تجمع مئات الآلاف من المواطنين, أغلبهم من الشباب للجمعة الرابعة تواليا في الجزائر العاصمة و في مناطق أخرى من البلاد تعبيرا عن مطالب ذات طابع سياسي، تتعلق أساسا برفض تأجيل الانتخابات الرئاسية ، و التعديل الحكومي الأخير. و وسط حضور أمني مكثف, تنقل المتظاهرون مباشرة بعد صلاة الجمعة حاملين أعلام وطنية و لافتات كتب عليها، لا لتأجيل الرئاسيات و لا للتمديد نعم للعدالة و مسيرة سلمية و تغيير و إصلاحات . ولم تقتصر الشعارات المرفوعة في ساحة البريد المركزي، على التغيير، وإنما ندّدت بتدخل فرنسا الرسمية في الشؤون الداخلية للجزائر، ورفع المحتجون شعارات "ماكرون ارحل" ،بالإضافة إلى شعار" لا واشنطن لا باريس الشعب من يختار الرئيس". وشدد المتظاهرون، على ضرورة إجراء تغيير جذري، يأتي بوجوه جديدة، شابة، وذات كفاءة. كما دعا المحتجون، الى إجراء الانتخابات الرئاسية في وقتها، وعدم تمديد العهدة الرابعة، بعد ثلاث جمعات، كان فيها مطلبهم الرئيسي، عدول الرئيس عن الترشح لولاية خامسة، وتغيير حكومي جذري. و واصل جمع من المحتجين مسيرتهم السلمية انطلاقا من ساحة أول ماي عبر شارع حسيبة بن بوعلي في اتجاه ساحة البريد المركزي قبل استئناف السير نحو ساحة الشهداء . كما شهدت عدة ولايات أخرى مسيرات و تجمعات مماثلة دون تسجيل تجاوزات, ففي شرق البلاد على غرار عنابة و قسنطينة و بجاية و باتنة و سكيكدة و أم البواقي هتف المتظاهرون نفس الشعارات. كما شهدت ولايات الوسط تظاهرات مماثلة ميزها الهدوء مثلما هو الأمر في تيزي وزو و البويرة و بومرداس و تيبازة و البليدة. و في غرب البلاد, خرج مئات المواطنين في مسيرات سلمية بوهران و تيارت و مستغانم و غليزان للتعبير عن رأيهم في تاجيل الانتخابات الرئاسية وقد جرت هذه التظاهرات أيضا في جو هادئ دون أي تجاوزات. كما نظمت تجمعات و مسيرات سلمية بجنوب البلاد للمطالبة بالتغيير و الاصلاحات حيث خرج مئات المواطنين من مختلف الأعمار في ورقلة و الأغواط إضافة إلى مسيرات عبر الشوارع الرئيسية بمدن حاسي مسعود و أدرار و الوادي. و عرفت المظاهرات تنظيما محكما وسط تأمين قوات الشرطة للمواطنين و ممتلكاتهم ،فيما عرفت المسيرات بالعاصمة مشاركة العديد من رؤساء الاحزاب المعارضة و الشخصيات المحسوبة على هذا التيار، وقد عرفت المسيرات الشعبية مشاركة، رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، ورئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، وهما السياسيين الذين عرفا بمشاركتهما في المسيرتين السابقتين. وفي صف الفنانين شارك في الوقفات الإحتجاجية التي رفعت شعارات معبرة عن الرفض القاطع لقرار رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، تأجيل الانتخابات لأجل غير محدد نجم الكوميديا، صالح أوقروت.