يشهد حزب جبهة التحرير الوطني خلال الأيام الأخيرة حالة غير مسبوقة من الإرتباك و التململ في صفوفه بفعل استقالة العديد من القياديين و البرلمانيين و المنتخبين المحليين منه و التحاقهم بالحراك الشعبي، و أمام هذا الواقع عمد معاذ بوشارب إلى توسيع القيادة الحالية للحزب من خمسة أعضاء إلى 21 عضوا من بينهم وزراء و مجاهدون و كوادر مهمشة سابقا. أعلن أمس إطارات ومناضلون في حزب جبهة التحرير الوطني من برلمانيين و أعضاء اللجنة المركزية السابقة استقالتهم الجماعية من الحزب. وتضمنت القائمة التي وردت في بيان كل من : عبد القادر شرار، امحمد بوعزارة، عيسى خيري، بوعلام جعفر، حكيمي صالح المدعو دجال، نادية حناشي، عبد الرحمن السهلي. وذكر أصحاب البيان بمواقفهم السابقة المؤيدة للحراك. ودعا المستقيلون كل المناضلين و المناضلات إلى المبادرة والقيام بنفس الخطوة من خلال إعلان الإستقالة من حزب جبهة التحرير الوطني. و قبل ايام قليلة أعلن وزير الصيد البحري السابق، سيد أحمد فروخي، استقالته من البرلمان ومن الحزب بشكل نهائي، كما استقال من الحزب عدد من رؤساء البلديات التابعين للحزب وكوادره في عدة ولايات. و امام هذه الموجة من الاستقالات قرر منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب، توسيع أمانة هيئة التسيير لتشمل أعضاء جدد، حيث أصبحت تضم 21 عضوا. ويلاحظ في القائمة الإسمية التي أوردها بيان للحزب، الإبقاء على غالبية أعضاء أمانة تسيير الحزب التي تم تنصيبها شهر نوفمبر الماضي ويرأسها معاذ بوشارب كمنسق عام. ويتعلق الأمر بكل من ليلى الطيب، محمود قمامة، سعيدة بوناب، سعيد لخضاري، بالإضافة إلى سميرة بوراس كركوش، فيما تم الاستغناء عن مصطفى كريم رحيال. وتضم القائمة وزراء حاليين وسابقين، على غرار الطيب لوح، محجوب بدة والهامشي جيار، بالإضافة إلى الأمين العام لرئاسة الجمهورية حبة العقبي، وعودة إطارات سابقة في الحزب، مثل عبد الرحمن بلعياط وعبد الكريم عبادة وصالح قوجيل، بالإضافة إلى أعضاء في البرلمان على غرار عبد الحميد سي عفيف ومحمود قيساري. و يأتي قرار بوشارب بعد سلسلة، الاحتجاجات التي حدثت في الأيام الماضية، ببعض المحافظات على مستوى الوطن، وشهدت حال من التشتت في صفوف المناضلين بين مناصر للحراك الشعب الذي تعرفه الجزائر ومساند لبرنامج الاستمرارية لرئيس الحزب ومرشحه لرئاسيات 18 أفريل المقبل، عبد العزيز بوتفليقة. كما يندرج في إطار استكمال مساعي لمّ الشمل داخل الحزب، خاصة وأن بعض الشخصيات التي ضمتها القيادة الجديدة، كان قد تم استقبالها من طرف منسق هيئة تسيير الحزب معاذ بوشارب في سياق سلسلة جلسات التشاور التي نظمها مع القيادات السابق في الحزب. جدير بالذكر أن رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، كان قد حل اللجنة المركزية للحزب والمكتب السياسي ووضع هيئة تسيير الحزب تتكون من 6 أعضاء من أجل تسيير المرحلة التي تسبق عقد المؤتمر الاستثنائي للحزب، الهادف إلى إعادة جمع فرقاء الأفلان وبعث الحزب على أسس جديدة سليمة. عبادة ينسحب من الهيئة الجديدة بالمقابل أعلن عبد الكريم عبادة القيادي بالافلان انسحابه من القيادة الموسعة والجديدة للحزب، مقررًا الالتحاق بالحراك الشعبي . وأصدر منسق ما يعرف بحركة التقويم والتأصيل داخل الافلان بيان انسحابه بعد أقل من 24 ساعة على تعيينه، قائلا: يُعلن المجاهد والمناضل عبدالكريم عبادة انسحابه الفوري واللامشروط مما سُمي القيادة الموسعة لهيئة تسيير الحزب . وأضاف بيان عبادة: كما يتبرأ تماماً من استغلال اسمه أو مساره التاريخي كغطاء سياسي في أي مناورة سياسية أو حزبية تقوم بها أي جهة كانت لا سيما في هذا المنعطف التاريخي الحاسم للجزائر . وأعلن القيادي في الافلان التحاقه بالمظاهرات المطالبة بالتغيير، قائلا إن جميع الأعضاء لحركة التقويم والتأصيل لحزب جبهة التحرير الوطني مُتجذرون ضمن صفوف الشعب الجزائري الأبي في حراكه الحضاري المشرف .