حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجمعة الدعم انتشرت على مدار الساعات القليلة الماضية دعوات تم تداولها بقوة عبر مختلف الوسائط والمستويات لتنظيم مسيرات مليونية يوم الجمعة المقبلة في كل ولايات القطر، دعما للجيش الوطني الشعبي ومسعاه لحل الأمة التي تمر بها البلاد. وتفاعل عدد كبير من المواطنين ومن مختلف الشرائح والرتب الاجتماعية والثقافية مع قرار الجيش الذي تضمنه بيان وزارة الدفاع الوطني مؤخرا، خاصة منها الشق المتعلق بالاحتكام دوما لمواد الدستور في تفكيك الأزمة الحالية، وأيضا الموقف الصارم من بعض الأطراف سيئة النوايا التي تحاول إيهام الناس والرأي العام بأن الشعب ضد مقترح الجيش تفعيل المادة 102 من الدستور. وقد حظي قرار الجيش هذا بدعم واسع على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل الجزائريين الذين رأوا فيه موقفا وطنيا شجاعا يستحق الدعم والمساندة، ودعوا إلى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية في هذا الظرف لتفويت الفرصة على بعض الدوائر التي اعتادت الصيد في المياه العكرة في مثل هذه المواعيد التاريخية. ووجهت عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات كثيرة من أجل حماية الجيش ودعمه في تصديه لهذه الأطراف، وكذا من أجل تمكينه من تطبيق مواد الدستور التي تحدث عنها للخروج من الأزمة الحالية وضرورة مرافقته في معركته الجديدة ضد بعض رموز الفساد والخيانة، حسب مضامين المنشورات التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي. وتعدت موجة التضامن والتأزر مع الجيش الوطني الشعبي، لتشمل دعوات تم تداولها على نطاق واسع لجعل مظاهرات الجمعة المقبلة خاصة بتأييد قرارات الجيش، وهي الجمعة السابعة من الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فيفري الماضي للمطالبة بالتغيير الجذري. وخلال مظاهرات الجمعة السادسة وما تلاها من ايام، خرج مواطنون في الجزائر العاصمة وبعض الولايات في مظاهرات سلمية ومسيرات، دعما للجيش الوطني الشعبي في مقترحاته وقراراته الخاصة بحل الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، كما أعلن رؤساء أحزاب سياسية أيضا دعمهم لمسعى المؤسسة العسكرية بهذا الخصوص. ومباشرة بعد البيان الصادر عن وزارة الدفاع الوطني السبت الماضي والمتعلق بالحلول الممكنة للخروج من الأزمة والتي لخصها البيان في المواد 7، 8 و102 من الدستور، وتحذيره لجهات وأطراف تحاول ضرب المؤسسة، خرج المئات من المواطنين في العاصمة في مظاهرة دعما لقرار الجيش. وقد جاب هؤلاء المواطنون شارع ديدوش مراد وساحة موريس أودان وسط العاصمة في مسيرة سلمية رمزية دعما للجيش الوطني الشعبي في خياراته المتعلقة بحل الأزمة الحالية، وهتف المتظاهرون الجيش والشعب.. خاوة خاوة ، وغيرها من الشعارات التي تعبر عن مساندتهم للجيش في هذا الظرف بالذات. وصبيحة أمس الاول، تجمع المئات من المواطنين أيضا بساحة البريد المركزي بالعاصمة لذات الغرض، حيث رددوا شعارات جيش شعب.. خاوة خاوة ، و البلاد بلادنا والجيش جيشنا ، وطني وطني غالي الثمن ، ورفعوا لافتات تطالب بالتدخل الفوري للجيش لإنهاء الأزمة وتطبيق مواد الدستور، وعبروا عن رفضهم التآمر ضد المؤسسة العسكرية وضربها والتربص بها، أو ضرب استقرار البلاد والتدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة كانت.