إما دودانات لكومة من الزفت غير المعبد، أو بالنسبة لأعمال صرف المياه مجاري عبارة عن حفر تشكل بالنسبة للسائق هبوط سريع لن يتسبب فقط في مشاكل للسيارة بل للراكبين في حد ذاتهم، والأمر معروف مثلا بالنسبة للنساء الحوامل، فأشغال الحفر هذه كثيرا ما تؤدي، إلى كوارث حقيقة لعدم قيام تلك المؤسسات أو هؤلاء الأشخاص بإعادة تسوية الطريق كما كانت عليه، فحتى وان تمت أشغال التسوية فإنها لا تنجز بطريقة جيدة مما تؤدي مع مرور الوقت إلى فساد كل الطريق الذي تعرض للحفر· والمواطن لا يخلو كذلك من المسؤولية باعتبار أن عدم العبور في الطرقات الجارية الأشغال قبل إتمامها أمر مفروغ منه حتى لو تعلق الأمر بالراجلين، لكن الكثيرين ممن اعتادوا السلوكات الفوضوية وفي محاولة لربح المزيد من الوقت، أو الجهد يقطعون من خلال طرق جاري الأشغال بها، وبالنظر إلى أن عبور السيارات والراجلين على طرق محل الأشغال ينقل إلى هذه الأخيرة مواد مثل التراب تكون سببا في فقدان الزفت لأهم خصائصه المتمثلة في تمتين المواد يساهم ذلك لحد ما وبشكل نسبي في تآكل الزفت وظهور عيوب تصبح أكثر وضوح مع مرور الأسابيع· مشكل الانهيارات يهدد حياة عشرات العائلات تلجا العديد من العائلات في العاصمة إلى المبيت تحت شرفات العمارات المجاورة أو في مستودعات الشركات، أو لدى الأهل والأقارب، بمجرد تواصل تهاطل الأمطار وذلك خوفا من انهيار منازلهم، خاصة مع الحوادث المتتالية التي شهدتها مختلف ولايات الوطن، حيث تعرضت العديد من البنايات للانهيار، كوفاة عجوز على اثر انهيار منزل بسيدي امحمد،حيث يخشى هؤلاء أن يستمر سيناريو هذه المعاناة باعتبار موسم الأمطار وعودة الأحوال الجوية لتسوء، فمثلا خلال ليلة واحدة في الأسبوع الفارط غمرت المياه بيوت أكثر من 5 عائلات بحي الرياح الكبرى في أولاد فايت جراء فياضان واد شراقة لأكثر من عشر مرات على مدار موسمين، والعديد من المنازل في مناطق متفرقة نزلت الأسقف على رأس ساكنيها مما استوجب تدخل مصالح الحماية المدنية وأسلاك الأمن الذين تجدهم بمجرد بداية هطول الأمطار على أهبة الاستعداد لعلمهم بحقيقة وضع العشرات من العائلات، فبالرغم من أن برنامج القضاء على البنايات الهشة قد حقق أشواط هامة إلا أن الإشكال لا يزال قائما· من بين هذه العائلات المطالبة بضرورة الالتفات السريع وضع 9 عائلات تقطن بحي طالب عبد لرحمان ببلدية باب الوادي يهددها بسبب وضعية البناية التي يقطنون بها، بعد التشققات التي ألحقت بها وتساقط أجزاء معتبرة من داخل العمارة مما يضطرهم للمبيت في العراء كلما ازداد تهاطل الأمطار، في ظل لامبالاة السلطات المحلية، بعد أن تحولت أرضية العمارة إلى برك مصغرة، نفس الوضعية تعيشها سبع عائلات بعمارة 5 شارع رابح ميدات بالقرب من شارع ديدوش مراد، بعد أن أصبح اللجوء على الخارج هربا من خوف الانهيار أمر طبيعي وجزء من يوميات هذه العائلات كلما تساقطت الأمطار بشكل متواصل، وهو ما يستوجب ضرورة هذه العائلات وأخرى ضمن قائمة العائلات المرحلة للقضاء على السكنات الهشة في أقرب الآجال مع حلول فصل الشتاء· هذا دون الحديث عن عشرات العائلات التي تم إجلائها بسبب تمكن المياه من التسرب لمنزلهم وغمرها كليا، على غرار تدخل مصالح الحماية المدنية لإجلاء العائلات القاطنة بئر توتة بضخ مياه الأمطار المتسربة إلى عدة مساكن كائنة بمركز علي بوحجة، كما قامت بإجلاء أربع عائلات ببلدية أولاد فايت بالحي المسمى الحي