شهدت العاصمة يوم أمس سيناريو متواصل لمشاكل تهاطل الأمطار، والتي أصبحت تعري الكثير من المظاهر وفي مقدمتها عدم الاهتمام بتصفية البالوعات قبل موسم الأمطار، ووضعية العديد من الطرقات التي وبالرغم من عدم قدم صيانتها، أو تجديدها، حيث لا تتعدى شهورا إلا أن تآكل الزفت بها يبدو واضحا، ناهيك عن الانهيارات المتكررة للكثير من المباني خلال الأيام السابقة، وهو ما شكل حالة من الرعب خاصة لدى العائلات المتعرضة بنايتهم للضرر على غرار حالة تسع عائلات بعمارة باب الواد والتي اضطرت أمس لترك البناية، فيما عرفت حركة المرور حالة من الاختناق بسبب الازدحام. سارة.ب مشكل انسداد البالوعات يطرح من جديد عرفت العديد من شوارع العاصمة على غرار باش جراح، القبة والكاليتوس،أمس، سيلا من المياه في شوارعها بسبب عدم قابلية البالوعات لامتصاص هذه المياه التي غمرت الشوارع، في بدايات موسم تساقط الأمطار، وبالرغم من أن هذا الإشكال سبق له وأن صنع العديد من المآسي للعاصميين إلا أنه عاد ليطرح من جديد، كما عادت معه وديان العاصمة النائمة للسيلان، على غرار وادي الدرارية والحراش الذي عرف منسوبه ارتفاعا ملحوظا، فيما تحولت بعض محطات الحافلات التي تفتقر للمجاري إلى بركات مجمعة من المياه كمحطة 2 ماي ومحطة تافورة، وهو ما خلق حالة من الفوضى. من جهة أخرى عرفت معظم شوارع العاصمة حالة من الازدحام والذي شمل حتى الطرق المزدوجة كالطريق الرابط بين زرالدة وبن عكنون إلى الدارالبيضاء، والذي سجلت به عشرات النقاط السوداء التي خلفت انغلاقا كبيرا في سير السيارات. طرقات العاصمة بين أشغال الحفر وتآكل الزفت من بين أهم الأسباب التي خلفت الانسداد في حركة المرور خلال تهاطل الأمطار في الأيام القليلة السابقة، هي وضعية طرقات الكثير من شوارع العاصمة التي أصبحت ترتبط بمظاهر تآكل الزفت، وتجمعه بصفة عشوائية بسبب عدم الاهتمام بإعادته لحالته الأولى بعد انتهاء الأشغال، ناهيك عن تأثير ذلك بشكل مباشر على وضعية السيارات وتقليص عمرها الافتراضي، والأهم من هذا وذاك المساهمة في حوادث المرور، فالكثير من السائقين الذين اقتربت منهم "المواطن" عبروا عن استيائهم من وضعية الطرقات في العديد من شوارع العاصمة مؤكدين ضرورة معرفة الطريق بشكل مسبق لتجنب وضعيته المزرية والحفر والتشققات الظاهرة به، و"الدودانات الناجمة" عن إعادة الأشغال. من جهة أخرى ساهمت الأشغال بمختلف أنواعها، ومن بين أهمها أشغال الكهرباء والغاز والماء والتي تتطلب إعادة حفر الطريق لمد المنازل، في تدهور وضعية طرقات عدد هام من الشوارع، والغريب في الأمر أنه في بعض بلديات العاصمة يتم الاهتمام بتعبيد الطريق دون إتمام بأشغال مد كل المنازل بالغاز والماء بسبب تأخرات في الدفع أو بسبب عدم وجود سكان بها وغيرها، مما يعني إعادة حفر الطريق المعبدة، وحسب إحصائيات لولاية الجزائر فإنها منحت خلال سنة 2008 حوالي 1445 رخصة لحفر الطريق بالعاصمة، بسبب أحد الأشغال السالفة الذكر بالإضافة إلى أشغال قنوات الصرف، والهاتف، وبمعدل للسنوات الفارطة فإن ولاية الجزائر تخصص سنويا أكثر من 100 مليار سنتم للطرق، جزء هام من هذا الغلاف يذهب للصيانة. وبمجرد انتهاء الأشغال لن تكون النهاية كالبداية بل ستظهر إما "دودانات" لكومة من الزفت غير المعبد، أو مجاري عبارة عن حفر بالنسبة لأعمال صرف المياه، تشكل بالنسبة للسائق هبوطا سريعا لن يتسبب فقط في مشاكل للسيارة بل للراكبين في حد ذاتهم، والأمر معروف مثلا بالنسبة للنساء الحوامل، فأشغال الحفر هذه كثيرا ما تؤدي، إلى كوارث حقيقة لعدم قيام تلك المؤسسات أو هؤلاء الأشخاص بإعادة تسوية الطريق كما كانت عليه، فحتى وان تمت أشغال التسوية فإنها لا تنجز بطريقة جيدة مما تؤدي مع مرور الوقت إلى فساد كل الطريق الذي تعرض للحفر. عشرات العائلات مهددة بخطر الموت تحت الأنقاض لا يزال خطر انهيار العشرات من المباني قائما، على خلاف حوادث الأسابيع الفارطة، والتي أدت لخسائر بشرية ومادية جسمية، على إثر تواصل تهاطل الأمطار، حيث تطالب العديد من العائلات على مستوى العاصمة بضرورة ترحيلها بشكل مستعجل على غرار حالة 9 عائلات تقطن بحي طالب عبد الرحمان بباب الوادي، والتي اضطرت يوم أمس لترك مسكنها خوفا من حدوث انهيار، بعد التشققات التي لحقت بالعمارة التي تقطنها هذه العائلات التسع، وتساقط أجزاء منها، فيما لم تحرك السلطات المحلية ساكنا.