دق خبراء امنيون و سياسيون ناقوس الخطر بسبب تداعيات الوضع الأمني المضطرب في ليبيا و الذي يؤكدون أنه سينعكس سلبا على المحيط الاقليمي لدولة ليبيا التي تربطها بالجزائر حدود شاسعة . و أثار إعلان اللواء المنشق، خليفة حفتر، شن هجوم عسكري على العاصمة الليبية طرابلس، توجسا لدى الجزائريين، كان ظاهرا في تحيللات الخبراء ، وذلك بسبب تزامنه مع الحراك الشعبي الذي تشهده بلادنا. وأعلن حفتر، الخميس، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام طرابلس، قبيل 10 أيام من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الجامع بمدينة غدامس، تحت رعاية أممية، مما أثار استنكارا محليا ودوليا واسعا. وردا على ذلك، أمر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، سلاح الجو ب قصف كل من يهدد الحياة المدنية بالتزامن مع تقدم قوات حفتر لغرب البلاد. واعتبر خبراء ونشطاء جزائريون، أن رغبة حفتر بالسيطرة على طرابلس في هذا التوقيت بالذات ليست بريئة ، وأهداف تحركه تتجاوز الداخل الليبي . ، وينظر في الجزائر لحفتر، بنظرة سلبية، بعدما هدد في سبتمبر 2018، بنقل الحرب إلى الجزائر في ظرف وجيز بسبب مشاكل حول ضبط الحدود. وعقب ذلك، اعتذر الناطق الرسمي باسم ما يعرف ب الجيش الليبي ، أحمد المسماري، للجزائر عما صدر من قائده حفتر، متهما منابر إعلامية عربية بمحاولة نشر الفوضى في المنطقة. وقال مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط بمدينة جنيف السويسرية، الجزائري حسني عبيدي، إن هجوم حفتر على طرابلس في هذا التوقيت مقلق جدا . وأوضح عبيدي في منشور عبر موقع فيسبوك أن توقيت هجوم حفتر على طرابلس في ليبيا والمعروف بسلبيته تجاه الجزائر أمر مقلق جدا . وأضاف أن العملية العسكرية غير المحسوبة العواقب التي باشرها حفتر على طرابلس لها تداعيات خطيرة على الحدود مع تونسوالجزائر، وتفرض أعباء جديدة على المؤسسة العسكرية في البلدين . وأشار عبيدي إلى أن هجوم حفتر على طرابلس يأتي في وقت دخلت الجزائر فيه مرحلة دقيقة تستدعي تأمينا خارجيا لمواكبة مرحلة الانتقال الديمقراطي . بدوره قال الخبير الامني و الاستراتيجي احمد ميزاب في تصريحات تلفزيونية إن تحركات حفتر غير مدروسة..وستنعكس سلبا على المحيط الإقليمي لدولة ليبيا . من جهته عبّر رئيس حزب حراك تونس الإرادة المنصف المرزوقي، امس عن معارضته للهجوم العسكري الذي يقوده المشير خليفة حفتر للسيطرة على غرب ليبيا. واعتبر المرزوقي، في تدوينة على صفحته بالفايسبوك، أنّ هجمة حفتر على طرابلس لا تستهدف فقط السلطة الشرعية المعترف بها دوليا وعبرها ثورة 17 فبراير المجيدة . قبل أن يتابع بالقول، هي تستهدف الحراك في الجزائر بغية إرباكه بحالة حرب على الحدود يمكن استغلالها لصالح قوى الثورة المضادة المحشورة اليوم في الزاوية،هي تستهدف الأمن القومي في تونس ومحاولة زعزعته تحسبا لانتخابات في غير صالح المنظومة التي جاءت بها الثورة المضادة للسلطة، هي تستهدف روح الربيع العربي الذي عاد عبر الحراك في الجزائر وفي السودان ليقض مضجع الطغاة العرب هم الذين تصوروا أنهم تخلصوا من الكابوس. و تتابع الجزائر ببالغ الانشغال آخر التطورات الحاصلة في ليبيا و تدعو كافة الأطراف إلى التعقل , معتبرة أن أي تصعيد عسكري قد يعيق الجهود الجارية وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها أمس الاول أنّ : الجزائر التي ما فتئت تدعو إلى حوار شامل بين كافة الأطراف الليبية برعاية الأممالمتحدة و بعيدا عن أن تدخل أجنبي تبقى على يقين من أن الحل السياسي التفاوضي و المقبول من قبل كافة أطراف النزاع وحده الكفيل بضمان السلم و الاستقرار المستدامين و الحفاظ على المصالح العليا للشعب الليبي الشقيق .