القصديري خلال يوم واحد من أيام بداية تهاطل الأمطار ولنا أن نتصور شهور من فصل الشتاء كيف ستكون الوضعية عن لم يتم معالجة هذه المشاكل على جناح السرعة، بالوعات لم تعد تستوعب حجم المياه لا يمكن وصف ما يحدث في شوارع العاصمة من فيضانات، إلا بعدم القدرة على استيعاب درس فيضانات باب الواد ويبقى السبب رقم واحد في ذلك، هو عدم قدرة البالوعات على امتصاص سيل المياه المتجه نحوها، بسبب التراكمات وفي وقت كان لا بد من تصفيتها قبل حلول فصل الشتاء أو بداية تهاطل الأمطار تشاهد عشرات العمال يحاولون تحت وقع الأمطار الغزيرة إيجاد حلول لتسليك هذه البالوعات· وبسبب انغلاق أغلب البالوعات العاصمية، تحوّلت العديد من الشوارع وكذا الساحات العمومية إلى ما يشبه البحيرات والمستنقعات، وخلقت مشاكل كبيرة للراجلين والسيارات على حد السواء مع ارتفاع منسوب المياه، حيث تتحول بعض محطات النقل بمجرد سقوط الأمطار إلى تجمعات مائية على غرار محطة 12 ماي وتافورة، وكذا محطة بومعطي، إما عن المواقف فيصبح ركوب المسافرين في الحافلات شبيه بالتحدي والمعركة بسبب تمكن المياه من الاستيلاء على حيز هام في العديد منها· وعادت وديان العاصمة النائمة للسيلان، بعد مئات السنين من جفافها، فقد غمرت مياه الأمطار وادي الدرارية الذي يقطعه ما يسمى بالجسر ''الأمريكي'' على مستوى منطقة خرايسية، حيث أعادت الأمطار الغزيرة المتساقطة سيلان وتدفق المياه بعدد من وديان بلديات باب حسن والعاشور والسحاولة، وهو ما شكل خطر كبير على العائلات التي لا تزال تقطن بالقرب من هذه الوديان، بالرغم من كل الإجراءات الحريصة على ضرورة إخلاء هذه المناطق· العاصمة تتحول إلى بركة كبيرة من المياه ونحن نتجول في شوارع العاصمة لاحظنا أن العاصمة تحولت إلى بركة كبيرة من المياه لا يمكن السير فيها إلا عبر زوارق صيد، وقد أرجع ذلك حسب ما استقيناه من البلديات إلى الغش الفضح في طريقة إنجاز المشاريع من طرف المقاولين، وقد أكد لنا لأحد أعضاء المجلس الشعبي البلدي ببلدية من أكبر بلديات العاصمة أن الصفقات العمومية على مستوى البلديات تعتمد في الأساس على مراعاة الجانب النوعي المصحوب بالعرض المالي الأقل في المناقصات المعلنة، فالمنافسة بين شركات الإنجاز الصغيرة تدفع عادة إلى تقليص العرض المالي إلى أدنى حد ليضيع في ذلك مبدأ نوعية الإنجاز· فيما تبقى الشروط الأساسية لضمان أحسن انجاز الاعتماد في الاختيار على الصفقات العمومية التي تبحث عبرها البلديات عن إنجاز منشآت ذات نوعية هي الصفقات الممنوحة لصاحب العرض الأفضل الذي يأخذ بعين الاعتبار الجانبين المالي والتقني المطلوب أن تقدمهما شركات الإنجاز،وبالتالي ستشمل المنافسة بين المؤسسات الراغبة في الفوز بالصفقات العمومية، عرضا ماليا مناسبا بعد دراسة العرض التقني الأحسن وهو ما يضمن النوعية بتكلفة مقبولة· من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى التسرع في انجاز مشاريع الصيانة أو تعبيد، عندما يتعلق الأمر بتزايد موجة احتجاجات المواطنين الذين كثيرا ما يقومون بغلق الطرقات، وبأعمال شغب من أجل المطالبة بتعبيد طرقاتهم المتدهورة، وفي اتجاه لحل الأمور المتأزمة يلجأ رؤساء البلديات ومجالسهم الشعبية لاتخاذ قرارات سريعة، يستغلها البعض، فتقوم باختيار أي مقاولة وجدتها أمامها، وتكليفها بالمشروع دون إجراء أي دراسة تقنية للأرضية، وحتى أنها تنجز دون أي مراقبة، مما يعني اللجوء إلى سياسة '' البريكولاج''· المواطنون يطالبون بحلول جذرية بعيدا عن ''الترقيعات'' أبدى الكثير من المواطنين الذين تقربت منهم السياسي استيائهم من لامبالاة وإهمال العديد من المجالس البلدية لوظائفهم التي انتخبوا من الفوضى التي تعم أحياء العاصمة بمجرد هطول الأمطار إلى سالبريكولاج''، معتبرا أن الأمطار التي تهاطلت في الفترة الأخيرة لم تكن طوفانية لتلك الدرجة، لو قام المسؤولون المحليون بمهامهم الموكلة إليهم، مضيفا أنه لا رد لقضاء الله ففي كل دول العالم قد يحدث ذلك مستدلا بالقرية الفرنسية التي غمرتها المياه حيث احدث ذلك خسائر مادية كبيرة قدرة بالملايين من الاورو، وفي نفس السياق دائما أشار شاب آخر من بلدية براقي إلى أن الفرق بين الجزائر والدول الأكثر اهتماما بضمان توفير ظروف مواتية لاستقبال موسم الشتاء الذي يعتبر أكثر حدة بالنسبة لهم يكمن في أمرين، أن طرقاتهم بإمكانها أن تصمد أمام مثل هذه الأمطار فيكون المشكل فقط في دخول المياه وانسداد المجاري، بخلافنا نحن حيث تنفجر أشباه الطرقات والرصف إن وجدت وتنهار أشباه المنازل وما أكثرها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن سرعة التدخل لاحتواء الأزمة تبدأ من السلطات المحلية عكسنا بلديتنا التي تنتظر أي إشارة من مسؤولين أعلى· السيد لمين من براقي أبى إلا أن يبدي رأيه قائلا ''القليل من الأمطار شلت عاصمة البلاد والمدن الكبرى، فما بالكم إذا أمر الله السماء أن لا تتوقف فما يكون حالنا'' وهو ذات الرأي الذي استقر عليه الكثيرون ممن التقت بهم السياسي لتنقل حاجتهم لحلول جذرية تعفيهم من الانتظار لساعات طويلة قبل الوصول إلى مناصب عملهم، أو مقاعد دراستهم، أو تجعل العائلة القاطنة في عدد من البيوت تترصد خطر الموت تحت الأنقاض، أو في انتظار اشتياح الأمطار· ''أميار'' يتنصلون من المسؤولية بين المتهربين عن الإجابة والمؤكدين لعدم مسؤولية السلطات المحلية عن المظاهر التي تقترن بتهاطل الأمطار تعددت التبريرات، فمثلا اعتبر عبد الكريم أبزار رئيس بلدية الحراش أن ذلك ما هو إلا أمر طبيعي يحدث في كل دول العالم، مضيفا أن البلدية ليس لديها أي إشكال في نوعية الأشغال باعتبار أن المخبر الخاص بتقييم ذلك هو الفاصل، وعن تأخر الأشغال في حي كوريفة بذات البلدية مما أدى إلى معاناة حقيقية للمواطنين الذين أصبح خروجهم من بيوتهم خلال تهاطل الأمطار ضرب من المستحيل، أكد ذات المتحدث أن الأمر يتعلق بضرورة استكمال باقي الأشغال الخاصة بالماء والكهرباء والغاز، مضيفا أن هناك 4 مؤسسات تعمل في ذات الحي لحل هذا الإشكال· من جهة أخرى وعن خطر زيادة منسوب واد الحراش وما يسببه في كل مرة من ذعر للمواطنين أكد مير بلدية الحراش أن أصحاب السكنات العادية، الذين يقطنون بالقرب من الواد ليس لهم أي حلول، مطمئنا أصحاب البيوت القصديرية بقرب الانفراج· لكن هذا لا ينفي وجود بلديات حضرت مسبقا للتقليل من أخطار الهطول المتواصل للأمطار ولو بشكل نسبي حيث فمثلا قلصت بلدية سيدي موسى من خطر تجمع المياه، وقد أكد محمد بوثلجة نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لسيدي موسى أن النقاط السوداء التي تم إحصائها السنة الماضية تم تكفل بها خلال فصل الصيف بصفة تقنية كتصفية البالوعات والتأكد من جاهزيتها لمرور المياه، مما جعل البلدية اقل تضررا بالمقارنة مع جارتها، وإن تم تسجيل بعض الحالات التي غمرت فيها المياه الطرق الرئيسية والتي أرجعها