أطراف تسعى للمغامرة بمصير السنة الجامعية على الفاعلين في الشأن السياسي تحكيم صوت العقل شدد الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر، صلاح الدين دواجي، في حوار ل السياسي ، على ضرورة أن لا يبقى الحراك دون تمثيل وان ينخرط في اتجاه تنظيمي وتمثيلي دون أن يفقد معناه وان يمثله من يثقون فيه، مشيرا من جهة أخرى إلى وجود أطراف مجهولة تسعى لافراغ الجامعة من الطلبة من خلال الإضراب المفتوح ومقاطعة الدراسة بغرض إعاقة الحراك، مؤكدا أن هذا الأمر سيضع السنة الجامعية على أبواب السنة البيضاء، خاصة بعد تسجيل نسبة تعطل 95 بالمائة في الدروس الضائعة. كيف تقيمون مساهمة الجامعة الجزائرية في الحراك الشعبي منذ انطلاقه؟ مساهمة الجامعة الجزائرية في الحراك الشعبي منذ انطلاقه تعتبر مساهمة قوية، لأنه لولا قوة هذه الأخيرة، لما تم اتخاذ إجراء منح عطلة ربيع لمدة شهر كامل للطلبة، وهذا لمعرفة الحكومة ووزارة التعليم العالي انه لدى الطلبة قوة في التأثير والتموقع وحتى التغيير السياسي لأنه صوت الطالب لا يمكن أن يغير وهذه المرحلة المفصلية التي تعيشها الجزائر، الطالب الجامعي وضع بصمته بقوة من خلال ما تعيشه البلاد بطريقة سلمية وحضارية. الاتحاد العام الطلابي الحر ساهم في إثارة الوعي السياسي لدى الطلبة ماهو دور المنظمات الطلابية في تأطير الطلبة ضمن الحراك الشعبي؟ يعاب على الكثير من المنظمات الطلابية التي وجهت لها الكثير من الاتهامات خاصة في السابق فيما يخص دعمها من قبل للعهدة الخامسة للرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة. وفي هذا الإطار، أظن أننا الوحيدين في الاتحاد العام الطلابي الحر الذي كان موقفنا واضحا منذ البداية، نظرا لما تعيشه الجامعة الجزائرية من مشاكل وتراكمات عاشتها والتي كنا نتكلم عنها في السابق منذ السنوات السابقة، والتي كانت عبارة عن إثارة للوعي الطلابي والوعي السياسي والوجدان الطلابي، ونظن انه هذا الأمر الذي قمنا به ولم تقوم به باقي الزملاء في المنظمات الطلابية في السابق وفي الوقت الذي كانت كل الناس تلتزم الصمت، وما نعيشه حاليا هو نتيجة الدور الذي قامت به المنظمات الطلابية في السابق، خصوصا الاتحاد العام الطلابي الحر. ونحن، لمّا كانت مختلف الأطراف تلتزم الصمت، تحدثنا في العديد والكثير من القضايا الحساسة وقضايا الفساد التي تعشش في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وبالتالي أظن اليوم أن مختلف التنظيمات الطلابية تعمل على إعادة هيكلة نفسها من جديد لأنها امام تحدي كبير خاصة بعد فقدان مصداقيتها في الوسط الطلابي الذي جعلها تعيد النظر حتى في قيادتها الوطنية. أطراف تريد إفراغ الجامعة من الطلبة لإعاقة الحراك الجمعيات العامة للطلبة على مستوى بعض الجامعات عبر الوطن صوتت بالأغلبية للإضراب المفتوح مع مواصلة الاحتجاجات.. ألا ترون أن هذا الأمر سيؤثر بشكل سلبي على السنة الجامعية التي أوشكت على نهايتها؟ نحن في الاتحاد العام الطلابي الحر نؤكد وجود أطراف تريد إدخال الجامعة في الحالة اللادراسية، وهذا خطر على الجامعة الجزائرية. في التسعينات لما كان الوضع أكثر خطرا الطلبة، لم يتركوا مقاعد الدراسة، ونحن لا نشجع على ترك الدراسة والتوجه نحو التعبير عن المشاغل السياسية داخل الحراك الشعبي، لكن لا يمكن أن نترك أيضا مقاعد الدراسة ونغامر ونقامر بمصير السنة الجامعية لأنه بهذه الطريقة السنة الجامعية نحو سنة بيضاء وبالتالي اقتراحنا واضح، وهو مادام هناك وسيلة للتعبير عن الآراء السياسية حيث تم تحديد يوم الثلاثاء للمشاركة في المسيرات والاحتجاجات للتعبير عن صوت الطلبة، كما تم وضع مقترحات من اجل هذا الأمر هي الآن قيد الدراسة على مستوى مختلف الجامعات، من بينها أن يكون يوم واحد للإضراب يتغير كل أسبوع وهكذا لا يتأثر البرنامج الدراسي، إلا أن بعض الأطراف تدفع للاحتقان أكثر وهذا ليس لمصلحة الطالب الجامعي ولا الجامعة الجزائرية، ونحن نرى أن الأمور نحو الانفراج نوعا ما وعلى الطلبة التعقل والتمتع بروح المسؤولية وهذا لا يغنيهم عن مطالبهم السياسية المشروعة. الجامعة أمام خطورة ضياع السداسي الثاني برأيكم، كم تقدر نسبة الدروس الضائعة بالنسبة للطلبة في الجامعات منذ بداية الحراك الشعبي بتاريخ 22 فيفري الماضي؟ نستطيع أن نقول بالنسبة للسداسي الثاني نسبة الدروس الضائعة تقدر ب95 بالمائة، لان السداسي الأول مر بسلام وتم تنظيم الامتحانات بشكل عادي، ونحن اليوم أمام خطورة ضياع السداسي الثاني بهذه الخطوات والظروف التي تعيشها الجامعة والجزائر اليوم. على الطلبة التفطن للمخطط الخبيث والبقاء في الجامعات نقابة الكناس اتهمت بعض الأطراف بدفع الطلبة إلى الإضراب ومقاطعة الدراسة والأعمال البيداغوجية بغرض إفراغ الجامعة وإخراجها من لعبة الحراك الشعبي.. ما رأيكم؟ أكيد هذه الخطة المقصودة من طرف بعض المجهولين، وذلك كما كانت خطتهم في السابق من خلال العمل على منح عطلة للطالب مسبقة لمدة شهر ولأول مرة في تاريخ الجزائر، الآن نحن نحو سيناريو آخر وهو العمل على إفراغ الجامعة الجزائرية من خلال كثرة الإضرابات وان يكون إضراب مفتوح، وبطبيعة الحال الطلبة يتوجهون إلى بيوتهم خاصة أننا على مقربة من شهر رمضان المبارك، وبالتالي يحلو للطالب أن يقضي أوقات وأجواء رمضان في بيتهم وهذه ما هي إلا خطة من اجل إفراغ الجامعة من الطلبة، وبهذا لن يتسنى للطالب التعبير أكثر وبقوة عن صوته ومطلبه، لذا نحن ندعو الطلبة إلى التفطن لهذا المخطط الخبيث البقاء في الجامعات من اجل مزاولة الدراسة وحتى تحديد وقفات سلمية للتعبير عن المشروع الوطني السلمي من اجل التغيير السلسل الذي تعيشه الجزائر، وغلق الطريق أمام الدعوات المشبوهة لإغلاق الجامعة الجزائرية. أعضاء داخل الحكومة الجديدة رافضين البقاء ضمن طاقمها ما رأيكم في تشكيلة الحكومة الجديدة التي لاقت رفض كبير من طرف الحراك الشعبي؟ رأينا من رأي المطالبين بذهاب هذه الحكومة، خاصة انه هناك أعضاء داخل الحكومة رافضين أن يبقوا من ضمن طاقمها، منهم متقلدين للاستوزار لهذه الحكومة الجديدة هم من الرافضين للبقاء فيها، وبالتالي أظن لا إرادة تعلو فوق إرادة الشعب وهذا هو الأمر الأساسي الذي يمكن التحدث عنه، ونحن ندعو كل الفاعلين في الشأن السياسي والساحة السياسية لتحكيم صوت العقل ووضع الوطن ووحدة التراب الوطني واستقرار الجزائر فوق كل اعتبار. هل هناك احتمال رفض دعوة رسمية من طرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي لعقد لقاء مع الاتحاد الحر كما جرى الأمر مع نقابات التربية التي رفضت الحوار مع وزير التربية؟ الإدلاء بموقفنا الآن هو سابق لأوانه، وفي حال تم توجيه دعوة رسمية لنا من طرف الوزارة الجديدة، سيتم الفصل في هذا الأمر كقرار جماعي وليس شخصي، وبعدها يتم الإدلاء بموقفنا في حال وجهت لنا أي دعوة للحوار. لابد من الحوار للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد باعتباركم من النخبة، ما هي السيناريوهات المطروحة حالياً والحلول للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، خاصة بعد استقالة رئيس المجلس الدستوري واستمرار المطالبة برحيل الباءات الثلاثة؟ المشكل ليس في الباءات الأربعة أو الثلاثة، وإنما هو مشكل انعدام الثقة ما بين الشعب والسلطة القائمة وما بين من له سلطة القرار، وبالتالي الخروج من أزمة لابد أن يكون بالحوار مع كل الأطراف وان لا يبقى الحراك دون تمثيل وان ينخرط في اتجاه تنظيمي وتمثيلي دون أن يفقد معناه وان يمثله من يثقون فيه، الحل في هذه الأزمة أن الشعب لا يريد فقط رحيل الباءات الأربعة، وإنما يريد أن تكون انتخابات نزيهة شفافة من اجل أن يعبر عن موقفه بكل حرية ويختار بكل حرية، لأن انعدام هذه الثقة جعلت الشعب لا يعول أكثر على الانتخابات والمجيء بأشخاص لهم قبول شعبي يجعل من هذه الانتخابات أن تكون في موعدها أولا ويشارك الشعب بقوة في اختيار من يرأس البلاد، ونحن كاتحاد عام طلابي حر اقترحنا هذا الحل، ونصب اهتمامنا حول الانتخابات المقبلة اقترحنا ضرورة أن تكون لجان شعبية منتخبة من قبل الشعب هي من تعمل على مراقبة الانتخابات، وان تكون الإدارة دورها تقني والمحاضر التي يتم تدوينها أثناء الانتخاب والاقتراع من بين الشعب ونبض الشارع من طرف أشخاص منتخبين من قلب الشارع هم الذين يدونون من تحصل على اكبر نسبة تصويت، وبالتالي الإشكالية كلها تدور حول الانتخابات القادمة، ونحن نرى انه هناك بصيص أمل في رجال وطنيين مخلصين ومن لا يريدون التملق على حساب المصلحة الوطنية، ونأمل أن يكون العرس قريب بوجوه جديدة تعمل لصالح الجزائر والوطن.