ذات المتحدث لإهمال الفلاحين لتنقية المجاري التي تخص مرور المياه على حواف الطرقات، مضيفا أنه يستوجب وضع حد نهائي للبيوت القصديرية على ضفاف الوديان، وتغيير المنازل في الجبال القابلة للانجراف لوقف كل هذه الكوارث المرتبطة بدخول فصل الشتاء، وفي هذا الإطار أشار ذات المتحدث إلى أن البلدية تحاول وضع حد نهائي لرمي النفايات في وسط الوادي وهو جاف لان نزول الأمطار وامتلاء الواد يعني انه سيفيض لانسداد مساره وهو السبب الذي أصبح حسبه يشكل عائقا في الكثير من بلديات العاصمة· ساعتان من الأمطار تقلب الجزائر رأسا على عقب خلال ساعتين من تهاطل الأمطار خلال الأسبوع الفارط، هزت حالة من الطوارئ أرجاء العاصمة بسبب الأمطار الطوفانية المتساقطة والتي أدت إلى غرق أحياء بأكملها خاصة فيما يتعلق بالبيوت القصديرية على غرار حي شاطو مدني ببوزريعة، و051 سكن ''بكوكو بلاج'' ببرج البحري، فيما انقطعت حركة السير بالعديد من الطرقات التي غمرتها المياه تسببت في حدوث اختناقات، لتسجل مصالح الحماية المدنية خلال يومين وفاة 81 شخصا وأكثر من 03 جريحا على مستوى مختلف ولايات الوطن، نتيجة حوادث المرور· وزارة الأشغال العمومية: 150 مليار دج لإنهاء المشكل أكد المكلف بالاتصال على مستوى وزارة الأشغال العمومية ل''السياسي'' أن التآكلات الخاصة بالطرقات محل مسؤولية الوزارة الوصية من شأنها أن تنتهي من خلال دورات الصيانة التي تتم بشكل دوري، وكانت الوزارة قد خصصت 051 مليار دج، مرصودة لصيانة الشبكة الوطنية للطرقات في إطار الفترة الخماسية 0102-4102 ، وهو ما يبرز الأهمية التي تمنح لهذا النشاط، التي تصطدم للأسف بعد تمكن بعض المؤسسات من إثبات قدراتها على تبيان حجم كل هذه المبالغ المرصودة· حيث تمكنت الجهود المبذولة لتطوير صيانة طرقات الجزائر من فتح 705 مركز لصيانة الطرقات أنجزت خلال الفترة الخماسية الماضية أي خلال 4002-9002، و801 مراكز أخرى برمجت للسنوات الخمس المقبلة، فيما ينتظر بناء حظيرة للآلات المستعملة في صيانة الطرقات في كل ولاية من البلد· وبالرغم من أن الجزائر لم تكن تتوفر إلا على 8 آلات لإزالة الثلج في سنة 0002 وهي تزخر اليوم بأكثر من 002 آلة، إلا انه لا بد من محاربة الكثير من المظاهر التي لا تعكس مرآة حجم الإمكانيات المسخرة، بالتحول للجانب النوعي بموازاة الكمي، وفي هذا الإطار أعدت الوزارة دليلا يتضمن مختلف التقنيات لصيانة الطرقات لفائدة البلديات، كما يتم تنظيم دورات تكوينية منتظمة تتوج بشهادات من اجل تأهيل المستخدمين المكلفين بإصلاح الطرقات والطرقات السريعة· وفي وقت أكد فيه وزير الأشغال العمومية اقتراب الجزائر من المعايير العالمية التي تقترح حاليا صيانة 1/01 من شبكة طرقات البلد سنويا، نجد أن العاصمة تغرق في بداية الأمطار الموسمية بطرقات تتسبب في خنق حركة المرور بسبب المطبات والحفر التي عرتها الأمطار بالرغم من حداثة صيانتها، وهو ما يؤثر بالسلب كذلك على حالة السيارات ويقصر من عمرها، وقبل كل هذا يساهم في حوادث المرور التي تحاول الدولة تخفيض معادلها بكل الطرق المتاحة، والتي يجب أن تتضافر معها وضعية الطرقات، حيث تشير آخر الدراسات إلى أن عامل تدهور الطرقات يتسبّب بنسبة 5 بالمائة من عدد حوادث المرور، فإنه يؤثر بنسبة 08 بالمائة من حالة السيارات، فالآثار التي تخلفها الطرق سيئة الإنجاز والسريعة التدهور تودي إذن بالعديد إلى الموت وتكلف الكثير للدولة والمواطن·